وقع الفاتيكان امس الجمعة أول معاهدة مع "دولة فلسطين" ودعا إلى اتخاذ "قرارات شجاعة" لإنهاء الصراع الاسرائيلي الفلسطيني من خلال تطبيق حل الدولتين، واتفق الوفد الفلسطيني والمدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا على أن يتوجه وفد من المحكمة إلى الأراضي الفلسطينية نهاية الشهر المقبل لإجراء دراسة معمقة عن الاتهامات الفلسطينية الموجهة إلى إسرائيل بارتكاب جرائم حرب، فيما أدى نحو مائتي الف فلسطيني صلاة الجمعة الثانية من رمضان في المسجد الاقصى، وتوافد في وقت مبكر من يوم امس الجمعة عشرات آلاف من الفلسطينيين إلى القدس وسط إجراءات أمنية مشددة دفعت بالبعض إلى تسلق جدار الفصل الإسرائيلي، وشهدت الحواجز العسكرية المؤدية لمدينة القدس تزاحم الفلسطينيين القادمين من مختلف أرجاء الضفة الغربيةالمحتلة. اتفاق الفاتيكانوفلسطين وفي التفاصيل، فقد وقع الفاتيكان و"دولة فلسطين" امس الجمعة اتفاقا تاريخيا حول حقوق الكنيسة الكاثوليكية في الاراضي الفلسطينية، وفق ما اعلن الفاتيكان في بيان. وهو اول اتفاق يتم توقيعه منذ اعتراف الفاتيكان ب"دولة فلسطين" في شباط/فبراير 2013. وكان تم الاتفاق على توقيعه الشهر الماضي، الامر الذي دانته اسرائيل واعتبرت انه يعيق عملية السلام. ووقع الاتفاق سكرتير الفاتيكان للعلاقات بين الدول "وزير الخارجية" الاسقف البريطاني بول ريتشارد غالاغر ووزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي. ويتعلق الاتفاق الذي يجري التفاوض بشأنه منذ 15 عاما بوضع الكنيسة الكاثوليكية وانشطتها في الاراضي الفلسطينية. واعترف الفاتيكان ب"دولة فلسطين" بعد التصويت لصالح الاعتراف بها في الجمعية العمومية للامم المتحدة في 12 تشرين الثاني/نوفمبر. وتنظر السلطة الفلسطينية الى الفاتيكان كواحدة من الدول ال136 التي اعترفت ب"دولة فلسطين"، إلا ان هذا الرقم يبقى مثيرا للجدل كون بعض الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي اعترفت بالدولة الفلسطينية في الحقبة السوفياتية. أسف إسرائيلي وأعربت اسرائيل عن "أسفها" لتوقيع اول اتفاق بين الفاتيكان و"دولة فلسطين" وحذرت من ان تلك الخطوة ستؤثر سلبا على جهود استئناف محادثات السلام. وجاء في بيان للمتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية عمانوئيل نحشون ان الوزارة تعرب عن "اسفها في ما يتعلق بقرار الفاتيكان الاعتراف رسميا بالسلطة الفلسطينية كدولة في الاتفاق الموقع". وتابع ان "هذه الخطوة المتسرعة تضر بأفق التقدم في اتفاق سلام، وتؤذي الجهود الدولية لاقناع السلطة الفلسطينية بالعودة الى المفاوضات المباشرة مع اسرائيل". انتقاد أمريكي وفي واشنطن، انتقد المتحدث باسم البيت الأبيض أليستر باسكي الخطوة الفلسطينية بتقديم شكوى للجنائية الدولية تتهم اسرائيل بارتكاب جرائم حرب، وقال إنها ستأتي بنتائج عكسية، مؤكدا معارضة واشنطن لها، كما قال أعضاء في الكونغرس الأمريكي أمس الخميس إن التحرك الفلسطيني "غير حكيم" ويهدد المساعدات الأمريكية للسلطة الوطنية الفلسطينية. واعتبر باسكي أن التوجه الفلسطيني للمحكمة "غير مثمر"، وأضاف "لا نعتقد أن الفلسطينيين مؤهلون لطلب الانضمام لاتفاقية روما والمحكمة الجنائية الدولية". وقد يعرض التحقيق للخطر أيضا مساعدات اقتصادية أمريكية سنوية بقيمة نحو أربعمئة مليون دولار للسلطة الفلسطينية. وقالت العضوة البارزة في اللجنة الفرعية للمساعدات الخارجية التابعة لمجلس النواب الأميركي نيتا لوي إن تقديم الفلسطينيين هذه الشكوى يعني تفعيل بند في القانون الأميركي يعلق كل المساعدات الاقتصادية للسلطة الفلسطينية. رفض إسرائيلي وفي الجانب الإسرائيلي، قال متحدث باسم وزارة الخارجية إن التحرك الفلسطيني "ليس إلا محاولة للتلاعب بالمحكمة الجنائية الدولية"، وأضاف "نأمل ألا يقع الادعاء في هذا الفخ". ويتناول الملف الذي قدمه الفلسطينيون الخميس قضيتين، الأولى تتصل بجرائم حرب مفترضة ارتكبت في الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة صيف 2014، والثانية تتعلق بالاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربيةالمحتلة. وقد يضع هذا التحرك إسرائيل في مأزق لأنه يتعين عليها أن تقرر ما إذا كانت ستتعاون مع تحقيق المحكمة الدولية أو ستجد نفسها معزولة ضمن عدد قليل من البلدان التي ترفض العمل مع المحكمة. أسطول الحرية وبدأ "اسطول الحرية 3" الذي يضم عدة سفن تقل ناشطين مؤيدين للفلسطينيين من اجل كسر الحصار الاسرائيلي على قطاع غزة، رحلته امس من جزيرة كريت، على ما اعلن احد المنظمين. وأعلن النائب العربي في البرلمان الاسرائيلي باسل غطاس على صفحته في موقع فيسبوك "وأخيرا وبعد تعقيدات كبيرة ننطلق الآن من على ظهر سفينة الحرية السويدية ماريان في الطريق إلى غزة". وتنقل مراكب الاسطول حوالى 70 شخصا، بينهم الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي، بحسب منتدى المنظمات غير الحكومية الفرنسية من اجل فلسطين. وتوافدت السفن من عدة موانئ اوروبية الى جنوب كريت. كذلك على متن ماريان، اعلن الناشط درور فايلر السويدي المولود في اسرائيل لإذاعة تابعة لعرب اسرائيل ان احد مراكب الاسطول تعرض لتخريب نفذه "محترفون" ما تطلب اصلاح احدى المراوح قبل المغادرة. وصرح لإذاعة الشمس "هناك قوى مسيئة تحاول وقفنا" من دون تفاصيل اضافية. وأكد الاسطول في بيان امس ان "الهدف يتمثل في كسر الحصار على القطاع" الذي اعتبرته اكبر سجن مفتوح في العالم. وفي اسرائيل، أثارت مشاركة غطاس في الاسطول الغضب، حيث وصفه البعض بأنه "داعم للإرهاب". ووجه غطاس النائب من القائمة العربية المشتركة رسالة الى رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، يطلب منه عدم التعرض مشيرا الى ان الاسطول "يحمل المعونات الانسانية لسكان القطاع املا في انهاء الحصار، وليس هناك أي سبب لمنعه". وأكد غطاس في بيان وزعه على وسائل الاعلام "ان هدف الاسطول كسر الحصار، وتسليط الضوء العالمي على قضية 1،8 مليون فلسطيني يعيشون في ظروف اشبه بالسجن، وفي ظروف حياتية قاسية، نتيجة للحصار البحري والبري الذي تفرضه اسرائيل على غزة، ويشكل جريمة ضد الإنسانية". وحذّر غطاس نتانياهو من محاولة السيطرة على السفن ومنعها من مواصلة طريقها، وقال ان "كل محاولة شبيهة، ستقحم اسرائيل في ازمه عالمية، تتحمل مسؤوليتها حكومة نتانياهو"، وطالبه بأن يعطي الامر لقوات الأمن الإسرائيلية بالابتعاد عن الأسطول، والسماح له بمواصلة طريقه إلى غزة.