تستضيف الرياض اليوم قمة خليجية تشاورية، يبحث خلالها قادة دول الخليج العربي التطورات الراهنة في المنطقة، وعلى رأسها اليمن، والملف السوري. وفي سابقة هي الأولى من نوعها، يشارك الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي حضر في الدوحة أمس توقيع عقد ضخم لبيع 24 طائرة رافال فرنسية للدوحة، بقيمة 6,3 مليار يورو، جانباً من القمة أثناء زيارته للمملكة، ليكون بذلك أول قائد غربي يحضر قمة خليجية منذ قيام مجلس التعاون عام 1981. وفي السياق، أكد رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشورى الدكتور خضر القرشي، أن القمة التشاورية تأتي في ظل التحديات التي تمر بها المنطقة على مختلف الصعد، كاليمن وغياب الاستقرار فيها، بالاضافة إلى مطامع الدولة الفارسية الواضحة في المنطقة ومن خلال استخدامها للكثير من الأذرعة الموجودة كحزب الله والحوثيين وبعض الأحزاب في سوريا. ولفت الدكتور القرشي، إلى أن دعوة قيام اتحاد خليجي التي أطلقها الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أصبحت ضرورة ملحة، وخاصة في زمن التكتلات القوية والتحديات الموجودة على الأرض، وخصوصا أن كافة دول الخليج ترتبط ارتباطا وثيقا من ناحية الدين والعرق واللغة، مشيرا بقوله بان تجربة الاتحاد الاوروبي خير مثال على أهمية التوحد وخلق التكتل الخليجي. من جانبه، أكد عضو مجلس الشورى الدكتور عبدالله العساكر، أن قادة الخليج أمامهم كثير من الملفات والتحديات الجسيمة، وأبرزها الملف اليمني بعد انتهاء عاصفة الحزم، والتي أنهكت قوات علي عبدالله صالح والحوثيين، بالاضافة الى ملف الاتفاق النووي الأمريكي الإيراني، وتداعيات هذا الاتفاق على دول الخليج والتخوف من السباق النووي في منطقة الشرق الأوسط. وأضاف الدكتور العساكر، أن هناك العديد من الملفات الأخرى التي سينظر لها زعماء الخليج، منها الملف السوري والتدخلات الإيرانية بالمنطقة العربية بالاضافة إلى الملف الأهم هو اللقاء المشترك ما بين زعماء الخليج والرئيس الأمريكي باراك اوباما في ماني ديفيد الأسبوع المقبل. وفي سياق قريب، من المقرر أن يصل وزير الخارجية الأمريكي إلى الرياض غدا الأربعاء؛ للقاء نظرائه في دول مجلس التعاون. وأعلنت المتحدثة باسم الخارجية ماري هارف أن كيري الموجود حاليا في كينيا سيتجه الى جيبوتي، قبل زيارة إلى الرياض غدا، ومن ثم باريس للقاء نظيره الفرنسي لوران فابيوس. وأوضحت الخارجية أن كيري سيبحث في الرياض «مسائل عدة تتعلق بالأمن الإقليمي»، وفي باريس سيناقش مع وزراء خارجية دول الخليج «الأولويات الإقليمية المشتركة والتعاون الأمني». كما يلتقي كيري وفابيوس مجددا في باريس ويشارك في الاحتفالات بالعيد ال70 لفوز الحلفاء في الحرب العالمية الثانية في 8 أيار/ مايو 1945، بحسب الخارجية.