واصل مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد جهوده في اليوم الثالث من المشاورات في بيال السويسرية, امس, لتذليل الخلافات بين الفرقاء اليمنيين، بعد رفض وفد الحوثيين وحلفائهم تسوية قدمتها الأممالمتحدة بشأن المعتقلين, و قالت مصادر مطلعة على سير محادثات السلام اليمنية التي ترعاها الأممالمتحدة في سويسرا، أمس الخميس: إن المحادثات تواجه عثرات في ظل خلافات حول مطالب الحكومة بإطلاق سراح مسؤولين كبار تحتجزهم قوات الحوثي المتحالفة مع ايران، فيما حذر التحالف العربي من انهيار الهدنة، مشيرا الى أن المتمردين خرقوا الهدنة التي بدأت الثلاثاء 150 مرة، وسيطرت المقاومة والجيش على معظم معسكر ماس بمأرب في اليمن. تعليق المباحثات وقالت مصادر: إن المحادثات المباشرة بين الجانبين علقت منذ، مساء الأربعاء، بعدما رفض الحوثيون مطلب الإفراج عن مسؤولين كبار من بينهم وزير الدفاع محمود الصبيحي وناصر شقيق الرئيس هادي. ويحتجز الحوثيون الرجلين منذ مارس. وكان ناصر مسؤولا عن عمليات المخابرات في محافظاتعدن ولحج وأبين. وقال مصدر آخر مطلع على المحادثات لرويترز: إن الحوثيين يقولون إنهم على استعداد للإفراج عن كل السجناء بمجرد التوصل لاتفاق سلام دائم. وأضافت المصادر أن مبعوث الأممالمتحدة الخاص لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد يتنقل بين الوفدين في محاولة لحل الخلافات بدلا من عقد محادثات مباشرة. التحالف يحذر وحذرت قيادة التحالف العربي من انهيار الهدنة في اليمن، وقالت: إن الحوثيين وحلفاءهم من قوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح ارتكبوا حوالي 150 انتهاكا للهدنة التي بدأت، ظهر أول أمس الثلاثاء. وقال المتحدث باسم قيادة التحالف العميد أحمد عسيري لقناة الإخبارية السعودية: إن انتهاكات الحوثيين للهدنة لا تعبر عن رغبة صادقة في إنجاح المفاوضات الدائرة بسويسرا. وطالب عسيري الأممالمتحدة بأن توضح للجانب الحوثي أنه "لن يكون هناك صبر على هذه الممارسات"، مؤكدا أن الحدود السعودية خط أحمر ولن يسمح للمليشيات الحوثية بأن تستغل الهدنة لتضر بها. وكانت قيادة التحالف العربي قد أعلنت في وقت سابق أنها ستتصدى بحزم لأي خروق أو تحركات يقوم بها الحوثيون لخرق قرار وقف إطلاق النار. وقصفت مليشيا الحوثي وقوات صالح، فجر أمس الخميس، مناطق في مديرية ذي ناعم بمحافظة البيضاء بقذائف الهاون. وفي تعز، قتل ثمانية مدنيين وأصيب 17 جراء قصف الحوثيين وقوات صالح مناطق سكنية في المدينة في خرق متواصل لإعلان وقف إطلاق النار. كما سقطت قذائف مدفعية ثقيلة على المدينة القديمة وأحياء أخرى، فيما اشتدت المواجهات بين المقاومة والحوثيين عند أطراف المدينة والمناطق الريفية الغربية سقط خلالها قتلى وجرحى من الجانبين. اشتباكات واندلع قتال عنيف في مأرب شرقي العاصمة صنعاء الليلة قبل الماضية، وذكرت مصادر طبية وقبلية أن 15 شخصا على الأقل قتلوا من الطرفين. وقال سكان: إن طائرات التحالف شنت غارات جوية في محافظة حجة بشمال البلاد على الحدود مع المملكة. وأضافوا أن الزوارق الحربية قصفت ميناء ميدي بمحافظة حجة أيضا قرب الحدود مع المملكة. تبادل أسرى وفي بادرة إيجابية نادرة، قال مسؤول شارك في الأمر: إن الحوثيين ومقاتلي المقاومة الجنوبية الموالين لهادي تبادلوا مئات الأسرى في وقت مبكر، اليوم الخميس، وذلك بعد تأخير سببه رجال قبائل محليون غاضبون من استبعاد أقارب لهم من الصفقة. وقال فكري المطيلي: إن الحوثيين أفرجوا عن 265 من جنوب اليمن فيما أطلقت المقاومة الجنوبية سراح 300 حوثي من بينهم 40 صبيا. وتوسط زعماء قبائل محلية في الاتفاق ويتوقع أن تكون له انعكاسات إيجابية في مفاوضات السلام في سويسرا. وأفادت مصادر قبلية في يافع أن عملية تبادل الأسرى بين المقاومة والمتمردين قد تمت بنجاح في المنطقة الحدودية بين يافع والبيضاء، بحسب تقرير، أمس الخميس، حيث توجهت 9 شاحنات محملة بالأسرى إلى الحدود، حيث تمت عملية التبادل بإشراف قبلي. وشملت عملية التبادل قرابة 600 شخص، وأكدت مصادر من المقاومة الشعبية في عدن أنه تم نقل 370 شخصا من ميليشيات الحوثي وصالح إلى مكان التبادل. فيما قال متحدث باسم مصلحة السجون في صنعاء التي تقع تحت سيطرة الميليشيات، إنه تم تسليم 285 معتقلا لشيوخ القبائل ثم تم نقلهم على متن حافلات إلى يافع شمال محافظة لحج. وأوضح الاتفاق على تبادل الأسرى بين المقاومة الشعبية وميليشيات الحوثي وصالح، ورغم أنه تم بوساطة قبلية بعيداً عن المفاوضات الرسمية في سويسرا، قدرة الطرفين على التوصل لتفاهمات بناءة. وبينما لم تتوافر بعد أرقام رسمية بإجمالي المعتقلين لدى الطرفين، ترى بعض المصادر أن هناك قرابة 2000 معتقل من الميليشيات في محافظتي تعز ومأرب، في حين يقبع في سجون الميليشيات ما يقارب من 5 آلاف معتقل من السياسيين وعناصر المقاومة والأكاديميين والصحافيين والمواطنين العاديين ومعظمهم من تعز والحديدة وإب والبيضا وصنعاء وعمران، بالإضافة إلى المحافظاتالجنوبية.