انتشر مقطع فيديو في مواقع التواصل الاجتماعي لرجل يضرب أطفالاً في مجلس بيته، اثنان منهم من أبنائه، والاثنان الآخران ابنا أخيه، وحصد ردود أفعالٍ كبيرة وغير متوقعة لكل من ظهر في هذا المقطع المصور. الرجل اشتُهر في مواقع التواصل باسم «العم معيض»، لكن اسمه الحقيقي على ما صرّح لبعض وسائل الإعلام هو عبدالرحمن وليس معيض، ويبدو أن الرجل فوجئ بحجم انتشار المقطع وردود الأفعال، وقبلها فوجئ بأن ما فعله قد تم تصويره بالكاميرا التي ثبتها الأولاد. المسألة تعدّت الضحك وتداول النكت بين الناس في الشبكات الاجتماعية، إلى النقاش حول ضرب معيض للأولاد، وما إذا كان أسلوباً تقليدياً متفهماً في تربية الأطفال، يحرك ذكرياتٍ عند جيل الكبار الذين تعرضوا ل «تأديبٍ» مشابه، أم هو تعبير عنفي على المستوى الجسدي والنفسي، يؤذي الأطفال ويؤثر فيهم سلباً. استهجن كثيرون تصرف العم معيض، واعتبروه طريقة متخلفة في تأديب الأطفال، لكن مبالغةً حصلت في تقدير ردة فعل معيض على لعب الأولاد في المجلس، فهو استخدم خيزرانة للسع الأولاد ووقف لعبهم، ولم يتعمق في الضرب بشكل سادي، كما في حالات أخرى سمع عنها الناس أو شاهدوها وأثرت فيهم كثيراً، وقد تصعّد الأمر للمطالبة بمحاسبته قانونياً، لكن المسألة لم تصل لاستهداف الأطفال بعنفٍ تسبب بأذى جسدي دائم أو عاهة أو حتى أثرٍ بالغ على جزء من أجزاء الجسم، كما أنه لم يكن يهدف لأمرٍ خارج نطاق التأديب. هذه الحساسية تجاه مشهد تعنيف أطفال هي أمر إيجابي، ذلك أن حالاتٍ مؤلمة حدثت، وقد تساهم هذه الحساسية واسعة النطاق في ردع أولئك المرضى ممن يمارسون إيذاءً واضحاً للأطفال، لكن هذا لا يعني أن الضرب ليس وسيلةً من ضمن وسائل التأديب في ثقافتنا وعاداتنا، ولابد من التسليم بهذا الأمر للتعامل معه كما يجب، والعمل على التوعية بحصره على الأقل ضمن شروط ومعايير محددة، إنْ كان لجهة حجم التعنيف نفسه أو لجهة استخدامه بقدر محدود وبعد استنفاد الوسائل الأخرى، فالضرب يشكل عند كثير من الأهالي رادعاً تأديبياً تجاه الأطفال، لكن لابد من الحرص على عدم تحويل الرادع إلى وسيلة إيذاء جسدي ونفسي. العم معيض والأطفال حركوا حتى عروض الشركات لهم، وشغلوا الناس بنقل النكت حولهم، لكنهم أيضاً أعادوا قضية الضرب كوسيلة من وسائل التربية للنقاش العام، وهو ما ينطبق على البيت والمدرسة، إذ يتحول الضرب أحياناً إلى ممارسة اعتيادية، أو حتى حالة جنونية تفضي لبالغ الضرر الجسدي والنفسي للأطفال، بما يوجب مواجهة الأمر بقوة.