في اتحاد أم الألعاب، هناك خارطة طريق تعرف سيرها، وتتخطى العقبات التي تعترض طريقها وتبحث عن المبادرات، والأولويات، ولا تتوقف عند المحطات التي يطلق عليها الآخرون صعبة ومستحلية؛ لأنها ببساطة ترسم لإستراتيجيتها ما يتواكب مع المرحلة زمانًا ومكانًا، ولا يرتضي مسيروها التغني بالماضي دون العمل للحاضر والتخطيط للمستقبل. إذا كانت خطوة المدارس لاكتشاف المواهب في سن مبكرة للاستفادة منها في المستقبل فإن اتحاد القوى هو الآخر من أكثر الاتحادات التي استفادت من المواهب العسكرية، بل هو الاتحاد الذي عقد شراكة فعلية مع القطاعات العسكرية لجعل المواهب الجديدة تتمتع بالأمن الوظيفي من جانب، والاستفادة من المواهب الكبيرة في القطاعات العسكرية من جانب أخر. لم ينم هذا الاتحاد على وسادة فضية «صوعان» في أولمبياد سيدني، أو برونزية «شداد» العالمية، أو وفرة الميداليات الآسيوية، بل حاول مرارًا وتكرارًا صناعة لعبة مبنية على أسس متينة، تؤسس لإنتاج أبطال بطريقة التتابع بحيث لا تنقطع الإنجازات على كافة المستويات. تلك الإستراتيجية نجحت خليجيًا، وعربيًا وقاريًا بدليل أن الكثير من إنجازاتها لم يعد طموحًا يتغنى به اتحاد اللعبة، فالتطلعات أصبحت عالمية ودولية بدرجة امتياز. ولأن اتحاد القوى لا يعرف التثاؤب في حراكه المستميت للوقوف على قدميه دون اهتزاز لا سيما أن الكثير من الأندية معدومة الاهتمام بهذه اللعبة، بل هناك أندية لا توجد أم الألعاب في أجندتها، فقد أوجد مبادرات لتفعيل مسابقاته المحلية، ورعاية شركة «موبايلي» للبطولة المفتوحة لألعاب القوى لأفضل المستويات للدرجات الثلاث (عموم وشباب وناشئين) هي غيض من فيض لاتحاد يرمي الحجر في المياه الراكدة، فهو من الاتحادات التي بدأت تشق طريقها لرعاية ألعابها ومسابقاتها؛ لتواكب العصر الحديث الذي أضحى فيه المال عصب "الرياضة" والتطوير. الحقيقة أنني لم أستغرب من الخطوة الناجحة التي قادها «نواف بن محمد» رئيس اتحاد ألعاب القوى مع شركة موبايلي، فهو الوحيد تقريبًا من رؤساء الاتحادات في الألعاب الفردية، والجماعية الذي نهض بالتنسيق الفعال مع «وزارة التربية والتعليم» لاكتشاف المواهب حتى أصبحت منافسات بطولة المدارس في أم الألعاب محطة لاكتشاف مواهب أصبحوا فيما بعد أبطالًا للمملكة والخليج والعرب، والأسماء كثيرة لا يسع المقام لذكرها بمعنى آخر هو من حول النظريات على الورق إلى واقع. وإذا كانت خطوة المدارس لاكتشاف المواهب في سن مبكرة للاستفادة منها في المستقبل فإن اتحاد القوى هو الآخر من أكثر الاتحادات التي استفادت من المواهب العسكرية، بل هو الاتحاد الذي عقد شراكة فعلية مع القطاعات العسكرية لجعل المواهب الجديدة تتمتع بالأمن الوظيفي من جانب، والاستفادة من المواهب الكبيرة في القطاعات العسكرية من جانب أخر. وهذه العملية التكاملية نجحت في جلب العديد من المواهب لأم الألعاب لأنها حققت ما يسمى شبه (احتراف). لكنني ومع كل النجاحات التي حققها هذا الاتحاد لا سيما الدولية، والأولمبية فإنني أرى أن اعتماد اللعبة على الطريقة التقليدية وهي المنافسات والمسابقات بين الأندية طريقة غير مجدية بتاتًا لصناعة نجوم أولمبيين لسببين رئيسيين:الأول أن اهتمام الأندية معدوم، والميزانيات غير متوفرة، والمدربين غير مختصين، والسبب الثاني الإقبال من قبل النشء والناشئين على اللعبة في الأندية ضعيف للغاية، وبالتالي ستكون هناك ندرة في المواهب، والحل هو الاعتماد على المراكز الكبيرة في مناطق المملكة وهذا ما هو معمول به في الدول المتقدمة لأم الألعاب طالما أن الجامعات لا تؤدي دورها في هذه المهمة.