كشفت دراسة نشرت نتائجها أمس الأول أن معدل الانبعاثات الكربونية بلغ حاليا أعلى مستوى له في سجلات الوقود الحفري منذ عصر الديناصورات، قبل 66 مليون عام، وهو أمر يشير إلى مخاطر ارتفاع درجة حرارة الأرض. وكتب علماء في دورية "نيتشر جيوساينس" العلمية إن معدل الانبعاثات يفوق أول زيادة كبرى معروفة في الوقود الحفري قبل 56 مليون عام، التي كان وراءها على الأرجح مخزونات متجمدة من الغازات المسببة للاحتباس الحراري، أو ما يعرف باسم البيوت الزجاجية تحت قاع البحر، على ما أوردت وكالة "رويترز". وينتج غاز ثاني أكسيد الكربون عن احتراق المواد التي تحتوي على الكربون مثل النفط والحطب، وبشكل أقل من الحيوانات والإنسان عند التنفس. وقال العلماء: "إذا نظرنا للسجلات المتوفرة حاليا نجد أن معدل إطلاق الكربون بناء على علم أصل الإنسان وتطوره غير مسبوق خلال الستة والستين مليون عام الماضية". وانقرضت الديناصورات منذ نحو 66 مليون عام حين ضرب على الأرجح كويكب سيار كوكب الأرض. وقال ريتشارد زيب، الذي قاد الدراسة، وهو من جامعة هاواي: إن السجلات الجيولوجية كانت غير واضحة "ولم يعرف ما إذا كان هذا قد أدى إلى إطلاق الكربون وما كانت كميته". وخلصت الدراسة إلى أن انبعاثات الكربون الحالية الناجمة في الأساس عن إحراق الوقود الحفري تصل إلى نحو 10 مليارات طن في العام، مقارنة بما بلغ 1.1 مليار طن في العام على مدى 4000 عام، مع حدوث الارتفاع السريع في درجة الحرارة قبل 56 مليون عام. وفي وقت سابق، قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية: إن الغازات المسببة للاحتباس الحراري ارتفعت بشكل قياسي عام 2014، وخاصة ثاني أكسيد الكربون، الأمر الذي يجعل تغير مناخ كوكب الأرض أشد خطورة على الأجيال القادمة. وأظهرت الرسوم التوضيحية التي أصدرتها الأممالمتحدة أن مستويات ثاني أكسيد الكربون -وهو الغاز الرئيسي المسبب لظاهرة الاحتباس الحراري- ترتفع بشكل مضطرد وتحقق رقما قياسيا جديدا كل عام منذ بدء تسجيلها بشكل له مصداقية عام 1984، وفق ما ذكرت وكالة "رويترز". ويطلق على ظاهرة ارتفاع درجة حرارة الأرض عن معدلها الطبيعي الاحتباس الحراري، وتفاقم هذه الظاهرة المواد التي تنبعث من نشاطات يقوم بها الإنسان، وتعد الولاياتالمتحدة أكبر منتج لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون. وقال الأمين العام للمنظمة ميشيل جارو في بيان: "كل عام نقول إن الوقت ينفد. علينا أن نتحرك الآن لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري إذا كنا نريد أن تكون أمامنا فرصة للإبقاء على ارتفاع درجة الحرارة عند مستويات يمكن التعامل معها". وأضاف جارو: "هذا يعني ارتفاعا عالميا لدرجة الحرارة والمزيد من مظاهر الطقس المتطرف مثل موجات الحر والفيضانات وذوبان الجليد وارتفاع مستويات البحار وزيادة حموضة المحيطات. هذا يحدث الان ونحن نتحرك بسرعة مخيفة صوب المجهول". وواصلت الارتفاع أيضا في عام 2014 مستويات الميثان والأكسيد النتري، وهما من الغازات الرئيسية المسببة للاحتباس الحراري بمعدلات سريعة على مدى 10 سنوات.