بُثّت مساء الثلاثاء الماضي الحلقة التسجيلية الرابعة من برنامج «شاعر المليون» لموسمه السابع، فبعد انتهاء المهمة الشاقة على أعضاء لجنة التحكيم في البحث والمقابلات والتقييمات لشعراء جولة الرياض لاختيار النخبة الأفضل منهم انتقلت لجنة التحكيم لتكمل جولات «شاعر المليون» في الكويت لتشرق شمس الشعر من جديد في الكويت. الكثير من مجريات أحداث كواليس مقابلات شعراء الكويت الذين اختارتهم لجنة التحكيم من بين الآلاف من الشعراء المشاركين الذين تقدموا للمسابقة، وما يتضمنها من مفارقات ومواقف طريفة تعرض لها المتسابقون، كانت حاضرة في الحلقة الرابعة للبرنامج. وقد كانت انطلاقة الحلقة بعرض تقرير شيق لزيارة أعضاء لجنة التحكيم وطاقم فريق العمل للبرنامج فور وصولهم للكويت، لأحد أهم الصروح الشعرية والثقافية في الكويت وهو «ديوانية شعراء النبط» حيث تقدم العديد من الشعراء الكويتيين بتقديم قصائدهم معبرين من خلالها عن مدى فرحتهم بتواجد أعضاء لجنة التحكيم «شاعر المليون» في الكويت. وفي هذه الزيارة أكد عضو اللجنة حمد السعيد أن زيارة لجنة التحكيم «ديوانية شعراء النبط» ليست إلا امتداداً للزيارة السابقة للمغفور له - بإذن الله - الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - رحمه الله - مثل هذا الصرح الثقافي المميز، ونحن حريصون على المحافظة على زيارة أحد أهم المعالم الشعرية والثقافية لما له من قيمة أدبية وشعرية عالية في الكويت. كما وثقت الحلقة وبطريقة جديدة فيها الكثير من الإبداع والتشويق للمقابلات والتصريحات التي أدلى بها الشعراء المشاركون في هذه الحلقة وعبّروا من خلالها عن انطباعهم ورأيهم في المسابقة، قبل الوقوف أمام لجنة التحكيم وبعد أن جلسوا على الكرسي وقدموا مشاركاتهم، حيث أعلنوا - بثقة عالية ومنذ مرحلة مبكّرة - التحدي وخوض المنافسة على البيرق. واللافت في حلقة جولة الكويت تعدد مشاركة الكثير من الشعراء الذين سبق وشاركوا في البرنامج في دوراته السابقة، فحلم الوصول إلى « مسرح شاطىء الراحة « لدى البعض يحتاج إلى العديد من المحاولات لتحقيقه. وفي جولة الكويت شارك الكثيرون من الشعراء للمرة الخامسة والسادسة على التوالي متمنين إجازتهم من اللجنة بعد أن تمكنوا من تطوير ذائقتهم الشعرية والنهوض بمستوى شعرهم. وقد قال في هذه المشاركات المتتالية الدكتور غسان الحسن أن جميع الشعراء الذين سبق لهم المشاركة في البرنامج قدموا هذا الموسم للمشاركة بثقة عالية وتميز وتمكن شعري واضح. ونحن كأعضاء لجنة تحكيم نحييهم على هذه الروح العالية، ونشكرهم جميعاً على إصرارهم وتصميمهم على الوصول لجميع المراحل التي مروا بها في المواسم السابقة. هذا ليس هو الموقف الوحيد اللافت في حلقة جولة الكويت، أيضاً ما استرعى انتباه لجنة التحكيم أثناء مقابلاتها الشعراء هو إقبال الكثير من الشعراء الذين قدموا للمشاركة في البرنامج لأول مرة وبكل ثقة وحماس، ما دفع فضول أعضاء لجنة التحكيم وتساؤلاتهم الى سبب عدم إقدام الشعراء على المشاركة في المواسم السابقة رغم تمكنهم في الشعر وارتفاع مستواهم الشعري بصورة ملحوظة، وبذلك صرح الأستاذ سلطان العميمي أنه في حين سؤاله للشعراء عن سبب عدم مشاركتهم سابقاً في البرنامج ، كان جواب الأغلب من الشعراء على أنهم لم يكونوا راضين عن مستواهم الشعري ما دفعهم لتطوير مستواهم الشعري والتقدم والنهوض به بالاستفاده من المواسم السابقة من «شاعر المليون» وهذا الشيء إيجابي وأنا أشيد به .كما شهدت الحلقة تواجد شاعر كويتي معاق أتى للمشاركة في البرنامج معلناً رغبته في الوصول للبيرق متحدياً بذلك إعاقته التي يراها على أنها ليست بابتلاء إنما هدية من رب العالمين، وعند تواجده أمام لجنة التحكيم قدم شعراً راقياً ذا مستوى ممتاز.وقد حازت مشاركته على إعجاب أعضاء لجنة التحكيم التي رحبت به وأثنت على تحديه وإصراره واعتبروا مشاركته بمثابة وسام فخر يعتزون به ، ما دفع أيضاً حمد السعيد لمنح الشاعر لقب سفير ذوي الاحتياجات الخاصة والنهوض من مكانه والتوجة للشاعر ليحييه على إصراره وعزيمته التي أثلجت صدره. التميز في هذه الحلقة استمر حتى بات يشكل عنواناً لمقابلات شعراء جولة الكويت . فلقد كان بمثابة مفاجأة للجنة التحكيم أن تقرأ لشعراء لم تقرأ لهم سابقاً، وشعراء قرأت لهم عدة مرات في مواسم سابقة ، وشعراء سبق لهم المشاركة منذ الطفولة في «شاعر المليون للأطفال» في الموسم الثاني. فقد فاجأ أحد الشعراء السعوديين المقيم في الكويت، أعضاء لجنة التحكيم بمشاركته في الموسم السابع للبرنامج، بعد بلوغه 18 عاماً، وبعد سنوات من الإصرار والعزيمة في أعقاب مشاركته في برنامج «شاعر المليون للأطفال» وقدم نقلة شعرية رائعة من خلال مشاركته ، ما دفع الأستاذ بدر الصفوق الى أن يقدم له البطاقة الذهبية ، ويثني على إصراره للوصول لمبتغاه الشعري ، مؤكداً أنه تتلمذ من خلال مواسم البرنامج السابقة. ولم يكتفِ شعراء السعودية بجولة أعضاء لجنة التحكيم في السعودية، فلقد توافدت أعداد كبيرة من الشعراء السعوديين للمشاركة ضمن جولة الكويت. كما اتفق شعراء البحرين على مقابلة لجنة التحكيم في الكويت بما أن جولات اللجنة تفتقد لجولة البحرين، فلقد تضمنت مقابلات لجنة التحكيم في الكويت سلسلة من الشعراء البحرينيين المتميزين الذين توالوا على لجنة التحكيم مما أذهل اللجنة، وأجازوا العديد منهم لجزالة نصوصهم الشعرية وقوة حضورهم الشعري وتميز أدائهم. كما عرضت الحلقة مشاركة شاعر كويتي وتقديمه قصيدة لروح الفقيد محمد خلف المزروعي الذي أطلق البرنامج عام 2006 والعديد من أهم المشاريع الثقافية العربية والعالمية. وأكد الشاعرمن خلال قصيدته أن ذكرى الراحل لن تغيب أبداً لما قدمه من إنجازات سوف يخلدها التاريخ، مؤثراً بأبياته الشعرية أعضاء لجنة التحكيم. ورغم رضا لجنة التحكيم عن الشعراء الذين قابلتهم إلا أن هذا لم يمنع من تواجد بعض الشعراء الذين واجهوا نقد اللجنة الصارم، سواء من ناحية النصوص التي قدموها أم من ناحية العناوين التي تم اختيارها لقصائدهم. زحام شديد شهدته جولة الكويت