دأبت المملكة على استقبال اللاجئين السوريين الى أراضيها انطلاقا من مواقفها الانسانية المشهودة مع أبناء الشعب السوري الذي مني بنظام غاشم ما زال يقتل ويبطش ويعذب أبناء شعبه، حفاظا على كرسيه من جانب واستمرارا في تحديه صوت المعارضة التي تمثل جموع السوريين برفضهم سياسته الدموية وقفزه على حرية أبناء سوريا، وقفزه على سائر القرارات الأممية الداعية الى احلال السلم والأمن في تلك الأرض المنكوبة بحكم النظام الأسدي الجائر. ان من الخطأ الفادح أن تتحول مشكلة اللاجئين الى أزمة دولية، فالمجتمع الدولي بأسره مطالب بقبول اللاجئين السوريين كأحد الأساليب الانسانية التي يمكن عن طريقها تخفيف آلام أبناء الشعب السوري وتجفيف جراحهم الى أن يكتب الله لهم النصر على نظامهم الغاشم والعودة الى أراضيهم لممارسة حياتهم الطبيعية فيها بعد انتزاع حريتهم المسلوبة من ذلك النظام المتغطرس. دول العالم كلها مطالبة بالتدخل لرفع الضيم عن شعب منكوب بنظامه الدموي، وأبسط أساليب رفع المعاناة قبول اللاجئين على أراضي الدول الأوروبية وغيرها الى أن يتم رفع الظلم عن الشعب السوري الذي ما زال أبناؤه يعانون الأمرين من تعسف النظام الأسدي وجبروته وبطشه، فهو نظام يدرك العالم أنه فقد شرعيته تماما لقاء ما ارتكبه وما زال يرتكبه من مجازر بحق شعب يبحث عن حريته وكرامته المفقودتين. بعض الدول ما زالت ترفض اللاجئين السوريين وتحاول منعهم من دخول أراضيها، وفي هذا الرفض مضاعفة لأزمات أبناء الشعب السوري وزيادة معاناتهم ومأساتهم، فمن الواجب احتضانهم لتخفيف مصيبتهم الى أن تزول الغمة ويعودوا معززين مكرمين الى أرضهم، وقبولهم كلاجئين يعد من الأعمال الانسانية الكبرى التي لا بد من الاضطلاع بها في ظرف يعد من أحلك الظروف التي يواجهها السوريون. لقد سارعت المملكة انطلاقا من مواقفها الثابتة تجاه حقوق الشعب السوري الى قبول أكبر عدد ممكن من اللاجئين السوريين، وما زالوا يعيشون مع اخوانهم أبناء المملكة الذين رحبوا بوجودهم بين ظهرانيهم الى حين عودتهم المرتقبة الى أراضيهم حينما تنتصر ارادة الشعب السوري على جلاديه، وهو انتصار أضحى قاب قوسين أو أدنى نظير ما تحققه المقاومة السورية الباسلة من انتصارات مشهودة على الأرض. المجتمع الدولي مسؤول مسؤولية مباشرة عن أوضاع اللاجئين، فلا بد من العمل على حث سائر الدول على استقبالهم كطريقة عقلانية للتخفيف من معاناتهم، ومنحهم فرص العيش في كل البلاد التي يسودها الأمن والاستقرار الى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا، فيعودوا الى ديارهم بعد تسوية أزمتهم وانهائها بدحر الظلم والظالمين وانهاء الكابوس الذي جثم على صدورهم لمدة غير قصيرة من الزمن. ورفع معاناة أبناء الشعب السوري تكون بقبول اللاجئين من أبنائه، وعدم مضاعفة مأساتهم برفض لجوئهم، فاللجوء في مثل الحالة السورية هو الحل الممكن للخلاص من طغيان النظام السوري وجبروته وظلمه، ومن أوجب الواجبات الانسانية احتضان أولئك المنكوبين والمساعدة على تخفيف آلامهم بدلا من تحويل مطالبتهم باللجوء الى أزمة مستعصية أو غير قابلة للحل. المعاناة التي يمر بها أبناء الشعب السوري في الوقت الراهن تقتضي وقوف الدول الأوروبية وغيرها معهم، والقبول بتواجدهم على أراضيها كلاجئين الى أن يتم الخلاص من طاغيتهم الذي ما زال يستمرئ قتل أبناء شعبه وتشريدهم والتنكيل بهم وتعذيبهم حيث ارتكب من المجازر ما لم يرتكبه طاغية من طغاة العالم في أي عصر من العصور، فقد تعاظم أعداد القتلى، ووصلت أعداد المشردين الى أرقام متعاظمة أيضا. ويشهد العالم للمملكة بمواقفها المشرفة والمسؤولة تجاه الشعب السوري، وما زالت تبارك كل الجهود الرامية لتسهيل لجوء السوريين في كثير من دول العالم، وعدم تحويل مسألة اللجوء الى أزمة معلقة، فتسهيل اللجوء يمثل طريقة مثلى لتخفيف معاناة أبناء الشعب السوري ومساعدته على العيش بسلام الى أن يتم له النصر على طاغيته المتجبر، ويتم لأبنائه الرجوع الى ديارهم لممارسة حياتهم الطبيعية على أرضهم الطيبة.