فيما أصدر الرئيس المصري، قراراً جمهوريًا مفاجئًا، أمس الأربعاء، بتعيين رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي المصري السابق، طارق عامر، محافظًا للبنك المركزي خلفًا لهشام رامز، ينتظر المصريون النتائج النهائية للجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية، والتي لم تحظ بإقبال شعبي لافت، خلافاً للمتوقع، مع مؤشرات بفوز قائمة «في حب مصر» وتصدرها المشهد على بقية القوائم، بالتوازي مع أنباء عن فوز الدائرة الأولى، بمحافظة البحيرة، مبروك محمد زعيتر، والتي تضم بندر ومركز دمنهور، على 18472 صوتا، بحسب إعلان اللجنة العامة للانتخابات، رغم كونه سجينا الآن على ذمة قضية تحريض على القتل، والمحكوم عليه فيها بالحبس لمدة 5 سنوات. وبات محسوماً أن تشمل الإعادة المقررة الأسبوع المقبل غالبية مقاعد «الفردي» على 80 بالمائة من مقاعد مجلس النواب.. بالتزامن مع خسارة فادحة لحزب النور السلفي، حتى في أبرز معاقله الانتخابية، ما هز أركان الحزب، وجرّ عليه شماتة مناوئيه من بقية التيارات الإسلامية وخاصة جماعة الإخوان المحظورة، بانتظار ما سيسفر عنه اجتماع الخميس، من تحديد لموقف الحزب بالاستمرار أو الانسحاب من العملية الانتخابية. ضربة موجعة وعقب الضربة الموجعة، عمّت صدمة كبيرة قيادات «النور»، جرّاء خسارته المرحلة الأولى وتراجع أعداد ناخبيه ومؤيديه، بما فيها الإسكندرية وغرب الدلتا المعقل الرئيس له. وأفادت أنباء، أن رئيس الحزب، يونس مخيون، دعا الهيئة العليا لاجتماع عاجل، اليوم؛ لبحث الموقف من انتخابات مجلس النواب، والتشاور حول انسحابه من عدمه وقدرته في مواجهة ما وصفه ب«المال السياسي» والحملة الممنهجة لتشويه الحزب إعلاميًا. واعتبر أن كثيرًا من السلفيين لم يصوتوا في الانتخابات لصالح «النور» كنوع من العقاب، بجانب إمكانيات الحزب المادية الضعيفة، والتي أدت لتراجعه بشكل غير متوقع. اتهام ومناشدة بالسياق، لوح نائب رئيس الدعوة السلفية (الأب الروحي لحزب النور)، ياسر برهامي، بالانسحاب من الانتخابات، نتيجة ما أسماه ب«شيطنة النور»، معتبراً أن الإعلام أقنع المواطنين بأن الحزب هو «داعش مصر»، مؤكداً أن الحزب لا يُمكنه تجاهل مطالب شبابه المتصاعدة والمنادية بضرورة الانسحاب من سباق انتخابي لا تتوفر فيه الحيادية والنزاهة. وناشد برهامي خلال تصريحات مقتضبه له، الرئيس السيسي، بالتدخل العاجل وإنقاذ الحزب مما يتعرض له من هجوم حاد «لا يمكن أن يحتمل». شماتة وانقسام من جهته، أبدى تنظيم الإخوان والجماعة الإسلامية شماتتهما في هزيمة «النور»، وقال القيادي بالجماعة عاصم عبد الماجد إن «حزب النور انهار انهيارًا كاملًا» وأضاف في لهجة عدائية إن «مدرسة الخيانة قد احترقت»، فيما لم تخف أصوات إخوانية بالجماعة شماتتها، معتبرة إن «هزيمته كانت متوقعة، لأن الدولة ليست في حاجة إليه حالياً، بعد أن استغلته في ضربنا». وذهب آخرون إلى أن «النور» يدفع ثمن مساندته للدولة المصرية، وقالوا إنه «الآن يشرب من نفس الكأس، التي شربنا منها». وفيما ذهب الباحث في شئون الجماعات الإسلامية والقيادي المنشق عن الإخوان، أحمد بان، للتأكيد بأن الحزب على حافة الانقسام الداخلي بعد الخسارة الفادحة، ليؤكد بعدها عضو المجلس الرئاسي للحزب، شعبان عبد العليم إن اجتماع اليوم سيحسم الموقف من الانسحاب نهائياً.. إلا أن القيادي ب «النور»، إسماعيل، قال إن «نتيجة الانتخابات الحالية قد تكون في مصلحة الحزب»، مستشهدًا بما حلّ بجماعة الإخوان عندما تصدرت المشهد السياسي خلال الفترة الماضية، ودفعت في سبيل ذلك ثمن فساد 60 عاماً مضت وتحملت الفاتورة وحدها. ولم تخلُ النتائج غير الرسمية المعلنة من بعض الطرائف، إذ أعلن حصول مرشح يقضي عقوبة السجن 5 سنوات، على ذمة قضية تحريض على القتل وبينما قيل إن ترشحه جاء تنفيذًا لحكم محكمة القضاء الإداري، أعلنت اللجنة العليا للانتخابات حصول مبروك زعيتر (عن الدائرة الأولى بالبحيرة) على 18 ألفاً من الأصوات، ورداً على تساؤلات بشأن كيفية ترشحه وهو محكوم عليه، قيل إنه تقدم للترشح خلال فترة حبسه الاحتياطي وتم إدراج اسمه بكشوف المرشحين. استقالة وتعيين على صعيد آخر، أعلنت الرئاسة المصرية، قبول استقالة محافظ البنك المركزي، هشام رامز، وتعيين الخبير الاقتصادي طارق عامر، رئيس البنك الأهلي السابق، محافظاً للبنك لمدة 4 سنوات. وفيما نفى مصدر رفيع خاص ل(اليوم) أن تكون استقالة رامز، عطفاً على الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، وتضاؤل احتياطيها من العملة الصعبة، وارتفاع سعر الدولار في السوق المحلي، أكد في نفس الوقت أن تعيين عامر، يأتي على خلفية نجاحاته في عملية إصلاح شاملة للبنك الأهلي، أشادت بها العديد من المؤسسات المالية على الصعيدين الدولي والإقليمي.