لقد أعدّت المملكة «لعاصفة الحزم» كل ما يجب لإنجاح التدخل العادل لانتشال اليمن الشقيق من براثن الصفويين في إيران. ففي الجانب السياسي، اعتمدت على الشرعية الدولية التي تخولها القيام بالتدخل من خلال طلب الحكومة الشرعية من دول التحالف إنقاذ اليمن بعد سقوطها في أيدي عصابة الحوثيين الذراع الإيرانية في اليمن. أما من ناحية كسب التأييد العالمي لهذه الخطوة المباركة، فقد حققت السياسة السعودية نجاحا باهرا من خلال التأييد التام من دول العالم إلا من إيران ومن يدور في فلكها، وهم قلّة وأضعف من أن يؤثروا في مجرى أعمال التحالف. وحول العمل الاستخباري الذي سبق الهجوم فقد تم باحترافية تامة لتحديد الأهداف العسكرية الإستراتيجية من حيث إمكانياتها وأماكنها، لتنقل هذه المعلومات الإستخبارية إلى القيادة العليا للاستفادة منها أثناء الهجوم. ويأتي دور مركز العمليات القتالية الذي أشرف على أعمال «عاصفة الحزم» الذي أدير من قبل كوادر عسكرية ذات كفاءة عالية تجلت مقدرتهم القتالية في تحريك قوة التحالف لتحقيق الأهداف التي من أجلها كانت «عاصفة الحزم»، وقد تفوقت على الكثير من التدخلات العسكرية في جميع أنحاء العالم. ولا غرابة في ذلك؛ كون من قام بالإعداد والإشراف والتنفيذ قادة اكتسبوا الخبرة من خلال التدريبات والدورات داخل المملكة وفي أرقى الأكاديميات العسكرية في العالم. لقد حققت «عاصفة الحزم» من خلال الطلعات الجوية المركزة في بداية الهجوم، بمشاركة القوات البحرية حول الموانئ اليمنية والقوات البرية حول الحدود السعودية اليمنية، الأهداف المرجوة منها، ما أكسبها احترام العالم اجمع؛ لتطبيقها أحدث النظريات العسكرية الحديثة الهادفة إلى إعادة الأمن والسلام إلى ربوع اليمن الشقيق، بعيدا عن استهداف البنية التحتية للمنشآت المدنية والبشرية. وقد كان إعلام «عاصفة الحزم» لا يقل نجاحا عن بقية القطاعات الأخرى المشاركة في الهجوم، فقد اختير أن يكون المتحدث الرسمي لها العميد الركن أحمد العسيري والذي كان متمكنا من مهمته عسكريا وإعلاميا وسياسيا، ما أكسب الملخص اليومي لسير المعركة مصداقية موثوقة، ومنع الجهات المشبوهة من استغلال هذا التدخل العادل في تشكيك وبث الأكاذيب المضللة بهدف التأثير في معنويات قوات التحالف وبالتالي معنويات المواطنين. إن ما قامت به المملكة من إعداد وتخطيط وتنفيذ على جميع المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية سوف يبقى درسا يحتذى به في الأكاديميات المتخصصة في إدارة الحروب، وبالتأكيد لم يأت ذلك من فراغ، بل نتيجة جهود مشكورة بذلت لبناء قواتنا العسكرية بتزويدها بأحدث الأسلحة والمعدات، وقبل ذلك إعداد المقاتل الذي سيتعامل معها ما يجعلها نواة لقوات إسلامية يحسب لها ألف حساب. فشكرا لخادم الحرمين الشريفين على اتخاذ هذا القرار العادل، وتحية لوزير الدفاع الذي كان فأل خير على وزارة الدفاع والطيران واحترام الكوادر العسكرية والمدنية الذين كانوا وراء هذا النجاح الباهر.