أعلن المتحدث باسم قوات التحالف العميد ركن أحمد عسيري أن ميليشيات الحوثي لم تلتزم بالهدنة، وأن قوات التحالف العربي ترد بكل حسم على خروقاتها من قبل الحوثي، مشيرا - في تصريحات صحفية مساء أمس - الى أن العمليات العسكرية في اليمن تمثل داعما للحل السياسي. واضافة لخرقهم الهدنة، أفاد مراسلون في سويسرا بأن الحوثيين يعرقلون مفاوضات السلام الجارية هناك، حيث اجتمع المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مع وفدي النزاع. وشدد على أن الحل الوحيد للأزمة في اليمن هو الحل السياسي، مناشداً أطراف النزاع إيقاف العنف. ومن خروقات الحوثي، قيامهم بهجوم كبير على لواء النصر التابع للجيش الوطني في مديرية خب والشعف في الجوف، كما قاموا بإرسال تعزيزات عسكرية كبيرة استعداداً لاقتحام مدينة تعز من الجهة الشرقية بعد قصف شديد تعرضت له أحياؤها، ما أدى لمقتل 7 مدنيين، بينهم ثلاثة أطفال. كما تعرضت مواقع المقاومة والجيش في حي العسكري بتعز لهجوم مباغت من قبل الانقلابيين. وقالت مصادر إعلامية في اليمن: إن المتمردين خرقوا الهدنة في ساعاتها الأولى منذ إعلانها، وفي جميع الجبهات، ضاربين بتلك الالتزامات - التي قطعوها للأمم المتحدة - عرض الحائط، ومعرضين مباحثات السلام في سويسرا للخطر، حيث أكدت مصادر ميدانية رصدها لأكثر من 50 خرقاً في تعز ومأرب والجوف والضالع والبيضاء، منذ بدء سريانها ظهر الثلاثاء. ونفذت المقاومة الشعبية اليمنية مع المتمردين في محافظة لحج، أمس، عملية لتبادل للأسرى، وأفرجت عن 370 أسيرا من الحوثيين وقوات وصالح، مقابل تسلمها 285 من عناصرها، فيما شنت مقاتلات التحالف العربي، أمس الأربعاء، غارات جوية استهدفت مواقع للحوثيين والقوات العسكرية الموالية للرئيس اليمني السابق علي صالح بمحافظة تعز، بعد يوم من الإعلان عن وقف إطلاق النار، تزامنا مع انطلاق مشاورات السلام "جنيف2", بعد "الخروقات التي ارتكبها مقاتلو الحوثيين وصالح، الذين شنوا قصفاً عنيفاً وعشوائياً على الأحياء السكنية منذ الثلاثاء، وصدت المقاومة هجمات للمتمردين على الجبهتين الشرقية والغربية لتعز، في محاولة لاستعادة السيطرة عليها، ووثقت المقاومة الشعبية نحو 50 خرقاً للهدنة من قبل ميليشيات الحوثي، وقام المتمردون بهجوم كبير على لواء النصر التابع للجيش الوطني في مديرية خب والشعف في الجوف، كما قام المتمردون بتعزيزات عسكرية كبيرة استعداداً لاقتحام مدينة تعز من الجهة الشرقية. محادثات السلام وفي سويسرا، تواصلت المحادثات المباشرة بين وفدي الحكومة والميليشيات، أمس، لليوم الثاني في سويسرا وسط تعتيم إعلامي بشأن مجرياتها، وتهدف المحادثات التي ترعاها الأممالمتحدة إلى وقف دائم لإطلاق النار في اليمن لتمهيد الطريق للتوصل إلى عملية انتقال سياسي سلمية ومنظمة. ورحّب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ببدء محادثات السلام اليمنية في جنيف برعاية المبعوث الخاص إسماعيل ولد الشيخ أحمد. واعتبر بان كي مون في بيان أن الحوار السلمي والشامل هو السبيل الوحيد لإنهاء المعاناة وإعادة بناء الثقة بعد أشهر من الحرب. كما حث أطراف النزاع في اليمن على الانخراط في محادثات السلام بشكل بناء لوضع حد لمعاناة الشعب اليمني وتحسين حياتهم اليومية. وتميزت الجولة الثانية بمشاركة الأطراف وفقا لخطة واضحة شكلت بعض بنودها عقدة لدى الحوثيين بالجولة السابقة خاصة ما تعلق باعتماد قرار 2216 والمبادرة الخليجية كأحد أسس المشاورات. وقالت مصادر مطلعة: إن وفد الحوثيين وحلفاءهم طالبوا بضرورة الإعلان عن وقف إطلاق النار قبل إطلاق المعتقلين والخوض في قضايا إجراءات بناء الثقة بين الأطراف، وهو ما تحفظ عليه وفد الحكومة الذي رأى ضرورة إطلاق المعتقلين ورفع الحصار عن تعز أولا، على أن تبقى مسألة التجديد للهدنة المعلنة رهنا بمدى التزام الحوثيين بها. ونقل عن بعض المصادر أن وفد الحوثيين وحلفاءهم كانوا طلبوا من المبعوث الأممي نهاية جلسات، الثلاثاء باستشارة قياداتهم في اليمن بشأن موقفهم من مسألة إطلاق السجناء، ليعودوا بجواب محدد خلال مناقشات، يوم أمس الأربعاء. ممرات إنسانية وركزت جلسات يوم أمس على الجانب الإنساني والحياتي للشعب اليمني، وبحثت مدى إمكانية فتح ممرات إنسانية وإغاثية لعدد من المدن، وعلى رأسها تعز، علاوة على فرص تعزيز الحركة التجارية للبضائع في ظل النقص الحاد الذي تعاني منه الأسواق. ووفق وكالة الأناضول، فقد استحوذت تعز على القسط الأكبر من مشاورات الأطراف، ونقلت عن مصادر لها أن الحوثيين يتعنتون في مسألة فك الحصار عن المدينة، ويفسرون الهدنة على أنها إيقاف الضربات الجوية فقط. في الأثناء، اعتبر سفير اليمن في واشنطن أحمد بن مبارك، أن الهدنة المعلن عنها تتجدد تلقائيا في حال الالتزام بها، مشيرا إلى أنه إذا كانت هناك نية صادقة لفعل ذلك، فإن هذا يعني أن هناك مقدمة لوقف إطلاق نار، وفق تعبيره. غارات التحالف وقالت مصادر محلية لوكالة الأنباء الألمانية: إن مقاتلات التحالف قصفت مواقع للحوثيين في الجبهتين الشرقية والغربية للمدينة، تزامناً مع اندلاع مواجهات عنيفة بين الحوثيين وقوات الجيش والمقاومة الشعبية. وأوضحت المصادر أن الغارات نفذت بعد "الخروقات التي ارتكبها مقاتلو الحوثيين وصالح، حيث شنوا قصفاً عنيفاً وعشوائياً على الأحياء السكنية منذ الثلاثاء، وهو ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى مدنيين". تبادل الأسرى ونفذت المقاومة الشعبية اليمنية، أمس الأربعاء، "أكبر" عملية تبادل للأسرى مع المتمردين في محافظة لحج محافظة عدن، وأفرجت المقاومة عن 370 أسيراً من الحوثيين وقوات وصالح، مقابل تسلمها 285 من عناصرها. ولفتت المصادر إلى أن عملية التبادل تمت في منطقة "الحد" بمدينة يافع بمحافظة لحج الجنوبية، بعد أن تم نقل الأسرى إليها من محافظة عدن. وأوضحت أن العملية نفذت بإشراف من منظمة الصليب الأحمر، ولا دخل لها بمشاورات السلام "جنيف 2" بين وفدي الحكومة والحوثيين وصالح. وقالت هذه المصادر : "تلك العملية نفذت ضمن جهود قبلية سابقة وهي آخر دفعة لعملية تبادل الأسرى المحتجزين في محافظتي عدن ولحج". ولا توجد أرقام معلنة عن إجمالي عدد الأسرى بين الطرفين بسبب تشتت مجاميع الأسرى لدى المقاومة والميليشيات على مستوى المحافظات، لكن تقريباً يتركز معظم أسرى الميليشيات في محافظتي تعز ومأرب، حيث كشف سابقاً عن أسر المقاومة لأكثر من 1800 عنصر من الميليشيات. فيما يقبع في سجون الميليشيات ما يقارب 5000 معتقل من السياسيين وعناصر المقاومة والأكاديميين والصحافيين والمواطنين العاديين، ومعظمهم من تعز والحديدة وإب والبيضاء وصنعاء وعمران، إضافة إلى المحافظات الجنوبية.