حراك مدروس في اللجنة الأولمبية السعودية يحاكي النظرية والتطبيق بعد أن عانت ألعابها وشرائحها وبنك أهدافها بالصخب نظريا والإهمال تطبيقيا. والمتتبع لقطار أولمبية عبدالله بن مساعد من اجتماع الخبر لورشة الاتحادات الرياضية في شاطئ نصف الغروب يدرك أن زمن الكلام قد انتهى إلى غير رجعة، وزمن العمل لإعداد أبطال أولمبيين عبر برامج واقعية طرق بابه بخارطة طريق واضحة المعالم ليس فيها حبر على ورق فقط أو رؤية عابرة بدون متابعة وتطبيق. لقد عانينا خلال السنوات الماضية من كثرة الكلام والنظريات التي لم تجد نفعاً ولم تفرق بين الجيد والرديء؛ لأنها ببساطة لم تجد طريقها إلى التطبيق العملي مما آخّرنا لسنوات عن الآخرين، لكن أن تأتي متأخراً أفضل من ألا تأتي أبداً. الجميع يتحرك على قدم وساق ويسابق الزمن، وأصبح الاهتمام جليًا بالالعاب الفردية والمختلفة، وبمعنى أدق دخل الاهتمام حيز التنفيذ الفعلي من خلال استقطاب أبطال عالميين يقدمون تجربتهم تحت أنظار صناع القرار، ومن الأهمية بمكان استشعار الحالة الايجابية لهذا الحراك وعدم العودة للوراء بتضخيم الصعوبات والعراقيل لتحقيق الأهداف المعلنة. ما هو مطلوب في المرحلة الراهنة اقتلاع الثقافة القديمة التي تجعل مسألة وجود بطل أولمبي سعودي في التظاهرات الرياضية الكبيرة في خانة المستحيلات، وأن تجربة هادي صوعان في أم الألعاب والعيد في الفروسية في أولمبياد سيدني (رمية من غير رامٍ) وهي ثقافة المثبطين الذين لا يرون عالم الرياضة إلا بالنظارة السوداء. المسألة بالطبع ليست سهلة ولكنها في نفس الوقت ليست مستحيلة، بل إن البوادر في بعض الألعاب الفردية منها والجماعية تعطي الضوء الأخضر للتمسك بنظرية التواجد السعودي المنجز في الأولمبياد والوصول للعالمية، ولعل إنجازات القوى السعودية في الفئات السنية على المستوى القاري والعالمي مشجعة ونافذة مطلة لتحقيق التطلعات الكبيرة والطموحات العالية، والفروسية مثال حي، ولعبة اليد شاهد عيان في الألعاب الجماعية. باختصار متى ما نجحت الأولمبية السعودية في وضع التصورات القابلة للتطبيق (ميدانيٍا) وأتبعت هذا العامل بتوفر المال عن طريق الرعاة، فإن نجاح مشروع البطل الاولمبي مضمون.