ظلت فرقة المجاهدين في منطقة جازان تضطلع بأدوار وطنية كبيرة في سبيل حماية الوطن والتصدي لمن تحدثه نفسه بالعبث بأمن وسلامة الوطن، حيث تقوم هذه الفرقة بمراقبة الشريط الحدودي كدعم ثانٍ، وقد استطاعت أن تحقق إنجازات أمنية في إحباط عمليات تهريب بالكبيرة والجبارة بعد ضبطهم لكميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة والمتفجرات أثناء أداء مهامهم الأمنية بكل جدارة. وقد استطاعت فرقة المجاهدين ضبط كميات كبيرة من المخدرات وخاصة من الحشيش المخدر. «اليوم» قامت بجولة ميدانية برفقة فرق المجاهدين في منطقة جازان حيث كانت بداية الانطلاق مع الشريط الحدودي في محافظة الطوال المحاذية لدولة اليمن لتنتهي الجولة في محافظة الحرث بعد المرور بمحافظة صامطة. على الرغم من طول المسافة إلا المتأمل يجد هؤلاء المجاهدين في كل بقعة من الشريط الحدودي رغم صعوبة تضاريسه الجبلية وكثرة الأودية والتي تمر بها السيول مما تشكل عليهم مخاطر لا تعد ولا تحصى إلا أنهم تكيفوا مع هذه التضاريس لتصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتهم اليومية. عزيمة تقهر الصعوبات وبدأت الجولة أثناء أداء فرقة المجاهدين مهامهم الأمنية على الشريط الحدودي بمراقبة الحدود كصف ثانٍ ودعم بعد تجهز أفراد الفرق بسلاح الإيمان وعدتهم العسكرية مواجهين مصيرًا لا يعرف نهايته مع وجود عدد من المتجاوزين للحدود لا يدخرون جهدًا أو قوة في اختراقهم للحدود السعودية بما يحملون من أسلحة وسموم «مخدرات» متسلحين بأسلحة رشاشة يستخدموها في مواجهة رجال الأمن بها عند قطعهم لطريق عبورهم وتسللهم، سالكين طرقًا جبلية وعرة أو أحراش ووديان مستخدمين الصخور والأشجار في الاختباء من أعين رجال الأمن، إلا أن محاولاتهم تفشل عند وجود فرق المجاهدين الذين يقطعون عليهم الطرق ويقبضون على المهربين ويضبطون المهربات. وفي أحد المواقع الحدودية كان الموقع خاليًا من الحركة حيث أكد أفراد المجاهدين أن هذا أحد الطرق التي يسلكها المهربون والمتسللون عبر الشريط الحدودي وعند تواصله مع الفرقة التي تقوم بمهام عملها خرجوا من مواقع لا يستطيع الإنسان العادي أن يتوقع بوجودهم في هذا الموقع لصعوبة الوصول إليه أو البقاء بداخله إلا أنهم كان في مهمة أمنية بعمل كمين لاصطياد كل من تسول له نفسه بالمساس بأمن بلاد الحرمين الشريفين حيث ظهر عدد منهم من بين غابات الأشجار وآخرون ظهروا من بين صخور الجبال، حيث أكدوا أنهم يبقون لساعات طويلة في عمل كمين لمن يسلك هذا الطريق وبمراقبة الحدود لمسافات طويلة. وعند انتقال «اليوم» من حدود محافظة الطوال ثم صامطة لتنتهي الجولة في محافظة الحرث الحدودية والتي وقعت فيها أحداث الحد الجنوبي في عام 2009 «درع الجنوب» كانت الحدود من الطوال حتى نهاية وصولنا لمحافظة الحرث مطمئنة مع وجود الجهات الأمنية من حرس حدود وكدعم ثانٍ قوي من المجاهدين وبمساندة من القوات المسلحة السعودية والتي انتشرت على طول الشريط الحدودي لمواجهة كل من يحاول أو يتجرأ لتجاوز الحدود، وعند الوصول إلى أحد المواقع الجبلية الحدودي في محافظة الحرث كان هناك تمركز من قبل دوريات فرق المجاهدين مستعدة لمواجهة أي تسلل بطريقة غير نظامية، وما هي إلا لحظات حتى ظهر أحد أفراد المجاهدين من مسافة بعيدة ويتقدمه عدد من المتسللين الذين تمكن من القبض عليهم بعد تعقب أثرهم، وما يميز هذا الفرد من المجاهدين أن له مسمى يطلقه المهربون من الأفارقة عليه حيث يدعونه بمسمى أو لقب «المشكلة الكبيرة بجيزان»؛ وذلك يعود لخبرته الواسعة في تقفي الأثر ومعرفة ذلك وقطعه لمسافات طويلة قد تزيد عن 50 كم مشيًا على الأقدام دون أن يمل أو يتعب حتى يحقق هدفه بالقبض على من رصد أثره وبدأ في تقفيه حيث أكد مهارته في تقفي الأثر التي اكتسبها من والده وله سنين طويلة يمارس هذه الموهبة في عمله كأحد أفراد المجاهدين بل إنه استطاع من خلال عمله القبض على عدد كبير من المهربين سواء من اليمنين أو الأفارقة. وقال: «يستطيع أن يميز من خلال الأثر أن هذا الشخص يمني أو أفريقي وذلك من خلال الأثر حيث أن خُطى الأفريقي يختلف عن اليمني أو العربي وذلك بقدرة من الله -عز وجل-، مبينًا أن اليمني أو العربي لا يستطيع أن يمشي على أثر الأفريقي وذلك بحسب بنيته الجسمانية وطريقة خطوات على الأرض حيث إن أقدامه مقوسة فتكون خطواته كذلك وهو عكس خطوات اليمني أو العربي. خبرات مميزة وأوضح أنه قام في أحد المرات بتعقب أحد المهربين حيث اتضح أنه من خلال أثره كان يحمل مهربات وذلك بقرية صلاصل الحدودي في محافظة الحرث وقام بتعقبه من موقع رصد الأثر حتى أحد المواقع في محافظة أبوعريش متجاوزًا ما يزيد عن 40 كم من الجبال الصخرية الوعرة والأودية مرورًا بالموقع المسمى بالجبلين وقرى عياش ثم إلى الموقع التي قام فيها المهرب بإخفاء المهربات بأحد المواقع بأبي عريش حيث ضبط كميات كبيرة من الحشيش تجاوز عددها في ذلك الوقت 100 بلاطة حشيش، وعن تسميته بالمسمى الذي يطلقه المهربون عليه أوضح أن ذلك يأتي بعد القبض على عدد كبير من المهربين وخاصة الأفارقة حيث إنه عندما تمكن من القبض على أحد الأفارقة المهربين كان يقوم بعملية التحقيق معه فكان رد المهرب عليه بأنه يعرفه واسمه «المشكلة الكبيرة بجيزان». من جهته أكد أحد المتسللين ويدعى «أحمد» أنه من محافظة الحديدة الساحلية باليمن وقد قام بالتسلل للأراضي السعودية بطريقة غير نظامية هربًا من المليشيات الحوثية بحسب وصفه، مبينًا أنهم يقومون بإجبار المواطنين اليمنين الذين لا يعملون بالالتحاق لميلشياتهم وفي حالة رفضهم يقوم بسجنهم وتعذيبهم وهو ما حدث لأحد أفراد عمومته والذي لا يعرف مصيره. وأكد أحد المتسللين ويدعى «صلاح» أنه من العاصمة صنعاء ودخل السعودية بعد دخول الحوثيين العاصمة اليمنية صنعاء هربًا من إرهابهم الذي يقومون به ضد المواطنين اليمنين. سباق يومي من أجل الوطن وكشف رئيس الفرقة الخامسة للمجاهدين في محافظة الحرث جابر المالكي أنهم في المركز في سباق يومي لمن يتمكن من القبض على أكبر عدد من المتسللين ويحبط أكبر كمية من المهربات، مشيرًا إلى أن السباق ينقسم إلى قسمين بينه وبين مساعده الذي يستلم عنه في اليوم الثاني حيث كل منهما لديه من زملائه الأفراد ويقومون بمهامهم الأمنية بشكل مكثف، ومن يقوم بالقبض على أكبر عدد من المتسللين ويحبط أكبر كمية من المهربات يعد هو الفائز بالسباق الذي يقومون به من أجل حماية الحدود من العابثين. وأوضح أن عملية التهريب والتسلل تتم عن طريق أشخاص أفارقة مدربين بشكل كامل، وينقسمون إلى قسمين القسم الأول هو من يقوم بمسح الطريق ويعد قائدهم ويكون دائمًا يحمل سلاحًا رشاشًا لحماية المهربين، مشيرًا إلى أن عملية تسللهم تكون بشكل متقن حيث تتم غالبًا في المساء وتحت جنح الظلام متخفين بين الأشجار والأودية ويسلكون طرقًا وعرة بل إنهم مدربون على التهريب واتباع خطوات قائدهم بالتوقف أو الجلوس والاختباء عند مشاهدته لأحد الكمائن التي يضعها أفراد المجاهدين دون التحدث فيما بينهم فمجرد القائد يقوم بالجلوس يقوم المهربين الذين خلفه بالجلوس أو الاختفاء دون أن يصدر منه أي أوامر وذلك حتى لا ينكشف أمرهم ويقبض عليهم، مؤكدًا أن المهربين هم من يبادرون بإطلاق النار على فرق المجاهدين عند اكتشافهم ورصدهم وأن طريقة إطلاقهم النار تؤكد إلى أنهم مدربون بشكل جيد ومتمرسون في استخدام الأسلحة. وقال: «من خلال اعترافات المهربين أكدوا أن قائدهم وهو الذي يقوم بمسح الطريق يستلم ما يقارب 35 ألف ريال، بينما المهربين والذين يحملون المهربات من الحشيش يستلمون في كل حملة 5 آلاف ريال، مشيرًا إلى أن من يقف وراء هذه العمليات من التهريب هي المليشيات الحوثية والتي تقوم باختيار الأفارقة وتدريبهم في عمليات التهريب وتقديم الحوافز المالية لهم، بل وتقوم بدعمهم عند إيصالهم 100 بلاطة حشيش بمكافأتهم ب100 بلاطة حشيش أخرى. وأشار إلى أن فرق المجاهدين في محافظة الحرث تمكنت وخلال عام فقط من القبض على 338 سيارة استخدمت في عمليات التهريب بينما تمكنت من إحباط تهريب 6235 بلاطة حشيش. ضبط أسلحة وذخيرة إلى ذلك قال الناطق الإعلامي لفرع إدارة المجاهدين في منطقة جازان خالد قزيز: «إن فرق المجاهدين تمكنت خلال الشهور الخمسة من العام 1436 الحالي من إحباط تهريب 1045 قطعة سلاح، بينما تمكنت من ضبط 102912 من الذخيرة الحية المتنوعة و49 أصبع ديناميت متفجرة و49 كبسولة كهربائية وقنبلتين يدوية، و770 مخزن سلاح، مضيفًا إنه خلال العام الماضي 1435ه تمكنت فرق المجاهدين من إحباط تهريب 49044 من الذخيرة الحية و615 قطعة سلاح متنوعة و659 مخزن سلاح و9 قنابل يدوية، مشيرًا إلى أن عمليات القبض تتم بمتابعة من مدير فرع إدارة المجاهدين في منطقة جازان عبدالرحمن المويشير والذي يقوم بشكل مستمر بمكافأة الفرق القابضة تقديرًا لعملهم البطولي الذي يقومون به ورفعًا لمعنوياتهم. يقظة ومتابعة لفرق المجاهدين لضبط المتسللين. فرق المجاهدين السعودية تفتش عدد من المخالفين على الحدود من بينهم أفارقة. مخالفون يتحدثون للزميل علي ضباح.