تأسس الاتحاد السوفيتي في 30 ديسمبر 1922 وتأسست بلادنا على يد القائد المؤسس والموحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود في 8 يناير 1926 أي بعد ما يقارب الثلاث سنوات بعد تأسيس الاتحاد السوفيتي وكان يُطلق على مملكتنا في ذلك الوقت (مملكة الحجاز وسلطنة نجد وملحقاتها) وبعد قيام مملكتنا بشهر واحد كان الاتحاد السوفيتي هو أول دولة غير عربية اعترفت بنا واقامت معنا علاقات دبلوماسية وتم افتتاح الوكالة الروسية والقنصلية العامة والتي تغير مسماها الى المفوضية العامة للاتحاد السوفيتي في جدة وكان أول تعاون على أرض الواقع هو عندما وصلت أول حمولة روسية من الكيروسين إلى السعودية وكان هذا قبل اكتشاف النفط في المملكة. وبالرغم من وجود مفوضية روسية في جدة فانه لم تكن هناك بعثة سعودية دائمة في الاتحاد السوفيتي بل تقرر ارسال بعثة مؤقتة على شكل وفد دبلوماسي برئاسة الامير فيصل بن عبدالعزيز في عام 1927 م الا ان الزيارة قد تم تأجيلها ربما لأن الملك عبدالعزيز كان منهمكا في ذلك الوقت باستكمال توحيد المملكة الذي انتهى منه في عام 1932م وقد كشفت الوثائق التاريخية عن رسالة المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود في عام 1927م الى سكرتير اللجنة التنفيذية المركزية لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية ميخائيل كالينين يخبره في الرسالة عن تعذر سفر نجله سمو الامير فيصل الى الاتحاد السوفيتي ويعده بأن يقوم بالزيارة في الوقت المناسب وبعد ان تقررت الزيارة في عام 1932 قام فؤاد حمزة وكيل الأمير فيصل بن عبدالعزيز بإرسال خطاب الى شاكر اسماعيلوف القائم بالأعمال في المفوضية الروسية بجدة يخبره بزيارة سمو الامير فيصل بن عبدالعزيز الى الاتحاد السوفيتي في يونيو 1932 م. في تلك الحقبة من الزمن وقبل اكتشاف النفط في المملكة وقبل قيام الحرب العالمية الثانية كان الركود الاقتصادي يعم العالم اجمع والجزيرة العربية بشكل خاص بينما كان الاتحاد السوفيتي مزدهراً وكان محط انظار جميع دول العالم والمملكة العربية السعودية لم تكن استثناء بل كانت تطمح الى مساعدة اقتصادية روسية لتنمية الدولة في بداياتها. بالرغم من زيارة الأمير الفيصل للاتحاد السوفيتي الا ان التضييق على المسلمين الروس واصرار البلاشفة الروس الشيوعيين على مواقف معادية للدين ومنها تقييد سفر المسلمين الروس للحج ربما كانت من اهم الاسباب التي ادت الى قطع العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية والاتحاد السوفييتي في عام 1938م. المتتبع للعلاقات بين البلدين يرى ان العلاقة اتسمت بالجمود التام ولمدة 52 عاما الى ان صدر بيان مشترك يعلن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وروسيا الاتحادية على اسس ومبادئ ثابتة في 17 سبتمبر عام 1990. في نوفمبر عام 1994 زار رئيس الحكومة الروسية فيكتور تشرنوميردين الرياض، ضمن اطار جولته إلى دول مجلس التعاون الخليجي، وتم خلال الزيارة التوقيع على اتفاقية عامة للتعاون بين الحكومتين الروسية والعربية السعودية في مجالات التجارة والاقتصاد واستثمار الأموال والعلم والتقنية والثقافة والرياضة والشباب. في نوفمبر عام 2003 قام الملك عبدالله -عندما كان ولياً للعهد - بزيارة رسمية إلى موسكو واجرى خلالها مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتم خلال الزيارة التوقيع على مجموعة من الاتفاقيات لتطوير علاقات التعاون الثنائية ومن ضمنها اتفاقيات في مجال النفط والغاز ومجال العلم والتكنولوجيا. وفي فبراير 2007 م قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزيارة إلى المملكة العربية السعودية تم خلالها التوقيع على اتفاقية ثنائية في مجال الاتصالات الجوية ومعاهدة تفادي دفع الضريبة المزدوجة على المداخيل ورؤوس الأموال، وعدة اتفاقيات في مجال الثقافة وتبادل المعلومات والتعاون المصرفي كما تم خلال الزيارة تحديد اتجاهات جديدة للتعاون (التكنولوجيا الذرية وغزو الفضاء في الأغراض السلمية). وقلد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله الرئيس بوتين قلادة الملك عبدالعزيز التي يتم منحها عادة لكبار الزعماء وقادة دول العالم. في نوفمبر عام 2007 وصل موسكو بزيارة رسمية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام في المملكة السعودية. وزار صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلطان الأمين العام لمجلس الامن الوطني في المملكة العربية السعودية موسكو في السنوات 2006 و2007 و2008.وفي عام 2009 قام صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة سابقاً بزيارة رسمية لموسكو. في يونيو عام 2015 قام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي ولي العهد بزيارة رسمية لروسيا التقى فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حيث تمحور اللقاء حول تطوير العلاقات بين البلدين، وحول أوضاع المنطقة من سوريا إلى العراق واليمن ولبنان ووقع خلالها الوفد السعودي على 6 اتفاقيات استراتيجية، على رأسها اتفاقية تعاون في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وتفعيل اللجنة المشتركة للتعاون العسكري والتعاون في مجال الفضاء، إضافة إلى اتفاقيات تعاون في مجال الإسكان والطاقة والفرص الاستثمارية واعتبر مساعد الرئيس بوتين للشؤون الخارجية، يوري أوشاكوف، أن اللقاء هام بالنسبة للبلدين، وسيؤدي إلى تعزيز علاقتهما ورفعها إلى مستوى غير مسبوق.. وللحديث بقية.