أكد مدير جامعة الملك فيصل الدكتور عبدالعزيز بن جمال الدين الساعاتي أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حين يتحدث تصغي إليه القلوب قبل المسامع؛ لأنه حديث القلب الكبير لمحبيه، ولذا قال- يحفظه الله-: «أتحدث معكم من قلب يحمل لكم كل المحبة والإخلاص»، ونحن يا خادم الحرمين الشريفين نستمع إليكم بقلوب تفيض بالحب والولاء لقيادتكم الرشيدة، ونتطلع متيقنين أن توجيهاتكم السديدة ستحملنا إلى الغد الواعد المشرق المزدهر بإذن الله تعالى. لقد حملت كلمة الملك- رعاه الله تعالى- الضافية مضامين سامية استفتحت باعتزاز القيادة وتمسكها بدعائم الدولة التي أسسها المغفور له- بإذن الله تعالى- الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-، والمستمدة من هدي الشريعة الإسلامية الغراء، وما تحقق بفضل الله جل شأنه من تنمية وتطوير منذ إشراقة التأسيس إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود- يرحمه الله-، مؤكدًا أن الدولة ثابتة على منهجها، وعقيدتها، محافظة على أصالة مجتمعها ومكتسباته، معتزة بما حباها الله تعالى من شرف خدمة بيته العظيم، ومسجد رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، وفخورة بخدمتها للإسلام وقضايا المسلمين في كل أرجاء المعمورة. واستكمالا لمسيرة التنمية الشاملة المتكاملة والمتوازنة في مناطق المملكة، أكد- حفظه الله تعالى- ومن منطلق رحابة صدره، ومحبته لشعبه بأنهم محل اهتمامه ورعايته الخاصة دون تفريق، مؤكدًا حرص القيادة على التمسك بمبدأ العدالة لجميع المواطنين، وتحقيق تطلعاتهم، وأمانيهم المشروعة في إطار نظم الدولة وإجراءاتها، حاثًّا أصحاب السمو أمراء المناطق على استقبال المواطنين، والاستماع إليهم، وتأمين أسباب الراحة والرفاهية لهم. كما تناولت كلمته الضافية- أعزه الله تعالى- موقفه الحازم المحافظ على وحدة أبناء الوطن الواحد بالتصدي لكل أسباب الاختلاف، ودواعي التفرق، والتصنيف، وأشار- حفظه الله- إلى دور الإعلام المنضبط بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف لدعم هذه الرؤية السامية، والساعية للحفاظ على الوحدة الوطنية. وفي إطار حرصه على ترسيخ مبدأ النزاهة ومكافحة الفساد وجّهَ- حفظه الله- في كلمته بمضاعفة الجهود للتيسير على المواطنين، والعمل على توفير سبل الحياة الكريمة لهم، والعمل على مراجعة الأجهزة الرقابية للقضاء على الفساد، وحفظ المال العام، وقد حملت الكلمة السامية ثقتها في الاقتصاد الوطني، وأن السنوات المقبلة ستكون حافلة بالإنجازات التي تعزز دور قطاعات الدولة جميعها، وتسهم في تطوير أدائها بحيث تكون خدماتها في متناول الجميع. وكان للتعليم نصيبه من كلمته- حفظه الله تعالى- حيث وجه في ضوء التكامل بين التعليم العام والعالي إلى التطوير، وتعزيز البنية الأساسية السليمة بما يضمن وجود مخرجات مؤهلة تلبي احتياج خطط التنمية وسوق العمل، داعيًا أبناءه وبناته بنداء الأب الحريص عليهم أن يستثمروا هذه الإمكانات التعليمية التي سخرتها الدولة لينهلوا العلم في أرقى الجامعات الداخلية والخارجية، مؤكدًا حرص القيادة على توفير فرص العمل بما يكفل لهم الحياة الكريمة، محملا القطاع الحكومي والخاص المسؤولية المشتركة لتحقيق ذلك. وكان حديثه- رعاه الله تعالى- عن سياسة الدولة الخارجية يمثل الوجه المشرق للمملكة الملتزم بتعاليم الدين الحنيف، والداعي للمحبة والسلام في ظل الالتزام بالاتفاقات والمواثيق الدولية، والدعوة الصادقة لتحقيق التضامن العربي والإسلامي، وتحقيق الأمن والاستقرار في العالم، والالتزام بنهج الحوار وحل الخلافات بالطرق السلمية، والتصدي لظاهرة التطرف والإرهاب.