بالأمس القريب.. كان للرياضة السعودية.. إنجازات آسيوية وعالمية في الألعاب الفردية.. الأولى لأم الألعاب في البطولة الآسيوية للكبار.. والثانية للعبة الكاراتيه على المستوى العالمي.. ومر هذان الحدثان فضائيا مرور الكرام.. وورقيا باستحياء.. حتى اللجنة الأولمبية المعنية بالحدث.. كانت غائبة عن الدعم الإعلامي للإنجازين الكبيرين..!!. لا أعرف السر وراء هذا الخمول الذي ينتاب إعلامنا تجاه ما يحققه نجوم الألعاب الفردية من إنجازات وانتصارات.. وإذا كان الجواب عدم وجود مختصين إعلاميين لهذه الألعاب.. فإنه عذر غير مقبول ونحن نعيش هذا الانفتاح عبر الشاشة الفضية التي تبث هذه البطولات على الهواء بوجود محللين مختصين يعرجون على كل صغيرة وكبيرة للأبطال والألعاب.. ولكن نقص الاهتمام واللامبالاة هو الجواب الحقيقي والتفسير المنطقي لذلك الخمول الذي يصل لحد الغثيان في تجاهل الأبطال وإنجازات الألعاب التي تعتبر الحصان الأسود في الدورات الأولمبية التي عادتنا ما نخرج منها بخفي حنين..!! وا أسفاه على إعلام يهمل نجومه في أم الألعاب في بداية المشوار.. ويذبحهم من الوريد إلى الوريد في المناسبات الدولية والأولمبية.. ولعل ما يحققه نجوم القوى السعودية في هذه الفترة بالذات من إنجازات خليجية وعربية وقارية وعالمية في الفئات السنية وحتى الكبار على المستوى العالمي.. يعيدنا إلى زمن جميل لهذه اللعبة التي اقترنت بالذهب.. حتى سمي أميرها نواف.. بأمير الذهب.. ولكن ردة الفعل الإعلامية تجاه هذه البوادر سلبية للغاية.. لا سيما في تسليط الضوء على النجوم وأرقامهم..!! وأعتقد أن إنجاز لعبة الكاراتيه الأخير.. هو إنجاز يستحق التوقف عنده إعلاميا.. حتى نشعر أبطال اللعبة أن بإمكانهم مواصلة طريق الذهب حتى في الدورات الأولمبية..!! أم الألعاب السعودية.. ليست بحاجة لتطبيل قلمي.. ولا قائد ربانها.. بحاجة لكلمات المديح.. فهي لعبة فرضت نفسها بإنجازاتها.. وهو قائد يجيد العمل أكثر من الكلام.. والتعب أكثر من الظهور.. لكن ما استوقفني حقيقة هو عودة ذاكرتي إلى نهاية أولمبياد أثينا عام 2008م.. والنياحة الإعلامية التي كانت تسير عليها أقلام الغفلة في تصويب سياط النقد بحق وبدون وجه حق في مواقف عديدة للعبة ونجومها.. وبحثت عن الكثير منها في ظل إنجازات الفئات السنية حاليا وبروز مواهب تحمل أرقاما قريبة جدا من العالمية.. لكن لا حس ولا خبر لها على ثرثرة الهواء.. وأخبار الصحف..!! وأعتقد أن إنجاز لعبة الكاراتيه الأخير.. هو إنجاز يستحق التوقف عنده إعلاميا.. حتى نشعر أبطال اللعبة أن بإمكانهم مواصلة طريق الذهب حتى في الدورات الأولمبية..!! وحتى نضع النقاط على الحروف.. فإن البطل السعودي يبدع في المنافسات العالمية على مستوى الناشئين.. ويحقق حتى الميداليات الذهبية.. لكنه يخفق في الكبر والسبب هي أن البيئة الاجتماعية والثقافية والتعليمية لا تساعده على المواصلة.. بسبب المعوقات الكثيرة التي تعترض طريقه.. وبسبب التجاهل الإعلامي أيضا..!!. مقارنة تعامل الإعلام مع الألعاب الفردية والجماعية متناقض في حالة الإنجاز والإخفاق.. وهذه الحالة التناقضية لا يمكن أن تشكل حالة من المصداقية عند المهتمين بهذه الألعاب على كافة الأصعدة..!!. نعم.. صعب جدا بناء بطل سعودي أو خليجي أو عربي في الألعاب الفردية.. لأن الأمر ليس مرتبطا فقط باللاعب والنادي واتحاد اللعبة.. بل هو ارتباط مجتمعي ثقافي رياضي تعليمي.. وكنت وما زلت أكرر أسطوانة دفع الجامعات الأمريكية والروسية والأوروبية لأي موهبة تبادر لتحقيق أي نوع من الإنجازات.. تشجع وتسهل أموره وبرامجه الدراسية.. ويحصل على مكافآت وسكن مجاني.. أما الموهبة لدينا في السعودية أو الخليج أو في الجامعات العربية.. فيوضع لها العراقيل ويخصم من الطالب درجاته ومكافآته إذا التحق بالمعسكرات والبطولات وما أشبه.. وهذه المقارنة تفسر لنا ببساطة عدم قدرتنا على بناء بطل أولمبي عالمي إلا ما ندر..!! تويتر @essaaljokm