أعلنت الأممالمتحدة في بيان الخميس أنه تم التوصل إلى اتفاق حول الاستئناف "الفوري والكامل" للمساعدات الانسانية إلى مدينة تعز في اليمن، خلال محادثات السلام الجارية في سويسرا. واعتبر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد شيخ أحمد أن هذا الاتفاق يشكل "خطوة إلى الأمام، ستسمح بتحرك فوري لتخفيف المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني". وتم التوصل إلى هذا الاتفاق في اليوم الثالث من المحادثات بين الأطراف الداخلية اليمنية برعاية أممية، لوضع حد للنزاع في هذا البلد. وأشار البيان إلى أن قافلة كبيرة للأمم المتحدة تحمل مساعدات إنسانية وصلت إلى تعز، وستبدأ توزيع مواد الإغاثة خلال الأيام المقبلة. كما أنه يفترض أن تتلقى مدن أخرى مساعدات إنسانية في الأيام المقبلة، مثل حجة وصعدة. وحسب الأممالمتحدة، فإن المحادثات في الأيام المقبلة ستتركز على قضايا تنفيذ وقف لإطلاق النار على كافة الأراضي اليمنية، وستشمل هذه القضايا هدنة وطنية مستدامة والإفراج عن سجناء ومعتقلين، وسحب القوات، وتحديد إجراءات أمنية مؤقتة، وتنظيم عودة الأسلحة الثقيلة للدولة، واستعادة الدولة للسيطرة على المؤسسات العامة، واستئناف الحوار السياسي الشامل. اجتماعات منفصلة وعقد المبعوث الأممي أمس في بيين, اجتماعًا مع رؤساء وفود مباحثات السلام في اليمن كل على حدة، حيث عقد اجتماع مع رئيس وفد الحكومة الشرعية وزير الخارجية اليمني عبد المالك المخلاف، واجتماع آخر مع رئيس وفد المتمردين محمد عبدالسلام بهدف تقريب وجهات النظر، والتوصل إلى حل لمشكلة المعتقلين المحتجزين لدى المتمردين الحوثيين، حتى تنتقل المباحثات إلى بنود أخرى من بنود بناء الثقة بين الطرفين الموجودة على جدول الأعمال. ويسعى وفد المتمردين إلى القفز على جدول الأعمال الذي حددته الأممالمتحدة، والبدء في مناقشة وقف إطلاق النار الدائم ورفع الحظر الجوي والبحري المفروض على اليمن من قبل التحالف، فيما يتمسك وفد الحكومة الشرعية بمناقشة تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216 كحزمة واحدة، بحيث يتم تقسيم الوفدين إلى لجان مصغرة لمناقشة مختلف بنود القرار الدولي بشكل متزامن لإحراز تقدم في المباحثات. وكانت اجتماعات أول أمس قد انتهت إلى طريق مسدود، بسبب تعنت وفد المتمردين ومحاولتهم مقايضة إطلاق سراح بعض المعتقلين المحتجزين لديهم مقابل وقف لإطلاق النار بشكل دائم وكامل، وهو ما رفضه وفد الحكومة الشرعية. التحالف يحذر وحذرت قيادة التحالف العربي من انهيار الهدنة في اليمن، وقالت: إن الحوثيين وحلفاءهم من قوات صالح ارتكبوا حوالي 150 انتهاكا للهدنة التي بدأت الثلاثاء. وقال المتحدث باسم قيادة التحالف العميد أحمد عسيري لقناة الإخبارية السعودية: إن انتهاكات الحوثيين للهدنة لا تعبر عن رغبة صادقة في إنجاح المفاوضات الدائرة بسويسرا. وكانت قيادة التحالف العربي قد أعلنت في وقت سابق أنها ستتصدى بحزم لأي خروقات أو تحركات يقوم بها الحوثيون لخرق قرار وقف إطلاق النار. دفعة جديدة وفي عدن، شهد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس في عدن حفل تخرج دفعة جديدة من شباب المقاومة الذين التحقوا بالقوات المسلحة كنواة للجيش الوطني، بحضور قائد قوات التحالف في عدن العميد ناصر مشبب العتيبي وعدد من القادة العسكريين. وألقى الرئيس هادي كلمة في الحفل نوه فيها بفريق التدريب بمختلف عناصره الذين يخوضون معارك الدفاع عن الوطن وأعراض وكرامة الإنسان اليمني في مواجهة مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية ومشروعهم الظلامي الفئوي المناطقي الضيق، وقال: "إنكم تمثلون نواة الجيش الوطني الحق الذي ولاؤه لله، ثم الوطن وليس لأصحاب المشاريع الصغيرة". وأبان أن "هناك عددا من الدورات في طريقها إلى التخرج، وستستمر العملية تباعا لبناء جيش وطني خال من العقد ورواسب الماضي البغيضة، جيش وطني عصري يمثل اليمن الاتحادي الجديد". تقدم المقاومة أكدت مصادر في المقاومة الشعبية الخميس أن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية حققا تقدماً كبيراً، وسيطرا على عدة مواقع استراتيجية في محافظة مأرب. وقالت المصادر : إن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية سيطرا بشكل كامل على "معسكر ماس" و"نقطة الجميدر" و"مثلث ماس" و"نقطة حلحلان". وأضافت المصادر أن السيطرة على تلك المناطق جاءت عقب اشتباكات عنيفة مع المسلحين الحوثيين المدعومين بقوات علي عبدالله صالح استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والثقيلة. وأشارت المصادر إلى أن قوات الجيش والمقاومة الشعبية تواصلان التقدم نحو "مفرق الجوف" وهو الطريق الرئيس الرابط بين محافظاتصنعاء، ومأرب، والجوف. وحسب المصادر، فإن المواقع التي سيطرت عليها قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية أمس تعتبر آخر المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون وقوات صالح في مديرية "مجزر" التابعة لمحافظة مأرب. كما افادت مصادر في المقاومة بمقتل ثلاثة من المتمردين، وإصابة آخرين في مواجهات مع مسلحين قبليين بمحافظة ذمار. وقالت المصادر : إن الحوثيين وقوات صالح شنوا هجوماً، وإن المسلحين القبليين تصدوا له، ما أسفر عن مقتل أحدهم وإصابة اثنين آخرين. يذكر أن محافظة ذمار تشهد مواجهات مستمرة رغم سريان وقف إطلاق النار.