التقى البابا فرنسيس اليوم السبت في الفاتيكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وذلك قبل يوم على إعلان الحبر الأعظم قداسة أول راهبتين فلسطينيتين في العهود الحديثة، هما ماري الفونسين غطاس (1843-1927) ومريم بواردي (1846-1878). واستمر اللقاء الخاص بين عباس والبابا فرنسيس 20 دقيقة حيث تبادلا الهدايا. ووصف البابا فرنسيس الرئيس الفلسطيني ب "ملاك السلام". ومن المفترض أن يشارك الرئيس الفلسطيني في احتفال إعلان قداسة الراهبتين الفلسطينيين اللتين تركتا بصماتهما على الأراضي المقدسة من خلال عملهما في المجال الرعوي والنشاط الإجتماعي والخيري. ويرقد جثمان الراهبة ماري الفونسين غطاس (1843-1927) من مواليد القدس داخل كنيسة صغيرة في القدس وبدأ مؤمنون بكتابة صلاوات طالبين شفاعتها في دفتر صغير وضع قرب مثواها قبل إعلان قداستها في روما. أما مريم بواردي التي يرقد جثمانها في دير في بيت لحم فهي من الجليل توفيت شابة لم تتجاوز 33 عاما (1846-1878). وبرغم أن قديسين عدة عاشوا في المنطقة، أبرزهم القديس يوسف المتحدر من الناصرة في منطقة الجليل، إلا أن غطاس وبواردي هما أول قديستين فلسطينيتين في العهود الحديثة. وأعلن الفاتيكان الأربعاء أنه يستعد للتوقيع على أول اتفاق مع "دولة فلسطين" بعد عامين على الاعتراف بها رسميا في 2013، ما أثار غضب إسرائيل. ويتعلق الاتفاق، والذي يجري التفاوض بشأنه منذ 15 عاما بوضع الكنيسة الكاثوليكية وأنشطتها في الأراضي الفلسطينية كما أعلن الفاتيكان في بيان الأربعاء. وسيجري توقيعه "في مستقبل قريب" بعد طرحه على السلطات المختصة لدى الجانبين. وتوقع مراقبون أن يوقع الاتفاق خلال زيارة عباس إلى الفاتيكان. في إسرائيل، قال مسؤول في الخارجية إن تل أبيب "استمعت بخيبة أمل لقرار الحبر الأعظم الموافقة على صيغة نهائية للاتفاق مع الفلسطينيين تتضمن استخدام مصطلح دولة فلسطين". وتابع: "إن تطورا من هذا النوع لا يؤدي إلى تقدم عملية السلام ويبعد القيادة الفلسطينية عن المفاوضات الثنائية المباشرة". ومن جهته، قال المونسنيور انطوان كاميلري، رئيس وفد الكرسي الرسولي، الأسبوع الحالي إن الاتفاق يعرب عن أمل الفاتيكان "في التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية والنزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين في إطار صيغة الدولتين". وفي مقابلة مع صحيفة الفاتيكان "اوسرفاتوري رومانو"، قال كاميلري إنه يأمل "أن يساعد الاتفاق، وإن كان بطريقة غير مباشرة، الفلسطينيين في إقامة دولة فلسطين مستقلة وديمقراطية وذات سيادة والاعتراف بها". وتعتبر السلطة الفلسطينيةالفاتيكان واحدة من الدول ال136 التي اعترفت ب"دولة فلسطين"، بالرغم من ان هناك جدالا حول هذا الرقم خاصة أن بعض الاعترافات من دول أعضاء اليوم في الاتحاد الاوروبي تعود إلى الحقبة السوفياتية. ويتفاوض الفاتيكان الذي يقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل منذ العام 1993، أيضا منذ 1999 بشأن اتفاق حول الحقوق القانونية والمالية للرهبانيات الكاثوليكية في الدولة العبرية وبخاصة اعفاءاتها الضريبية. لكن كل لقاء نصف سنوي يفضي لى الفشل. ويعتمد الفاتيكان نهجا دبلوماسيا دقيقا بين إسرائيل والفلسطينيين فيما تتواجد مجموعات كاثوليكية لدى الجانبين في مهد المسيحية الذي يبقى مكانا هاما للحج. فمن جهة يريد الفاتيكان تفادي إغضاب إسرائيل وإثارة انتقادات مرتبطة بدور الكنيسة في تاريخ معاداة السامية في أوروبا. لكنه ينشط أيضا من أجل حل الدولتين ومن أجل وضع خاص معترف به للقدس مدينة الديانات السماوية الثلاث ومن أجل حقوق الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.