رفض رئيس البرلمان الليبي المنتخب، الاتفاق المنبثق عن الحوار الليبي الذي احتضنته الجزائر في العاشر من مارس الحالي، مشيرا إلى أن حوارا سيجري بين قبائل ليبية بدلا عن حوار الجزائر، وأكد خبراء في هندسة الألغام وضباط ليبيون، أن الطائرات الحربية التابعة للواء خليفة حفتر استخدمت قنابل عنقودية لقصف مواقع مدنية وعسكرية في غرب البلاد، وذلك بعد أن نشرت منظمة هيومن رايتس ووتش تقريرا يوثق استخدام تلك القنابل. واستهدفت طائرة "مجهولة" أمس محيط المدرج الرئيسي لمطار قاعدة معيتيقة الجوية الذي تعتمده السلطات الحاكمة في طرابلس. وقال المتحدث باسم أجهزة المطار، فوزي الميلادي لوكالة فرانس برس: "شنت طائرة مجهولة غارة استهدفت صباح أمس، محيط المدرج الرئيسي لمطار معيتيقة، من دون أن تلحق أي أضرار بالمدرج". وأضاف، أن "حركة الطيران لم تتأثر ولا تزال الرحلات تسير بشكل طبيعي". وبحسب الميلادي، فإن المطار يسير حاليا رحلات من وإلى إسطنبول، ومالطا، ونيامي، والخرطوم، إلى جانب رحلات داخلية إلى مطاري طبرق والأبرق شرقا. ووقعت الغارة التي استهدفت قاعدة معيتيقة قبيل جولة محادثات جديدة بين طرفي الأزمة في المغرب، لبحث إمكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية تعمل على إنهاء الفوضى التي تعيشها ليبيا منذ إسقاط النظام السابق عام 2011. وأكد خبراء عسكريون تابعون لقوات فجر ليبيا المناوئة لحفتر في مدينة ازوارة بأقاصي الغرب الليبي، استهداف معسكراتهم بقنابل عنقودية وفوسفورية وصفوها بالكارثة التي يمتد أثرها إلى الأجيال المقبلة. وقال المقدم فتحي الهوش، خبير الهندسة العسكرية بالمركز الليبي لإزالة الألغام: إن هذه القنابل تحتوي على مواد سامة وجرثومية تظهر آثارها بعد فترة من الزمن. وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش، قد نشرت تقريرا أعلنت فيه استخدام قوات حفتر لقنابل عنقودية وصفتها بالمحرمة دوليا العام الماضي، وأظهر التقرير وجود مخلفات من هذه القنابل في محيط قاعدة الوطية الجوية، وفي منطقة بن جواد ومدينة سرت. وقال علي الحاسي، المتحدث الرسمي باسم حرس المنشآت النفطية الموالي لحفتر: "نؤكد أن مثل هذه القنابل لا توجد في أي معسكر في شرق البلاد، وأنها موجودة في معسكرات تحت سيطرة عصابات مصراتة وما يسمى بفجر وشروق ليبيا الإرهابية". وفي السياق، أعلن رئيس البرلمان الليبي المنتخب، عقيلة صالح قويدر، رفض الاتفاق المنبثق عن الحوار الليبي الذي احتضنته الجزائر في العاشر من مارس الحالي، بحسب صحيفة الخبرالجزائرية. وأحدث تصريح قويدر ردود فعل كثيرة في الجزائر، بعدما سبق له أن صرح بأنها "الأصلح والأقدر لحل الأزمة الليبية". ووصف قويدر موقف الجزائر، في مقابلة على القناة المصرية "سي. بي. سي"، ب "الضبابية واللون الرمادي"، قائلا: "سنطلق حوارا بين قبائل ليبية بدلا عن حوار الجزائر". وقال: "في ظل المواقف الدولية تجاه الأوضاع في ليبيا، الغريب هو موقف الجزائر، ففي العاصمة الجزائرية استقبلتنا بشكل رسمي، لكن بعد فترة حدث موقف رمادي. وموقف الجزائر للأسف رغم علاقاتنا التاريخية النضالية تبدل بعض الشيء". واعتبرت الصحيفة أن رئيس البرلمان الليبي "تخلى عن التزامه مع الجزائر التي زارها نهاية السنة الماضية، بدعم الحوار الذي كانت آنذاك تحضر له بغية جمع أطراف الأزمة، وإقناعها بالحل السياسي". في المقابل، كان صالح قويدر قد صرح بأن "هذه كلمة أي الحل السياسي حق يراد به باطل، فلا يوجد في ليبيا خلاف سياسي، وهي فكرة يرددها الغرب، لأننا في خلاف مع جماعات إرهابية ولا نعارض الحوار والمصالحة، لكن لدينا ثوابت، فنحن نريد حكومة وحدة وطنية، لكننا نؤكد على الشرعية، حيث يجب أن يكون النواب هم من يختارون هذه الحكومة". وتابع قويدر: "أما الحوار في الجزائر بالتحديد، فهو بين أشخاص لا يمثلون الحكومة ولا النواب، ونحن مجتمع قبلي ولا توجد لدينا قيادات سياسية، ستكون هناك لقاءات بين قبائل الشرق ثم اجتماع مع قبائل الجنوب ومن ثم الغرب، ونحن نرى أن الليبيين هم الأجدر بحل مشاكلهم، ونرحب بكل مساعدة في إجراء حوار في الجزائر، لكن الأطراف المدعوة ليست مخولة".