محمد نور ليس نجم شباك لجماهير العميد فقط، بل هو نجم أحبه وعشقه الجمهور على اختلاف ميولهم لفنه ومهارته رغم مسيرته الجدلية فوق العشب الأخضر وخارجه. هو باختصار أسطورة تناغم معها محبوه حد الهيام، وسجل خصومه الإعجاب في أوج التنافس المحموم. والأهم أنه سجل اسمه في إعادة التوازن للكرة السعودية بعد هزة مونديال 2006، حيث كان العمود الفقري للقب العربي والخليجي بالكويت آنذاك. ظاهرة لا يختلف عليها اثنان، وموهبة فريدة في فن الصناعة، ونجم قتالي يبث الروح الجماعية في أحلك الظروف. طيبته جعلته كبش فداء في أزمات ناديه الشرفية والإدارية، ووقع في الفخ أكثر من مرة في صراع رجالات الاتحاد، بعضها بقصد، وأغلبها تم استغلاله من حيث لا يشعر، لكنه في كل أزمة بقي محبوب الجماهير الاتحادية، حتى لو كانت مواقفه في غير محلها. منذ نعومة أظافره شق طريق النجومية دون إعلام يسانده، وتسلح بقوة نفوذه في قلوب عشاقه، حتى أنه تعرض لحملة شعواء من قبل إعلام ناديه، لكنه انتصر بما يقدمه عبر المستطيل الأخضر، أو من باب (على نياتكم ترزقون). ملف نور شائك، وفي اعتقادي أنه (صندوق أسود) في قضايا ناديه، لكنه لم يفتح حتى الآن أي سر يمتلكه، حتى وهو يدافع عن نفسه، ربما لأن الوقت لم يحن بعد، أو أنه يفضل الصمت حبا في ناديه. أزمته الأخيرة، هي بمثابة استفتاء حقيقي لشعبيته داخل اسوار الوطن وخارجه، وما التفاعل الذي حصل عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، واهتمام وكالات الأنباء العالمية بقضيته، إلا برهان ساطع على ثقله كنجم شغل الناس بملفه وأزمته. نور بدأ مثيرا في مسيرته، ومثيرا في نهايته، لكنه في كل الأحوال وجد تعاطفا يضاهي ماجد عبدالله وسامي الجابر وياسر القحطاني في المناكفات الإعلامية والجماهير، وربما يستمر اسمه في جدلية قائمة لسنوات بعد اعتزاله.