انطلقت امس الاثنين في جنيف المشاورات التي ترعاها الأممالمتحدة من أجل التوصل إلى حل للأزمة اليمنية، والتقى أمين عام المنظمة الدولية بان كي مون بممثلين عن الحكومة، وتأخر وصول وفد الحوثيين إلى جنيف لأسباب لوجيستية، ودعا بان كي مون الى هدنة انسانية فورية لمدة اسبوعين في اليمن مع اقتراب شهر رمضان، مطالبا اطراف النزاع الى التوصل الى اتفاق "حول وقف لاطلاق النار وسحب مجموعات مسلحة من المدن"، من جهته، قال وزير خارجية اليمن إنه يمكن بحث هدنة محدودة، لكن يجب أن ينسحب الحوثيون من مدن بينها عدن وتعز، وأن يفرجوا عن أكثر من 6000 سجين ويلتزموا بقرار الأممالمتحدة، وتزامنت محادثات جنيف مع غارات ومعارك، وقال شاهد من رويترز إن طائرات التحالف قصفت العاصمة اليمنية صنعاء الليلة قبل الماضية، وشنت سبع غارات جوية على تجمعات الحوثيين بمنطقة الجفينة في منطقة مأرب، فيما شهدت مناطق يمنية معارك بين المقاومة وميليشيات الحوثي واتباع الرئيس المخلوع، وأصدرت المقاومة الشعبية في محافظة "الضالع" اليمنية بياناً عبّر عن التأييد الكامل للشرعية المتمثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي، واعلنت تأسيس مجلسٍ عسكري للمقاومة الشعبية. محادثات جنيف وفي التفاصيل، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون امس الى هدنة انسانية فورية لمدة اسبوعين في اليمن مع اقتراب شهر رمضان. وقال بان كي مون "لقد شددت على اهمية هدنة انسانية ثانية لمدة اسبوعين" مضيفا ان "رمضان يبدأ بعد يومين ويجب ان يكون فترة وئام وسلام ومصالحة". واضاف الامين العام للامم المتحدة "آمل في ان يشكل هذا الاسبوع بداية لانتهاء المعارك". ودعا بان كي مون اطراف النزاع الى التوصل الى اتفاق "حول وقف لاطلاق النار وسحب مجموعات مسلحة من المدن". المبادرة الخليجية والقرارات الدولية من جهته، أوضح وفد الحكومة الشرعية المشارك في مشاورات جنيف، أن مشاركته في المشاورات جاءت مستندة بوضوح على قرارات الشرعية الدولية وعلى المرجعيات المتفق عليها والمتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الدولية وعلى رأسها القرار 2216 الذي شكل خريطة طريق واضحة للحل وإحلال السلام، ووقف العدوان الذي تشنه مليشيات الحوثي وصالح المتمردة، والانسحاب من كل المحافظات التي استولوا عليها بما فيها العاصمة صنعاء، والبدء بجهود الإغاثة الإنسانية العاجلة، وبما يعزز من الاستقرار المنشود. وقال الوفد في بيان أصدره الليلة قبل الماضية، إنه حضر المشاورات انطلاقا من الروح الوطنية المسؤولة ومن أجل ترسيخ السلام في اليمن واستعادة مؤسسات الدولة. وأكد الوفد دعمه لكل الجهود التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة، بان كاي مون ومبعوثه الخاص إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وبما يخدم هذا التوجه، ويحقق تنفيذ القرار الدولي 2216. معارك ميدانيا، أفادت مصادر قبلية يمنية امس الاثنين بمقتل 11 مسلحا حوثيا بعد مهاجمتهم مواقع للمقاومة الشعبية في محافظة مأرب شرقي اليمن. وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية إن مسلحين حوثيين مسنودين بالقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح شنوا هجوما عنيفا على مواقع أفراد المقاومة بمنطقة الجفينة غرب مأرب. وأشارت المصادر إلى أن أفراد المقاومة صدوا الهجوم، ما أسفر عن مقتل حوالي 11 من المسلحين الحوثيين والقوات الموالية لصالح وإصابة آخرين، كما ألحقوا خسائر فادحة بالعتاد. وقالت مصادر قبلية إن نحو 27 جثة تعود للحوثيين عثر عليها في موقع المواجهات شمالي غربي مأرب، في حين سقط أربعة من عناصر المقاومة الشعبية. وأوضحت أن المسلحين الحوثيين المتمركزين بموقع الجفينة شنوا قصفا عنيفا بالمدافع والهاون على مدينة مأرب. تعز تحت القصف أما في تعز فسقط عدد من القتلى والجرحى في صفوف سكان المدينة إثر تعرض أحيائها السكنية لقصف الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع صالح. وتخوض المقاومة الشعبية معارك شرسة مع الحوثيين لمنعهم من التقدم رغم موافقتهم على الانخراط في مشاورات جنيف. وكثفت المقاومة الشعبية انتشارها بالمدينة في محاولة لتأمين السكان، كما تسعى لفك الحصار الذي تفرضه قوات صالح والحوثيون على المدينة، وهو ما حرم سكانها من تلبية احتياجاتهم الغذائية. غارات بالحديدة وبمحافظة الحديدة غربي اليمن، أفادت مصادر إعلامية بأن طيران التحالف شن عدة غارات على مواقع تابعة للحوثيين بالمحافظة. وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية إن ضربات طائرات التحالف استهدفت مواقع يسيطر عليها الحوثيون في منطقة الدريهمي بمحافظة الحديدة. وأشارت المصادر إلى أن هذه الغارات جاءت بعد ساعات من استهداف الطيران لمواقع الحوثيين بمنطقتي الكويزي والطائف جنوبي غربي الحديدة. ترحيب أمريكي ورحبت الولاياتالمتحدةالأمريكية امس الاثنين بالإعلان عن المباحثات بين الأطراف اليمنية برعاية الأممالمتحدة في مؤتمر جنيف. وقالت في بيان لها عبر حساب السفارة الأمريكية في اليمن على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، :"نؤكد دعوة مجلس الأمن لليمنيين لحضور تلك المشاورات بحسن نية وبدون شروط مسبقة". وأشارت إلى أنها تحث اليمنيين على المشاركة في المباحثات من أجل العمل على الاستئناف العاجل لعملية الانتقال اليمنية بما يتوافق مع المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة. كما أبدت قلقها من العواقب الإنسانية الناتجة عن استمرار العنف في اليمن، ودعت الجميع إلى الحرص على الوصول إلى اتفاق لإنهاء الاقتتال والبدء بانسحاب القوات من المدن اليمنية الرئيسة.