رغم ارتباطه بلقب "العم معيض" في المقطع الشهير لضرب أطفال كانوا يلعبون بالكرة داخل مجلس منزلهم، إلا أن نجم المقطع ويدعى عبدالرحمن العتيبي أكد ل"الوطن" أنه استقبل اتصالا من جمعية حقوق الإنسان قدمت له بعض الإرشادات، وأنه تقبل نصحها، مشيرا إلى أن جميع وعود الشركات بتقديم هدايا له وللأطفال كانت وهما. وفي الوقت الذي عدّ مدير الحماية في وزارة الشؤون الاجتماعية عبدالله المحسن المقاطع التي تضمنت أفعال إيذاء ضد الأطفال مخالفة لنظام حماية الطفل، تعرض مرتكبها للمساءلة والعقوبة، أبدى الأطفال الأربعة الذين ظهروا في الفيديو ندمهم الشديد على نشره، مؤكدين أن ما فعله "معيض" لا يعكس شخصيته المحبوبة لديهم. كشف العم معيض، صاحب مقطع جلد الأطفال عن تلقيه اتصالا من أحد مستشاري الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، قدم له خلاله الإرشادات، وأنه تقبل النصح بصدر رحب، مؤكدا عدم تلقيه أي تبرعات أو هدايا، متهما بعض الشركات باستغلال انتشار المقطع لتسويق اسمها دون أي مصداقية. سر لقب معيض قال عبدالرحمن الذيابي العتيبي "أبوسعود" الذي عرف إعلاميا ب"العم معيض" ل"الوطن"، إن "اسمي عبدالرحمن وليس معيضا وأسكن في محافظة الطائف، وسبب إطلاق لقب معيض عليّ، تشبيهي بمدرب عسكري عرف عنه الانضباط والحزم والصرامة". وأكد معيض عدم وجود أي حساب له على مواقع التواصل الاجتماعي باسمه الحقيقي أو بلقب معيض، مشيرا إلى وجود معرفات تحمل اسم العم معيض، وتنتحل شخصيته، ولا علاقة له بها، محذرا من التعامل مع هذه المعرفات. قصة المقطع أوضح العتيبي أن "واقعة المقطع حدثت الخميس الماضي عقب عودتي من السفر، إذ شاهدت الأطفال يلعبون في المجلس، وهم ابني واثنان من أبناء أخي، أحدهم أكبر أبنائي سعود الذي ظهر بالمقطع، وساءني إزعاج الأطفال فقمت بتأديبهم، ولم أكن أعلم بأن الكاميرا مثبتة فوق مفتاح المروحة". وأضاف أنه فوجئ بانتشار المقطع أثناء وجوده بمطار الرياض في انتظار رحلة العودة إلى الطائف حيث يقطن، حيث تعرف عليه العديد من الأشخاص، وطلب البعض أخذ صور تذكارية معه. وأكد العتيبي عدم تعرضه لأي مضايقات جراء المقطع، وقال "على العكس اتصل بي عدد من أقاربي لشكري، وأشاد بي البعض الآخر أثناء وجودي في الشارع، كما تلقيت عددا من الاتصالات من أشخاص لا أعرفهم، منهم وجهاء وشخصيات بارزة في المجتمع، معظمهم أيد تأديبي للأطفال، والبعض قدم النصح"، مشيرا إلى أن الآباء كانوا يضربون أبناءهم، ولم يضرهم التأديب. الإيذاء مخالفة قال المدير العام للحماية الاجتماعية بوزارة الشؤون الاجتماعية عبدالله المحسن إن "الوزارة حريصة على التماسك الأسري، وقيم الخصوصية في المجتمع، وتجنيب الأطفال مخاطر العنف والإيذاء، وغرس الوعي في نفوس المربين"، مؤكدا وجود فارق بين الإيذاء والتأديب. وأضاف أن "مقاطع الفيديو التي تتضمن ارتكاب أفعال إيذاء لأطفال بالضرب مخالفة صريحة لنظام حماية الطفل ولائحته التنفيذية الصادر بالمرسوم الملكي رقم "م/14" بتاريخ 3 / 3 / 1436، ومواده التي نصت على وجوب حماية الطفل من جميع أشكال الإيذاء في المنزل أو المدرسة أو الحي، سواء وقع ذلك الاعتداء من شخص له ولاية أو سلطة أو مسؤولية على الطفل أو من غير ذي ولاية"، مشيرا إلى أن من يرتكب مثل هذا السلوك يعرض نفسه للمساءلة والعقوبة. وشدد المحسن على أن "قيام بعض الشركات والمؤسسات التجارية بتسويق عروضهم التجارية عبر حالات العنف يعد استغلالا لقضايا الطفولة، ويتنافى مع ما تنص عليه الأنظمة من حفظ حقوق الطفل". الأطفال الأربعة: أخطأنا بنشر المقطع الطائف: سلطان الحارثي، حسان بن حميد اتفق الأطفال الأربعة الذين ظهروا في مقطع "العم معيض"، وهم سعود وبندر ومحمد وعبدالله، على أن ما فعلوه من نشر للمقطع عبر وسائل التواصل الاجتماعي خطأ كبير لم يشعروا بفداحته إلا بعد أن وجدوا أسرتهم أمام الإعلام. وقال الطفل بندر في حوار أجرته "الوطن" معه ومع عمه الملقب ب"معيض" أمس، إنه ترك الكاميرا تعمل حتى مغادرة عمه المجلس بعد أن ضربهم نتيجة لعبهم الكرة بشكل مزعج، ثم أخذ المقطع ونشره بين أبناء الأسرة عن طريق "واتساب"، ولم يكن يتوقع أن ينتشر هذا المقطع بشكل كبير يثير الرأي العام، ويتسبب في وضع الأسرة بالكامل تحت نقطة الضوء. وبين الأطفال الأربعة سعادتهم بهذا الزخم الإعلامي الذين تناول قصتهم الاجتماعية بالدرجة الأولى، ولكن في الوقت نفسه أبدوا شيئا من الحزن تجاه طريقة التعاطي مع المقطع، مشيرين إلى أن ما حدث تجاههم من عمهم لا يصل إلى حد الإيذاء أو العنف الأسري، وهم قد تقبلوه بشكل ودي نتيجة معرفتهم مسبقا بأخلاق عمهم وحبه لهم. أما بطل القصة عبدالرحمن العتيبي "معيض"، فقد ذكر أنه ينحدر من عائلة يعمل معظم أفرادها في السلك العسكري، بدءا بوالده الذي كان يتقلد رتبة لواء، وأشقائه، وقد تأثر بهم من حيث الحزم والانضباط.