تستمر لعبة الكراسي، وتزداد المتعة والاثارة جولة عقب أخرى في دوري الدرجة الأولى لكرة القدم، فتوقع أي نتيجة ضرب من الخيال. فقد يتعثر المتصدر من أحد فرق المؤخرة، دون أي تفسير منطقي لذلك، وقد تحدث استفاقة مجنونة لأحد الفرق تقوده من المراكز الأخيرة إلى المنافسة الشرسة على إحدى بطاقات الصعود لدوري عبداللطيف جميل الممتاز لكرة القدم. ودون أي تفسيرات منطقية، فإن دوري الدرجة الأولى لكرة القدم في المملكة هو دوري "اللا منطق" فلا كبير مرشح للفوز الدائم ولا صغير يركن لجبروت الكبار. قد يعتقد الكثيرون أنه دوري فقير من الناحية الفنية، لكن الحقيقة أنه دوري من نوع خاص، يمتلك لاعبين من أصحاب الامكانيات الرفيعة، وقد يكون بالفعل بعيدا عن الأضواء، لكن من يتواجد لو تحصلوا على الاهتمام والفرصة، لربما أعادوا لكرة القدم السعودية هيبتها بعيدا عن الملايين التي نسمع عن أصحابها في دوري عبداللطيف جميل الممتاز، دون أن نرى أي أداء فني يشفع لهم تلك المبالغ الضخمة. ومع انتهاء الجولة التاسعة عشرة من دوري الدرجة الأولى، نلقي نظرة سريعة على أوضاع الفرق الستة عشر المتواجدة فيه، وهي على النحو الآتي: الباطن استعاد الباطن نغمة الفوز عقب غياب عن تحقيقه أربع جولات، ليستعيد بذلك الصدارة مؤقتا برصيد (34) نقطة من تسعة عشرة لقاء، فاز في عشرة منها وتعادل في أربعة وخسر خمسة منها. والباطن الذي يحظى بدعم جماهيري كبير، ينبغي للاعبيه استعادة تركيزهم خلال الجولات القادمة اذا أراد الحفاظ على حظوظه في المنافسة على الصعود لدوري الدرجة الممتازة. ضمك يحتل ضمك المركز الثاني برصيد (34) نقطة، جمعها من الفوز في تسعة لقاءات والتعادل في سبعة والخسارة في لقاءين فقط، وهو أبرز المرشحين للصعود لدوري الدرجة الممتازة اذا ما حافظ على المستوى الفني المتوازن الذي يقدمه، الذي سيمكنه من الانفراد بالصدارة بفارق (3) نقاط في حال تمكن من الانتصار في لقائه المؤجل. المجزل يعتبر فريق المجزل أحد الفرق التي استفاقت مؤخرا، فتقدم في سلم الترتيب بسرعة الصاروخ محتلا المركز الثالث برصيد (34) نقطة من تسعة لقاء، ولولا تعثره في الجولة الأخيرة أمام العروبة، لكان هو المتصدر في الوقت الراهن. المجزل يقدم مستويات مميزة جدا في الجولات الأخيرة، بقيادة محترفه المميز جدا في منتصف الملعب ألفيس، وهو قادر على المنافسة وبقوة على إحدى بطاقتي الصعود لدوري عبد اللطيف جميل الممتاز، اذا حافظ على بريقه الحالي. العروبة لا يسير العروبة على نسق ثابت، ففي بعض اللقاءات يقدم مستويات رائعة لا تليق بفريق يخوض دوري الدرجة الأولى، وأحيانا أخرى يهبط مستواه دون أسباب معروفة، ما جعله يفقد العديد من النقاط المهمة في الجولات الماضية، لكن الأهم بالنسبة لمحبيه وجماهيره انه مازال قريبا جدا من فرق المقدمة، حيث يحتل المركز الرابع برصيد (32) نقطة. الطائي هو صاحب الاستفاقة والصحوة الأميز والأبرز خلال هذا الموسم، فبعد أن كان يحتل المركز الأخير في سلم ترتيب الجدول العام، استفاق دون أن يحدث أي ضجة، ليسير بثبات وبثقة الكبار نحو المقدمة، حتى احتل المرتبة الخامسة برصيد (29) نقطة من تسعة عشر لقاء. الجيل يبدو أن الجيل هو الآخر لا يسير بنسق ثابت في مشواره بدوري الدرجة الأولى، فتارة تراه يوقف زحف فرق المقدمة، وأخرى يخسر من فرق أقل منه من ناحية الامكانات الفنية. وقد يتأثر الفريق كثيرا بغياب قائده الخبير صاحب العبدالله الذي تعرض لكسر في يده قد تبعده عن الملاعب لفترة طويلة، لكنه الأمل مازال يحدوه في المنافسة على الصعود حيث يحتل المرتبة السادسة برصيد (28) نقطة. أحد انتكاسة غريبة أصابت الفريق الأحدي منذ خسارته الأولى، فبعد أن كان الفريق الوحيد الذي لم يتلقى أي خسارة في دوري الدرجة الأولى، ها هو يقف عاجزا عن تسجيل أي انتصار منذ (6) جولات، التي خسر خلالها في أربعة لقاءات، ليتوقف رصيده عند (27) نقطة، ويتراجع من المركز الثاني للمركز السابع. وعلى الرغم من ذلك، مازالت جماهيره الكبيرة، تطلق العديد من الحملات من أجل اعادة الثقة للاعبيها والعودة للمنافسة بقوة من جديد. الاتفاق يحتل الفريق الاتفاقي المركز الثامن في سلم الترتيب العام برصيد (26) نقطة، وهو مركز لا يتناسب أبدا مع مكانة واسم هذا الفريق العريق، الذي خيب آمال جماهيره كثيرا خلال هذا الموسم، حيث كان الجميع واثقا من عودته وبسهولة لدوري عبداللطيف جميل الممتاز، لكن كل التوقعات باءت بالفشل. فالفريق يعاني فنيا رغم تغيير مدربه، واستقطاب العديد من اللاعبين المميزين، الذين قد يكون لهم دور كبير في تغيير شكل الفريق وقيادته نحو المقدمة من جديد، خاصة بعد الفوز المعنوي الذي حققه على النهضة في الجولة الاخيرة بنتيجة (4 - 2). الوطني مازال الوطني يقدم مستوياته المميزة خلال الموسم الحالي، ويبدو أنه بدأ يتخلص من عقدة التعادلات أخيرا، حيث حقق (4) انتصارات في آخر خمس جولات، وهو ما يعني أنه قادر على التقدم اكثر، عقب أن تسبب تعادله في (11) مباراة في بقائه في المركز التاسع برصيد (26) نقطة. الشعلة بدأت استفاقة الشعلة منذ (9) جولات، حيث تمكن من الفوز في خمسة لقاءات وتعادل في ثلاثة، ولم يخسر إلا لقاء واحدا. ويدين الشعلة بالفضل - بعد الله سبحانه وتعالى - إلى المدرب الوطني القدير خالد القروني، الذي نجح في انتشال الفريق من مؤخرة الترتيب العام، والسير به خطوة بخطوة نحو منطقة الأمان، حيث يحتل المركز العاشر برصيد (25) نقطة. الفيحاء من ناحيته، يمر فريق الفيحاء بمرحلة حرجة جدا، فلم يتمكن من تحقيق إلا انتصارين في الجولات العشر الاخيرة، وهو ما تسبب في تراجعه في سلم الترتيب العام الى المركز الحادي عشر برصيد (21) نقطة. الحزم الحزم يعيش هو الآخر أزمة في النتائج، ففريق بحجم ومكانة الحزم لا يليق به أبدا أن يحتل المرتبة الثانية عشر برصيد (21) نقطة، حيث إنه أصبح مهددا بالهبوط لدوري الدرجة الثانية، إن لم يصحح من أخطائه خلال الجولات القليلة المقبلة، خاصة أن النهضة والرياض باتا يقدمان مستويات فنية مميزة خلال الجولات الماضية، وهو ما قد يمكنهما من حصد المزيد من النقاط خلال الجولات المقبلة وتشكيل الضغط على الفرق التي تسبقهم في الترتيب العام. النجوم يبذل النجوم الصاعد حديثا لدوري الدرجة الأولى كل ما في وسعه من أجل الحفاظ على تواجده بعيدا عن المركزين الخامس والسادس عشر، لضمان البقاء في دوري الدرجة الأولى لموسم آخر على اقل تقدير، حيث يحتل النجوم المرتبة الثالثة عشرة برصيد (20) نقطة. النهضة بدأ النهضة تقديم مستويات فنية مميزة خلال الجولات الماضية، لكن ذلك لم يعد كافيا، فهو مطالب بإضافة المزيد من النقاط الى رصيده البالغ (19) نقطة، اذا أراد البقاء في دوري الدرجة الأولى، خاصة عقب ان تمكن الرياض من تقليص الفارق معه الى (4) نقاط فقط. الرياض تغير شكل الرياض الفني خلال الجولات الاربع الماضية وتمكن من اضافة (7) نقاط مهمة جدا إلى رصيده، من خلال الانتصار في لقاءين والتعادل في لقاء واحد والخسارة في مثله، وهو ما سمح له من الاقتراب كثيرا من النهضة صاحب المركز الرابع عشر، وربما تشهد الجولات المقبلة مزيدا من الضغط من قبل فريق الرياض الذي لن يقبل ابدا أن يهبط من دوري الدرجة الاولى بكل سهولة. الدرعية يبدو أن فريق الدرعية قد فقد الامل في البقاء بدوري الدرجة الأولى، فلا مؤشرات تدل على رغبة الفريق في تجديد الامل، حيث خسر (9) لقاءات خلال الجولات العشر الاخيرة، ولا يملك في رصيده إلا (6) نقاط جمعها من ستة تعادلات، حيث إنه الفريق الوحيد الذي لم يتمكن من تحقيق أي انتصار خلال الموسم الحالي.