كانت ومازالت والدتي محبة للبذل والعطاء و اذكر اصطحابها لي في الكثير من الليالي المظلمة والأخرى الباردة لتجود ببعض ما تملك. تعصر يدي في ظلمة الشارع و لا أدري أكانت تحتمي بي أو كنت أحتمي بها. تختلج بي مشاعر الخوف والفرح ما ان نقبل على المنزل لأني كنت أعرف انها لحظة الجري للداخل. كانت سارة في الثلاثين و أنا في الثامنة، ركضنا نحن الاثنتان و ركضت معنا الأيام.. كبرت سارة وكبرت معها واستحالت نظرة الحب الطفولي الى نظرة اكبار و اعتزاز و أيقنت أن ما نحن به أنا واخوتي ليس إلا بتوفيق الله ثم معروف سارة المستمر. للصدقة مفعول سحري في انجاز الأعمال و دفع السوء و البلاء وهي دواء نفسي لكل من ضاقت به الأرض. نعم هي دعوة مبطنة للبذل و العطاء و التكافل الاجتماعي بعيدا عن رسائل الجوال التي تبدأ ب «لكم اخوان» وغيرها من الرسائل التي تكتسح اوقات خلوتنا مقابل خمسة وعشرة و اثني عشر ريالا. اذكر اصطحابها لي في الكثير من الليالي المظلمة والأخرى الباردة لتجود ببعض ما تملك. تعصر يدي في ظلمة الشارع و لا أدري أكانت تحتمي بي أو كنت أحتمي بها. تختلج بي مشاعر الخوف والفرح ما ان نقبل على المنزل لأني كنت أعرف انها لحظة الجري للداخل الحقيقة انني اتحفظ على اداء بعض الجمعيات الخيرية التي مازالت تستجدي مجتمعا أغلبه طبقة متوسطة! أيننا من ثقافة الانتاج ولماذا يسوق الجميع للاستجداء و الاستهلاك فقط، ألا ينبغي أن تكون للجمعيات الخيرية أنشطة تنموية تنهض بالمجتمع و تثري أرصدتها. لماذا لا تنسق هذه الجمعيات مع الوزارات في ايجاد روافد تدعمها على مدار العام، أينها من الأعمال الوقفية و التي قد تدر عليها الملايين. الكل يستهلك و يتحدى الأنظمة باستبدال العلك بنصف الريال ، و الذي كان سبب زيادة العائدات السنوية في مصنع للعلك بأرباح تقدر بتسعة واربعين مليون ريال سعودي لاحظ مفردة العائد السنوي، نصف الريال الذي تستحثك سوبرماركه شهيرة لتركه (لهم )!! الحقيقة انها مبادرة تشكر عليها السوبرماركات التي لا يوجد قانون في الدولة حسب علمي يتيح للسوبرماركات جمع التبرعات من جيوب المواطنين.. لبعض جمعيات البر جهود جيدة في استحداث مواقع لها في المتاجر الكبرى و في تعميمها في السوبرماركات والمتاجر تصحيح نظامي لجمع التبرعات بعيدا عن (لكم) أو (لهم)؟ لنعد لسارة فالحديث عنها ذو شجون ..سيدة مجتمع أضفى المولى لجمالها جمالا ربانيا من نوع فريد في التعامل و العطاء ، قضيت طفولتي وانا أراقبها وهي تطرز و تصنع الكعك و البسكويت بانواعه والزبادي واللبنه . . آآه ما أحلى اللبنة.. كنت انتظرها طيلة الليل لأتلذذ بحموضتها في الصباح قبل الركض للمدرسة .. تعلمت حب الصدقة من سارة و انفتحت لي آفاق السماء ولكني لم أتعلم ثقافة الانتاج و مازلت كالبقية استهلك فقط! ***** حالف ما انسى حب ساره كود أهل شقراء يخلون الصلاتي محمد ابن حصيص تويتر: Mbalmahasheer@