في إطار فعاليات «مؤتمر الثقافة العربية.. استحقاقات مستقبل حائر» والذي نظمته مكتبة الإسكندرية على مدى يومين.. وناقش عدة موضوعات هامة منها: المؤسسات الثقافية في الوطن العربي إشكالية الثقافة والدين، التراث العربي المهدد، الفضاء الرقمي والثقافة العربية، المجتمع والثقافة العربية. استعرضت جلسة (المؤسسات الثقافية في الوطن العربي) دور المؤسسات والجمعيات الأهلية في المجتمعات العربية والتي أدارتها الدكتورة أمل الصبان الامين العام للمجلس الأعلي للثقافة وشارك فيها كل من الدكتور حامد حمود من الجمعية الكويتية للكتاب، والدكتور طارق الشليل من جمعية المكتبات والمعلومات السعودية.. حيث تحدث الدكتور الشليل، موضحا أن الاقتصاد والتنمية والتعليم والثقافة الآن تعتمد على المعرفة، وعلى الرغم أن هناك مبادرات عديدة على المستوى المحلي والإقليمي والعربي للنهوض بصناعة المعرفة وأدواتها ومواردها، إلا أن حجم المعلومات الرقمية باللغة العربية لا يزيد عن 3% من المعرفة الكلية المتاحة في شبكة الإنترنت، لذا فإن إنشاء مكتبة رقمية عربية ترصد المحتوى الرقمي العربي في مواضع وجوده، وتتيح للمستفيدين الوصول إليه من مكان واحد، ضرورة في هذا الوقت أكثر من أي وقت مضى لتعزيز المحتوى العربي الرقمي وإتاحته للمستفيدين.. وأضاف أن المكتبة الرقمية أحد المشروعات الثقافية السعودية والعربية المهمة لسد الفجوة الرقمية، لأهمية ما توفره من خدمات للباحثين والمستفيدين، لوجود كم كبير من التراث على هيئة ورقية بحاجة إلى معالجة.. كما ألقى الضوء على مشروع المكتبة الرقمية التي ستصبح أشمل مصدر للمعلومات العربية في شبكة الإنترنت خلال أربع سنوات قادمة موضحا مزايا المشروع والتي تتلخص في فتح آفاق جديدة تعزز التعاون بين مكتبة الملك عبدالعزيز العامة والمكتبات في المملكة وخارجها والإفادة من البنية الأساسية التي تملكها مكتبة الملك عبدالعزيز والمتمثلة في الفهرس العربي الموحد الضروري لبناء المكتبة الرقمية العربية، مؤكدا أن هذا المشروع يسهم في تحقيق أهداف السياسة الوطنية للعلوم والتقنية من خلال دعم نشر المحتوى العلمي العربي وإتاحته على الإنترنت. وتحدث الدكتور حامد حمود عن المكتبة الكويتية العامة.. والتي لعبت دورا هاما في نشر المعرفة بالمجتمع الكويتي بل ودعم البحث العلمي وصدر عنها العديد من الكتب والابحاث العلمية التي وصلت عشرة الاف إصدار منذ إنشائها. وفي جلسة الدراسات الإنسانية وإشكاليات مستقبلها في الوطن العربي والتي أدارها الدكتور طارق الشليل، قدم الدكتور عبدالله الخطيب أستاذ اللغات الأوروبية بكلية الاداب جامعة الملك سعود ورقة عمل عن العلوم الإنسانية (الاجتماعية) بين البرغماتية وقيم المعرفة، والذي تحدث خلالها عن إشكالية العلوم الإنسانية والاجتماعية وكيف تعاني من التهميش على المستوى الكوني في أمريكا وفي أوروبا وهذا مؤشر على أشياء وظواهر مثيرة نعيشها اليوم. وفي ختام كلمته طالب مكتبة الإسكندرية بان تتبنى مشروعا عربيا بهدف قراءة مدى حضور هذه القيم المعرفية في مجالات العلوم الاجتماعية.. لتصبح نقطة الارتكاز التي تدور حولها الدرسات والأطروحات المقترحة.