أعلنت وزارة الدفاع العراقية امس عن تدمير مراكز قيادة وسيطرة لتنظيم داعش الإرهابي بضربات جوية نفذتها طائرات التحالف الدولي في مدينتي الموصل والرمادي العراقيتين. وقالت الوزارة في بيان لها: إن «طائرات التحالف الدولي وجهت ضربات جوية موجعة لتنظيم داعش الإرهابي قرب مدينتي الموصل والرمادي». وأوضحت أن الضربات أسفرت عن تدمير مراكز قيادة وسيطرة تابعة للتنظيم الإرهابي، فضلًا عن تدمير عدد من مخازن الأسلحة وأماكن تجمعات الإرهابيين. كما أعلنت عمليات الأنبار العسكرية الخميس عن تحرير مناطق متفرقة من سيطرة تنظيم داعش شرقي قضاء الرمادي مركز محافظة الأنبار. وقال مصدر في قيادة العمليات لوكالة الأنباء الألمانية: إن قرى البوجليب والبوعيادة شرقي الرمادي مركز محافظة الأنبار تمت استعادة السيطرة عليهما من قبل القوات الأمنية والعشائر وطرد تنظيم داعش في معارك اندلعت امس بين الطرفين. وأضاف إن القوات الأمنية قامت بالتحصن في الدوائر الرسمية والحكومية ورفع العلم العراقي بدلًا من علم تنظيم داعش بعد سقوط العشرات من عناصر التنظيم بين قتيل وجريح. كما ذكرت الشرطة العراقية الخميس أن 39 من عناصر داعش ومتطوعي الحشد الشعبي قتلوا وأصيب 12 وآخرون واعتقل ثلاثة خلال قيام القوات العراقية بتعقب مسلحي داعش المختبئين في مناطق متفرقة من محافظة صلاح الدين. وقالت المصادر: «إن القوات العراقية من الجيش والشرطة وجهاز مكافحة الإرهاب ورجال العشائر واصلوا الخميس عمليات تعقب مسلحي داعش في المناطق المحررة في العلم وتكريت وضفاف نهر دجلة باتجاه منطقة المزرعة جنوبي بيجي ومنطقة جسر رميلات جنوبي سامراء، وتمكنت من قتل 35 من عناصر داعش واعتقال 3 من الفارين فيما لا يزال البحث عن فارين آخرين وخاصة في قضاء تكريت للقضاء عليهم وتنظيف المناطق من جميع المسلحين». وأوضحت المصادر أن هذه العمليات أسفرت عن مقتل أربعة وإصابة 12 من قوات متطوعي الحشد الشعبي. ضربات التحالف على صعيد آخر أعلن مصدر عسكري بارز في التحالف الذي نفذ ضربات جوية خلال عملية تحرير تكريت الثلاثاء أن الولاياتالمتحدةالامريكية تولت الدعم الجوي لكسر جمود العمليات لاستعادة المدينة من سيطرة داعش. وقال المسؤول لفرانس برس: «إن الدعم الجوي كان المفتاح الرئيسي في ذلك» في اشارة للهجوم وتحرير مدينة تكريت. وأضاف إن «هذا ما مكننا للعودة مع الوسائل (القوات العراقية) التي على الأرض، بالزخم الذي حقق هذا النجاح ضد الجهاديين الذين سيطروا على تكريت على مدى عشرة أشهر تقريبًا». وردًا على قدرة القوات العراقية قادرة على استعادة تكريت بدون هذا الدعم الجوي، قال المسؤول: «لكن ذلك ربما يتطلب وقتًا أطول». وقدم التحالف الدولي الذي يجمع 60 بلدًا بقيادة واشنطن الدعم الجوي في مناطق متفرقة من العراق منذ اغسطس 2014 للمساعدة في استهداف المتطرفين. بدأت القوات العراقية والجيش والشرطة وميليشيات شيعية ممثلة ب«الحشد الشعبي» مدعومة من إيران- عملية تحرير تكريت في الثاني من مارس. تمكنت القوات العراقية في غضون أسبوعين من تحرير المدن المحيطة بتكريت، لكنها تأخرت بعدها، وقال القادة: إن هذا الامر لتجنب وقوع ضحايا والاضرار بالبنى التحتية للمدينة. وبدأ التحالف الدولي في 25 من الشهر الماضي بتوفير دعم جوي بعد طلب قدمه العراق. وأعلن التحالف أنه نفذ أكثر من 36 ضربة جوية لتحرير المدينة. وعلق قادة المليشيات الشيعية مشاركتهم في الهجوم على تكريت ردًا على تلك الضربات الجوية، الأمر الذي رحب به التحالف. لكن الفصائل الشيعية متواجدة وبشكل كبير في تكريت. وأعلنت الحكومة العراقية الانتصار على مقاتلي داعش في تكريت يوم الأربعاء وقالت: إن جيوب مقاومة صغيرة فقط ما زالت باقية. وعرض التلفزيون الحكومي لقطات لرئيس الوزراء حيدر العبادي يرافقه قادة من الجيش والشرطة والمحافظ وقادة ميليشيات شيعية مسلحة وهم يسيرون في تكريت ويرفعون علم العراق. وقال العبادي: «الحمد لله الخسائر نسبيًا قليلة، والبعض تكلم عن تأخير الهجوم. الهجوم لم يتأخر، لكن كانت هناك تحضيرات لتقليل الخسائر والحمد لله تمكنا من أن ندخل المدينة بخسائر قليلة. قدمنا شهداء». وكان المتشددون قد استولوا على المدينة التي تبعد نحو 140 كيلو مترًا إلى الشمال من بغداد في يونيو الماضي أثناء اجتياحهم معظم الأراضي السنية بالعراق وتغلبهم على الجيش الذي كان يعاني من الاضطراب وتدني الروح المعنوية. وتعهد العبادي بطرد داعش من الأراضي العراقية التي ما زالت تسيطر عليها والتي تضم معظم الأراضي السنية في العراق بما في ذلك محافظة الأنبار في الغرب ومعظم محافظة نينوى إلى الشمال.