وجع له صداه، وألم له مداه، وتعثر أوقف قلوبا مجتمعة في حبه، مختلفة في عشقها للألوان. كنت دائما ما أضع مقولة نجم لا يختلف عليه اثنان في قاموس المبالغة والمثالية التي يغلب عليها صوت المجاملة في الأحاديث الرياضية الدبلوماسية. لكنني غيرت قناعاتي عندما تعثر الشلهوب جسدا، وتألمت له القلوب وجعا، وهي حقيقة حكاها مدرج المباراة لحظة صرخة الألم التي أطلقها. الشلهوب لغة جميلة في عالم الكرة السعودية، وظل اسمه فريدا لا يثير الخصوم في أوج الصراعات والاختلافات، ليبقى النجم الثابت في القلوب مهما تباعدت الخطوات بين جماهير الأندية وفريقه الهلال. لم ينجح الإعلام ذات يوم بإيقاعه في المحظور حتى وهو يتألم نفسيا إزاء جلوسه على دكة البدلاء لأيام طوال، فلم يضجر، ولم يهرب، ولم يبرر، بل ظل على سجيته واثق الخطوة يمشي نجما متلألئا في سماء الهلال حتى استعاد توهجه وأجبر الجميع على المطالبة باستمراره في الملاعب، ولعل ما قدمه أمام الاتحاد قبل إصابته في الجولة الماضية برهان على قدرته الفنية قبل تعاطف الجمهور معه، فقد كان علامة فارقة في وسط الملعب. الشلهوب قدوة لجيل كامل، فهو لم يعرف اليأس حتى في أحلك الظروف، وظل متزنا في ساحة النزاعات، وسما بنفسه وارتقى بفكره في جدليات الألقاب والأمور الصغيرة رغم أنه أكثر لاعب حمل الألقاب. هو تاريخ متحرك، لذلك عندما سقط مصابا تحركت قلوب الجغرافيا، وأعني تعاطف الجميع معه من جماهير الأندية المختلفة ومن جميع مناطق المملكة وحتى ابناء الخليج، بل حتى جماهير الاتحاد في المدرج، ولعمري هذا التاريخ (الفاخر) لم نجده يوما ما يتاجر به لشخصه أو لناديه، فهو دائما مبتسم عند الخسارة متواضع عند الفوز، ولم يدخل يوما طرفا في صراع أندية أو نجومية أو يكون الجمهور معه في مرحلة وضده في مرحلة أخرى. الشلهوب لغة صاخبة داخل المستطيل الأخضر فنا، هادئة فيما عدا ذلك.. وكفى.