دخلت أمس الهدنة التي أعلنها الرئيس عبدربه منصور هادي وقيادة قوات التحالف العربي، حيز التنفيذ بالتزامن مع بدء محادثات للسلام بين أطراف النزاع في اليمن، بعيداً من وسائل الإعلام في مدينة بيين السويسرية القريبة من العاصمة برن. فيما أعلنت المقاومة الشعبية تسجيل خروقات حوثية منذ الساعات الأولى للهدنة في محافظات تعز ومأرب وذمار والضالع أدت إلى سقوط قتلى وجرحى. من جهة أخرى، دعا رئيس الوزراء خالد بحاح الحوثيين إلى إلقاء أسلحتهم، وأكد أن هدف الحكومة اليمنية «استعادة الدولة». وأضاف: «رغم التفاؤل إلا أن المحادثات لن تكون سهلة وفق تجربتنا مع الميليشيات الحوثية.. ونسعى بقدر ما نستطيع للوصول إلى حلول سلمية ولكن ستظل العصا موجودة لتحقيق ما لم يتم تحقيقه في المحادثات». وفي نيويورك دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اطراف النزاع اليمني الى احترام وقف إطلاق النار والعمل على استمراره. ورحب بانطلاق محادثات السلام وقال إن «الحوار السلمي والشامل هو الطريق الوحيد لإنهاء المعاناة وإعادة بناء الثقة والاحترام المتبادل بين الشعب اليمني بعد أشهر من الحرب الأهلية ومقتل الآلاف». وحث بان الأطراف المشاركة في المحادثات على الانخراط فيها بشكل بناء وبنية حسنة ودعاهم الى «حماية المصلحة الوطنية والاتفاق على خطوات عملية تؤدي الى إنهاء معاناة الشعب اليمني وتحسين حياته اليومية». في غضون ذلك، أعلنت قوات التحالف قبيل سريان الهدنة، أنها سيطرت على جزيرة «جبل زقر» الاستراتيجية شمالي باب المندب في البحر الأحمر بعد أيام من سيطرتها على جزيرة حنيش الكبرى، وذلك في مسعى من التحالف لتأمين طريق الملاحة الدولي والحيلولة دون استغلال الحوثيين هذه الجزر لتهريب السلاح إلى سواحل اليمن. وفيما أكد التحالف احتفاظه بحق الرد على أي خرق حوثي للهدنة المعلنة لمدة أسبوع والقابلة للتمديد، رحب مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ بوقف إطلاق النار واعتبر هذه المبادرة «خطوة أولى أساسية لإحلال السلام في البلاد». وقال ولد الشيخ للوفود عند افتتاح المحادثات «أنتم من سيقرر ما إذا كان السلام سيسود أم سيدفع اليمن أكثر إلى الظلام والمأساة والمعاناة... هل ستتخلون عن اليمن وشعبه وتقودون البلد إلى مزيد من العنف والقتل أم ستضعون مصلحة اليمن أولاً؟» وأفادت مصادر المقاومة أمس بأن ميليشيا الحوثي وقوات صالح خرقت الهدنة منذ ساعاتها الأولى وأطلقت صواريخ وقذائف مدفعية من منطقة الكدرة بدمنة خدير شرق تعز مستهدفة مناطق جبل صبر وثعبات والدمغة، ما أدى إلى مقتل شخصين على الأقل وجرح آخرين، كما واصلت حصارها على المدينة ومنعت دخول المواطنين إليها. وفي محافظة مأرب أكدت المقاومة أن ميليشيا الحوثي وقوات صالح قصفت مواقع للجيش والمقاومة في منطقة مجزر بعد ساعة من بدء الهدنة ما أدى إلى مقتل اثنين من رجال المقاومة وإصابة 5 آخرين، وحاول الحوثيون التقدم في مناطق عدة واشتبكوا مع قوات الجيش والمقاومة باتجاه «مفرق الجوف- مأرب». وكان طيران التحالف استهدف قبل سريان الهدنة مواقع للجماعة وقوات صالح في مديرية همدان شمال غرب العاصمة كما استهدف مواقعهم في منطقتي المشجح وصرواح غرب مأرب وامتدت ضرباته إلى مواقع متفرقة في محافظتي صعدة وحجة الحدوديتين. وفي الوقت الذي وصل ممثلو الحكومة الشرعية والحوثيين إلى سويسرا، حشد الانقلابيون مسلحيهم ونصبوا المنصات لإطلاق صواريخ بالستية باتجاه السعودية ومحافظات يمنية أخرى. وحشد الحوثيون وقوات صالح عدداً كبيراً من المسلحين، بينهم أطفال، في جبهات القتال بمأرب وشهدت جبهة صرواح (غربي مأرب) حشداً كبيراً لمسلحي الحوثي. وذكرت مصادر محلية أن الحوثيين تكبدوا خسائر كبيرة في العتاد والأرواح. وعبرت قوة عسكرية مكونة من أطقم محملة أفراداً وأخرى تحمل عتاداً عسكرياً وذخائر الخط الرئيس الرابط بين صنعاءمأرب في منطقة حباب. ودارت معارك عنيفة أمس في منطقة مجزر (شمال مأرب)، وسط أنباء عن تقدم المقاومة والجيش الوطني بعد صدهما هجوماً للحوثيين في محاولة لاستعادة بعض المواقع المحررة. واستطاع الجيش تحرير مواقع عسكرية والسيطرة على أسلحة وذخائر وأطقم تابعة للحوثيين في مجزر.