بلغت الخلافات أشدها أمس بين المتحاورين في المحادثات الجارية في سويسرا والتي يشارك فيها وفد يمثل الحكومة اليمنية وآخر يمثل الحوثيين وجماعة الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وذكرت مصادر إن نقطة الخلاف بين الحكومة والحوثيين تتمحور حول موضوع المعتقلين، إذ تطالب الحكومة بإطلاق سراح وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي ورفاقه لتكون بادرة «حسن نية»، بينما يرفض الحوثيون ذلك، ويطالبون بجعل موضوع المعتقلين ضمن المفاوضات القابلة للنقاش. من جهة أخرى، أكد الرئيس عبدربه منصور هادي أمس، أن المقاومة تمثل «نواة الجيش الوطني». وأشاد بالمستويات التي وصل إليها عناصر المقاومة من خلال برنامج التدريب الذي خاضوه وعكس مستوى الاهتمام لديهم. وألقى هادي كلمته في حفل تخرج دفعة جديدة من شباب المقاومة الذين التحقوا بالقوات المسلحة، في إطار دمج المقاومة بالجيش والأمن. وحضر الحفل مستشار هادي اللواء صالح عبيد أحمد، وقائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء أحمد سيف، وقائد قوات التحالف في عدن العميد ناصر العتيبي. ونوه هادي بفريق التدريب بمختلف عناصره الذين «يخوضون معارك الدفاع عن الوطن وأعراض وكرامة الإنسان اليمني في مواجهة ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، ومشروعهم الظلامي الفئوي المناطقي الضيق». ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر تتابع محادثات سويسرا، أن الحوثيين رفضوا مطلب الإفراج عن مسؤولين كبار من بينهم اللواء محمود الصبيحي وناصر شقيق الرئيس هادي. ويحتجز الحوثيون الرجلين منذ آذار (مارس) الماضي. وكان ناصر هادي مسؤولاً عن الاستخبارات في محافظاتعدن ولحج وأبين. وقال بيان للأمم المتحدة أمس، إن المشاركين في المحادثات اتفقوا على استئناف المساعدات الإنسانية إلى تعز وستستمر المشاورات خلال الأيام المقبلة للتركيز على قضايا الهدنة الدائمة والإفراج عن سجناء ومعتقلين وسحب القوات وتنظيم عودة الأسلحة الثقيلة للدولة واستعادة الدولة سيطرتها على المؤسسات العامة. وعلى صعيد مواجهات أمس، اتهمت «المقاومة الشعبية» وقوات الجيش الموالي للحكومة مسلحي الحوثيين والقوات الموالية لصالح بمواصلة خرق الهدنة. وأكدت مصادر المقاومة أن قواتها المشتركة مع وحدات الجيش المدعوم من قوات التحالف ردت على خروقات الحوثيين المتكررة في محافظات تعز والضالع ومأربوالجوف بالتزامن مع غارات طيران التحالف على مواقع الجماعة التي امتدت إلى الشريط الحدودي الشمالي الغربي في محافظتي حجة وصعدة. وسيطرت قوات الجيش والمقاومة على معسكر «ماس» الاستراتيجي في منطقة الجدعان شمال غرب مأرب، بعد معارك ضارية مع الحوثيين وقوات صالح، كما استولت على نقاطهم العسكرية في منطقتي «الجميدر» و «حلحلان» وباتت على مشارف مفرق الجوف- مأرب، وهو آخر موقع للحوثيين باتجاه مديرية نهم شمال شرق صنعاء. وفي محافظة الضالع، ردت المقاومة على خرق الحوثيين للهدنة وقصفهم مناطق «مريس» بالتقدم نحو مديرية دمت شمال المحافظة والسيطرة على منطقة «الأحرم» بعد مواجهات عنيفة كبدت الحوثيين قتلى وجرحى وخسائر في المعدات العسكرية. وصدت المقاومة هجوماً للحوثيين في منطقة «الدحي» في مدينة تعز وتقدمت نحو مواقعهم في محيط جامعة تعز بالتزامن مع غارات طيران التحالف، كما صدت هجوماً للحوثيين في صرواح غرب مأرب. إلى ذلك، ظهرت تعقيدات في عملية تبادل الأسرى التي كان مقرراً إكمالها أمس، إذ تم الإفراج عن 300 أسير فقط من الطرفين، وأكدت مصادر قبلية قريبة من الوسطاء، أن العملية التي كان من المقرر أن تشمل إطلاق أكثر من 600 أسير لم تكتمل بسبب قطع مسلحين من «آل حميقان» الطريق الواصلة بين نقطتي التبادل في البيضاء ويافع، ومطالبتهم بأن تشمل الصفقة إطلاق أسرى قبيلتهم لدى الحوثيين. في غضون ذلك، أصيب الشيخ صالح سعد الفلاحي أحد مشايخ القبائل بمديرية الحداء بمحافظة ذمار (وسط اليمن) أمس، أثناء مشاركته في وساطة قبلية لاحتواء الموقف بين إحدى قبائل الحداء والحوثيين وقوات صالح بمنطقة زراجة مركز المديرية. وأطلق الحوثيون النار على فريق الوساطة ما أدى إلى إصابة الفلاحي.