لم أكن لاتجرأ وأخط كلماتي ، أبى أن يطاوعني قلمي طوال الشهور الماضية. فأي كلمات تعبر عما بداخلي..وأي عبارات تلك التي تطاوع ألمي وحزني وأي رثاء يوفيك حقك، فمصابي بفقدانك عظيم، وبرحيلك توقفت عقارب الزمن فلم تعد الدنيا في عيناي كما كانت.. لا أدري أأبكي طفولتي الدللة ؟ أأبكي صباي الحالم؟؟ أأبكي شبابي وأحلامي وآمالي التي جعلتها طوع أناملي فكل ما أريد حقيقة وليس حلم.فأنت أبي.. كنت دائماً أتلهف شوقاً للقاء بك في نهاية الاسبوع، لأعيش تفاصيل أبوتي معك فأنت غائب عنا لتؤدي واجبك تجاه الوطن كعضو في مجلس الشورى، وواجبك تجاه اسرتك لنكون فخورين بك وبتفانيك في العمل واخلاصك في كل ما اسند اليك من مسؤوليات.فكنا نراك رمزاً للعطاء ضارباً جذوره في عمق كل فرد منا، كنت اتساءل دائماً من أين استمد قوتي واعتزازي من بعد ايماني بالله عز وجل؟ولم اتردد أنها "منك".كنت تجعل ابتسامتي وراحتي أملاً لك..وكنت مثالاً رائعاً للأب لي ولاخوتي..الأب الذي يعلم ما بداخلنا وما تخفيه أعيننا وحتى ما يسعدنا أو ما يكدرنا..فوجدت ووجدنا الحياة ولله الحمد رضا وسعادة. كل فرد منا يمثل نجم في سمائك، له بريق بداخلك، لم تتوقف يوماً عن العطاء ولم تطلب المقابل، بل كنت لا تجد ضالتك حتى تقضي حوائجنا..وتضيق بك الدنيا ان غابت عن احدنا البسمة..كنت اتحاشى أن تعلم أو تشعر بألمي أو تعبي، فأكون على يقين وقتها بأن الراحة ستفارق بالك حتى تعلم ما بي.. وتنقل موازين يومك إلى أن ارتاح.. وكنت انتظر متأملة رحلة العطاء لتعود إلي ولكن طال انتظاري هذه المرة ورحلت عني إلى الأبد. أبي الحبيب.. لا اعلم أأبكيك لفراقك وشوقي لك اليوم، أم شوقي لك في غد لا أعلم كيف سأكون فيه من دونك؟ أم أبكيك شوق قديم اختلج في صدري لسنين كنت أتوق فيها لحضنك وابتسامتك ومداعبتك لي..؟؟ أبي الحبيب لن أستطيع ما حييت وما كتبت أن أوفيك حقك فقد كنت نعم الأب والصديق والحبيب. ولن أنساك ما حييت ولن أجد لشوقي مخرجا ولا لحزني مرقداً سوى دعائي لك بعدد أنفاسي وما زلت مقصرة..الهي اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه، واكرم نزله، ووسع مدخله، وأنر قبره، وأسكنه فسيح جناتك في الفردوس الأعلى.. الهي برد على قلبي وقلب اخوتي وامي و أهلي، والهمنا الصبر على فراقه. الهي لا تجعلني مقصرة في حقه فلم يقصر يوما في حقي.. الهي ارضى لي ما يرضيه عني فهو أحب لي الخير والصلاح دائماً.. الهي إن فاجعة فقده كبيرة،وموجعة فابدلني في فاجعتي طمأنينة على قلبي.. أبي.. أحبك ولن أنساك أبداً.. ولا أعلم هل ستعود في عيناي بعدك الدنيا كما كانت؟؟ لا أعلم هل سارى الدنيا بألوانها كما كانت؟ هل ستعود لي ابتسامتي التي احببتها يا أبي؟ وهل ستدخل قلبي السعادة التي تمنيتها لي دائماً يا أبي؟..أبي .. عزائي قضاء الله وقدره وسنة الله في خلقه .. عزائي فيك ما تركت من كريم السيرة وجميل الخلق..عزائي فيك حب الناس لك واحترامهم وتقديرهم .. عزائي انني ابنتك التي ستظل فخورة بك دائماً وابداً..كنت عالية الراس بك في حياتك والآن هامتي أعلى فأنا ابنة الرجل صاحب السمعة الطيبة صاحب القلب الكبير الذي وسع القريب والبعيد.. عزائي بفضل الله أمي واخوتي وأهلي وأحبتي يشدون ازري ويكونون لي عوناً على فراقك. عزائي انني امتدادك، وسنسير على خطاك كما ربيتنا ، ساترك لك ما تسعد وتفخر به ان شاء الله.. احبك ولن تفارقني ما حييت فأنت بداخلي وانت داخلي وفي روحي وانت روحي، وفي فكري دائماً وأبداً. ابنتك المحبة/ خلود منصور عبدالغفار