رعى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية اليوم حفل تدشين " برنامج أرامكو السعودية لتعزيز القيمة المضافة الإجمالية لقطاع التوريد (اكتفاء) " وورشة العمل المصاحبة له وذلك في مقر الشركة بالدمام . وفور وصول سموه لمقر الحفل الذي حضره معالي وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة ومعالي محافظ الهيئة العامة للاستثمار المهندس عبداللطيف العثمان ، ورئيس شركة أرمكو السعودية وكبيير إدارييها التنفيذيين المهندس أمين الناصر تجول في المعرض المصاحب للملتقى التعريفي بالبرنامج وشاهد مجموعة من الصناعات الوطنية لمعدات وتجهيزات أعمال الاستكشاف والإنتاج في مجال الزيت والغاز، كما شاهد الشاشات التي تعرض عدداً من الخدمات البترولية التي تقدمها شركات سعودية بأيدي كوادر وطنية مدربة ومؤهلة . وأقيم حفل خطابي بهذه المناسبة قدم خلاله عرض مرئي عن أهداف برنامج " اكتفاء " ،و ألقى رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس أمين الناصر كلمة أكد فيها أن الشركة حرصت على أن تجمع في هذا الملتقى أكثر من 500 مسئول رفيع من رؤساء وقياديي الشركات الوطنية والعالمية التي تتعامل معها في قطاع الطاقة ، للعمل سوياً في تدشين مرحلة جديدة من العمل المشترك . وقال : إن هذه المرحلة الجديدة تأخذ في الاعتبار الاحتياجات والتطلعات الإستراتيجية في أرامكو السعودية ، وفي القطاع الخاص ، والتوجهات الجديدة للتنمية الوطنية ، لا سيما ما نلمسه في هذا العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود حفظه الله من زخم كبير ومبادرات لتسريع وتيرة التنمية الوطنية ، و زيادة دور القطاع الخاص " . وكشف الناصر عن أن أرامكو السعودية أطلقت اسم " اكتفاء " على هذا الملتقى ومبادرة الأعمال الطموحة والبرنامج العملاق المرتبط به ، والبالغ حجم الإنفاق التقديري فيه أكثر من تريليون ريال خلال السنوات العشر القادمة ،مبينا أن الشركة ستعمل في المرحلة الأولى من مبادرة " اكتفاء " على تحقيق نمو متواصل في المحتوى المحلي في السلع والخدمات لترفع من مستواها الحالي البالغ نحو 35% إلى الضعف بحيث تصبح 70% بحلول العام 2021 ، "وهو ما يجعلنا نتخذ عبارة 70 ×2021 شعاراً لبرنامج " اكتفاء " . وبين رئيس أرامكو السعودية أن الرؤية الإستراتيجية لأرامكو السعودية تضمنت تمكين قطاع الطاقة السعودي في أن يصبح أكثر نشاطا وتنافسية في العالم من خلال ثلاثة ركائز وهيتوطين السلع والخدمات ، وتوليد نصف مليون وظيفة مباشرة وغير مباشرة لأبناء الوطن ، وزيادة صادرات المملكة من السلع والخدمات المرتبطة بقطاع الطاقة بنسبة 30% ،مؤكدا إنه من الضروري لإنجاح المبادرة أن تكون مجدية اقتصادياً ومربحة تجارياً لجميع الأطراف. وزاد قائلا :إنه تم تصميم مبادرة " إكتفاء " بعناية ، وتم الاستنارة بآراء ممثلين من القطاع الخاص وأخذ في الاعتبار الدروس المستفادة من تجارب الدول التي سبقت في هذا المجال . وفي ختام كلمته عبر الناصر عن يقينه بأنه بتعميم نموذج " اكتفاء " على نطاق واسع لدى المؤسسات الرائدة والقطاعات المختلفة في المملكة فستكون علامة صنع في السعودية علامة عالمية تثير مشاعر الإعتزاز والثقة والتميز ، وسنكون قد أسهمنا في تحقيق قفزة قوية للاقتصاد السعودي ، و وفرنا لأبنائنا وبناتنا من جيل الشباب مئات الآلاف من الوظائف النوعية التي تناسب طموحهم وقدراتهم ، وتوفر لهم حياة مزدهرة . من جانبه عبر رئيس مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية الدكتور عبدالرحمن الزامل في كلمته في الحفل عن بالغ سروره وإعجابه بهذه المبادرة التي طرحتها أرامكو االسعودية من خلال هذا البرنامج الوطني الذي يدعم الاقتصاد المحلي . وشرح الزامل تجربة المملكة في جذب الاستثمارات الخارجية على مدى العقود الماضية وجهودها في دعم السعودة وتوطين الصناعة وأبرز الدروس المستفادة من هذه التجربة العريقة ، معربا عن أمله في أن يحدث البرنامج نقلة نوعية كبيرة في دعم مسيرة المملكة التنموية . إثر ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية كلمة عبر فيها عن سعادته بافتتاح هذا الملتقى الواعدِ ، الذي تبادرُ أرامكو السعودية من خلاله بإطلاقِ برنامجٍ طموحٍ ، مبينا سموه أنه يرى أنه سيسهم بإذن الله في تحقيقِ نقلةٍ نوعيةٍ في جهودِنا الواعدة ليس لتعزيز المحتوي المحلي فقط ، بل أيضاً لإطلاق مشاريع وصناعات مستدامة تخدم أهدافنا الإستراتيجية لتنويع الاقتصاد الوطني ، وتدعم الدور التنموي للقطاع الخاص في المملكة " . وقال سموه :إن المملكة خلال مسيرةِ الخيرِ والنماءِ التي قادها المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ومن بعده أبناؤه البررة يرحمهم الله ، وصولاً إلى هذا العهد الزاهر بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين ، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله ، قد نجحت في تحقيق قفزات تنموية هائلة اختزلت من خلالها سنواتٍ طويلةً في عمرِ الأمم ِ". وأشار سمو أمير المنطقة الشرقية إلى أنه كان لتنميةِ القطاعِ الصناعي على وجهِ التحديدِ نصيبُه الوافرُ من هذه الجهودِ ، حيث حرصت الدولةُ رعاها الله على دعمِه بجميع المقومات والبنية الأساسية التي تساعد على تهيئة بيئة حافزة للاستثمار ،مؤكدا سموه أن أرامكو السعودية بما عُهد فيها من استشعارٍ لدورِها الوطني تبادرُ وتقدمُ هذا البرنامج الطموح الذي يتيح فرصةً كبيرة للاستثمار في هذه المقومات عبر تعزيز القيمة المضافة لقطاع التوريد . ووصف سمو الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز هذه المبادرة التي تقدمها أرامكو السعودية بأنها مبادرة تترجم أحد أهدافِ الإستراتيجية الوطنيةِ للصناعةِ وتفتحُ المجالَ أمام نقل وتوطين التقنيات الحديثة ، وتنمية مواردنا ، قائلاً " أخص منها على وجه التحديد تنمية الموارد الأغلى والأهم لدينا ، وهم أبناؤنا من شباب هذا الوطن الكريم ، الذي يؤكد خادم الحرمين الشريفين أن الاستثمار الأهم والأغلى فيهم وهم لبنة أساسية للبناء والتطور " . وقال سموه : إننا بعون الله تعالى ثم بعزيمة أبناء هذا الوطن المخلصين سنكلل هذه الجهود بتفعيل شعار " صنع في السعودية " من خلال منتجات نقدمها بكل فخر واعتزاز إلى أسواق العالم أجمع ، وما أنبله من هدف تحتم علينا المصلحة الوطنية أن نعمل متكاتفين لتحقيقه " . وفي ختام كلمته أعلن سموه عن فكرة تأسيس جائزة سنوية للتميز في المحتوى الوطني يتم تنظيمها بالتعاون مع أرامكو السعودية وغرفة الشرقية ،مؤكداً سموه أن هذه الجائزة ستعمل على التحفيز وإظهار التقدير لشركات القطاع الخاص الوطنية والعالمية التي تحقق انجازات كبيرة في زيادة المحتوى المحلي " . بعد ذلك تسلم سموه هدية تذكارية من رئيس شركة أرامكو السعودية بهذه المناسبة . وعبر سمو أمير المنطقة الشرقية في تصريح له عقب حفل الافتتاح عن سعادته بتدشين البرنامج مع شركة أرامكو السعودية ، آملا أن يحقق الاكتفاء ، حيث اتخذ هذا التجمع عنوان " صنع في السعودية " ، وهو ما لن يتم إلا بتظافر الجهود وهمة رجال الأعمال والجميع ، مشددا على أن الدولة وفرت كل الوسائل والأماكن والمدن الصناعية ، التي ترادفها أعمال النفط والغاز .