أ ف ب - فيما تستعد العاصمة الرياض لاستضافة قمة تشاورية لقادة دول مجلس التعاون الخليجي (الإثنين) المقبل، لبحث عدد من الملفات الصعبة، واحتمال إقامة نوع من «الاتحاد»، نسبت وكالة الأنباء الفرنسية إلى مسؤول خليجي رفيع المستوى القول إن قادة دول مجلس التعاون الست (السعودية، الإمارات، الكويت، سلطنة عمان، قطر، والبحرين) سيبحثون في الرياض «نوعاً من الاتحاد بين السعودية والبحرين»، وهو ما لم يؤكده أي مسؤول من البلدين. بيد أن مدير المكتب الصحافي للأمين العام لمجلس التعاون الخليجي في الرياض سليم العلوي قال ل«الحياة»: «إن لقاء الإثنين هو لقاء تشاوري وليس له جدول أعمال، وسينتهي في يوم واحد وسيبحث الأمور الخليجية بوجه عام». وقال رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية في جدة أنور عشقي لفرانس برس إن «موضوع الاتحاد سيكون الأساس في القمة، والحديث عنه أو أي نوع من الوحدة مرده الضغوط الإيرانية والفراغ الاستراتيجي الناجم عن انسحاب الأميركيين من العراق». وأضاف «هناك مسائل أخرى تبحثها القمة مثل دعوة إيران العراق إلى الاتحاد التي تأتي رداً على مشروع الاتحاد الخليجي». وكانت السلطات الإيرانية دعت رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال زيارته الأخيرة إلى طهران الشهر الماضي إلى الوحدة مع إيران. وأوضح رئيس المبادرة الأهلية للعلاقات الخليجية الأميركية الدكتور ابراهيم الطرف إن المجتمعات الخليجية تتوقع أن يبحث قادة دول المجلس في قمتهم التشاورية الانتقال إلى مرحلة الاتحاد والعمل المشترك، تلبية لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، خلال قمة مجلس التعاون الخليجي الأخيرة في الرياض في 19 كانون الاول (ديسمبر) الماضي، والذي دعا خلالها إلى «تجاوز مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد في كيان واحد». وأضاف الدكتور الطرف ل«الحياة» أن أبرز النتائج المأمولة للتحول من مرحلة التعاون الى مرحلة الاتحاد، هو ما سيحققه المواطن الخليجي من مكاسب على المدى المتوسط والبعيد في المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية وغيرها. مشيراً إلى أن من أبرز المكاسب على المستوى الدولي هي المكانة التي سترتقي اليها دول المجلس جراء هذا التحول. وقال: «ستتحول منطقة الخليج إلى تكتل إقليمي قوي بمكانته السياسية والاقتصادية، لأنه ليس فقط ذلك التكتل الاقتصادي الذي يحتوي على كميات من المخزون النفطي، ويحتل موقعاً استراتيجياً مهماً، ولكنه بفضل هذا التحول، سيتمكن من أن يكون أكثر استقراراً على جميع المستويات والأصعدة، وسيؤدي الاستقرار في الجوانب السياسية والأمنية الى استقرار اجتماعي، وإلى البروز على الساحة الدولية بشكل يجعل الاتحاد يشارك بشكل أساسي في صنع القرار العالمي، وهي المكانة البارزة التي يتمناها كل مواطن خليجي».