زار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ولي عهد أبو ظبي، الجزائر أمس، تلبية لدعوة من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وأفيد بأن الزيارة تناقش مسألة تحديد الأطراف الليبية المدعوة إلى حوار بعد أيام، يفترض أن تستضيفه الجزائر التي واصلت التكتم على هوية المدعوين. وكان في استقبال الشيخ محمد بن زايد في مطار هواري بومدين، رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح ورئيس الحكومة عبد المالك سلال وعدد من المسؤولين الجزائريين، ورافق ولي عهد أبوظبي وفد مهم ضم الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية الإماراتي. وأعلنت الرئاسة الجزائرية أن الزيارة تأتي «في إطار حرص البلدين الشقيقين على تمتين أواصر الأخوة والتعاون وتعزيزهما في المجالات كافة». لكن يرجح أن تتناول محادثات المسؤولين الإماراتيين، التحضيرات الجزائرية لاستضافة الحوار الليبي، واهتمام الإمارات بمعرفة التوجه الجزائري بالنسبة الى الأطراف المدعوة للحوار، فيما يدور سجال في الأوساط الليبية حول احتمال توجيه دعوات الى مسؤولين في النظام الليبي المنهار، من بينهم قادة تولوا مسؤوليات خلال سنوات حكم معمر القذافي. وردّت الحكومة الجزائرية سابقاً بأن المدعوين مجرد نواب منتخبين في البرلمان الليبي، من دون أن تحدد هويتهم أو الأحزاب التي ينتمون إليها. وتروج أوساط مقربة من وزارة الخارجية الجزائرية، إلى أن الحوار سيكون جامعاً وشاملاً، وأن الجزائر ناقشت مع الأممالمتحدة لائحة الدعوات، لاستبعاد أسماء قادة ميليشيات تشكل عائقاً أمام استتباب الأمن والاستقرار في ليبيا. كما يتطلب ذلك استبعاد بعض القوى الرافضة الحوار أو تلك المصنفة «ميليشيات». وأفادت مصادر بأن الجزائر وضعت «خريطة طريق» للحوار الليبي بالتنسيق مع المجتمع الدولي، خصوصاً دول الجوار الليبي، واستقبل عبد القادر مساهل نائب وزير الخارجية الجزائري المكلف بالشؤون المغاربية والأفريقية، الخميس الماضي السفيرة الأميركية في ليبيا ديبورا جونز مبعوثةً خاصة من واشنطن، وكذلك المبعوث الخاص لرئيس الوزراء البريطاني إلى ليبيا جوناثان باول، إلى جانب رئيس بعثة الأممالمتحدة في ليبيا بارناردينو ليون. وصرحت السفيرة الأميركية بأنها أجرت «حواراً مثمراً وإيجابياً حول المسألة الليبية التي تعني البلدين وكيفية دعم تسوية هذه الأزمة». واعتبرت الجزائر أن النقاشات التي أثيرت بشأن دعوة قادة ميليشيات مسلحة إلى الحوار «مجرد سجال هامشي». وقال مصدر بارز في وزارة الخارجية ل «الحياة» إن «فكرة الحوار الجزائري أرفع من هذه النقاشات، وهو يستهدف بناء الدولة العميقة في ليبيا من خلال مصالحة حقيقية». وقال مبعوث الأممالمتحدة إن «الجزائر تملك تصوراً ومعرفة ومبادرة تعد الأفضل من أجل حل في ليبيا»، وأبدى ثقته بأن الجزائر تضطلع بدور مهم جداً في تسوية الأزمة الليبية البالغة التعقيد، والتي تتطلب مساهمة كافة الفاعلين الدوليين الكبار». في غضون ذلك، دعت الخارجية الأميركية أمس، إلى وقف شامل لإطلاق النار في ليبيا في ظل الاشتباكات التي تشهدها بنغازي ومنطقة جبل نفوسة (غرب). وحضت الناطقة باسم الخارجية الأميركية جين بساكي، كل الأطراف المتصارعة الى الدخول في حوار سياسي بناء من أجل التوصل إلى تسوية للأزمة التي تواجه البلاد. ورداً على سؤال عما تردد عن شن طائرات مصرية غارات على مواقع في بنغازي، قالت بساكي إن» الولاياتالمتحدة اطلعت على مثل تلك التقارير، غير أنها لا تملك أي معلومات تؤكد ذلك». الوضع الميداني يأتي ذلك غداة اشتباكات دموية في بنغازي خلال «الانتفاضة المسلحة» التي دعت إليها قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر السكان، ضد الميليشيات الإسلامية. وحتى امس، لم تتمكن قوات حفتر من تحقيق هدفها باستعادة بنغازي أو السيطرة عليها، فيما أكدت مصادر «مجلس شورى الثوار» سيطرتها على آخر معسكرين مؤيدين لحفتر، وهما «معسكر 204 دبابات» و«معسكر 21 صاعقة». وواصل الطيران التابع لحفتر قصف أهداف في المدينة، فيما حافظ خصومه على مواقعهم في محيط منطقة بنينا قرب المطار. وفي الجبل الغربي، استمرت المواجهات في ككلة بعد محاولة مقاتلي الزنتان اختراق مواقع حساسة لقوات «فجر ليبيا» التي صدت هجماتهم. وسقط قتلى مدنيين في ككلة جراء قصف الزنتان. واستعاد مقاتلو «فجر ليبيا» مواقعهم في منطقة بوشيبة والوادي الحي بعد تراجعهم منها بسبب عملية التفاف قامت بها قوات الزنتان و «جيش القبائل»، وانتهت اشتباكات دموية في منطقة بئر الغنم بين قوات ورشفانة و «فجر ليبيا»، التي تمكنت من السيطرة على المنطقة.