بين المحبة والأمنيات بدأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - حفظه الله - كلمته الضافية الوافية، وكان استدعاء قيمة تأسيس هذه البلاد بعد توفيق الله على يد المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وفاءً كريما نطرب لسماعه كتاريخ مجيد.. وتكرم - حفظه الله - بالتأكيد على إرساء قواعد هذا الوطن وتحقيق وحدتها وتنميتها وبنائها من خلال اتباع الهدى، والتمسك بالشرع الحنيف، والحفاظ على قيم المجتمع الفاضلة.. ولا شك أن تكرار مثل تلك الرسائل في كل مناسبة هو مثار فخر واعتزاز تتقلده قلوبنا قبل عقولنا وننقله لأبنائنا بكل عزة وافتخار.. وتوجهت كلمته لكافة المواطنين فشملت مضامينها المعنى والقيمة، والشكل والمضمون، والحب والالتزام، والتوجيه والاحترام.. كما تضمنت تأكيدا فاخرا بمواصلته - حفظه الله - على مواصلة العمل المثمر، والتنمية المستدامة الشاملة والعادلة.. تنمية تتيح الفرص المتساوية لجميع المواطنين. وكان صوته - حفظه الله - مليئا بالود والإخلاص حين أكد على أن المواطن هو محل اهتمامه ورعايته بلا تفريق له أو استثناء دونه، وبلا فرق بين منطقة وأخرى، فكانت تلك الرسالة المهمة لأمراء المناطق الكرام الذين حضروا على عجل وبحب لسماع التوجيه بذلك وقلوبهم تردد السمع والطاعة والحب. لقد كان الملك سلمان - حفظه الله - عميقا في طرح فكرة التصنيف الاجتماعي والثقافي والذاتي الذي قد يسبب كثيرا من التعصب والفرقة، وتمزيق اللحمة الوطنية، والتأكيد على نبذه بعيدا، والتصدي له ولكل سبب يثير الاختلاف، أو التنافر بين مكونات المجتمع. وكان - حفظه الله ورعاه - حصيفا وحكيما حين بدأ بأول رسالة للإعلام ومنسوبيه للتبصر والتمعن بمصلحة الدين والوطن والمجتمع من خلال صنع أطر للتآلف والبناء وتقوية الروابط والوحدة الوطنية. واتجه - حفظه الله - بكلمته إلى زاوية الالتزام باستمرار التطوير والتحديث بمراعاة ما يتفق ودستور هذه البلاد الثابت، ومراعاة القيم الاجتماعية التي توثقنا بها .. فأثمر ذلك توجيها كريما من لدنه، وتأكيدا طيبا على جميع المسؤولين في كافة الشؤون سواء السياسية، او الأمنية، أو الاقتصادية، أو التنموية لتقديم خدمة المواطن الذي اعتبره خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - هو محور الاهتمام لديه، فاوجب وأوعز المسؤول بالمتابعة والرقابة والتطوير والارتقاء والنزاهة والمحاسبة، فكانت رسائل وتوجيهات تمثل تنظيما فكريا إداريا منضبطا بكل مقومات فن الإدارة السليمة. وتوجّه بخطابه الكريم إلى قضية حساسة ومهمة جدا وهي الأمن الذي أكد - حفظه الله - على أنه أساس في رخاء الشعوب واستقرارها، لذا فكانت رسالته - رعاه الله - هامة لكل أبناء الوطن بأنهم شركاء في تعزيز قيمة الأمن ودعم جهود الدولة في ذلك. ولن يسمح لأي أحد بالعبث بالوطن وشعبه ومقدراته؛ لذا حمل الخطاب رسائل ضافية للقطاع العسكري ودعمه باتجاه تحقيق ذلك. ومع أن واقع أسعار النفط متدنٍ متأرجح إلا أن خادم الحرمين الشريفين طمأن شعبه، بأن سياسة التوازن والفكر الاقتصادي السعودي يستطيع وضع الحلول والرؤى المناسبة، فكان منه أن أكد - رعاه الله - وبتفاؤل كبير أن الإنجازات والمشاريع مستمرة وبكل قوة. وكان تأكيد الملك - حفظه الله - على ضرورة الارتقاء بالخدمات الصحية وتسهيل مراجعتها والاستفادة منها. وكذلك ملف الإسكان، وتطمين الشعب على متابعة وضع الحلول العملية العاجلة لتوفير السكن المناسب للمواطن المحتاج. ولم يترك الملك - رعاه الله - ملف التعليم، فقد وجّه بتطويره تكامليا فيما بين العام والعالي، وأبدى حرصه - حفظه الله - على إيجاد فرص العمل وطالب القطاع الخاص ورجالاته بمشاركتها الفاعلة كمكوّن مهم في تنمية الوطن. ختام القول: مشاعر الملك - حفظه الله - وصلت قبل كلماته الكريمة فكان فيها العمق، والالتزام، والتوجيه، والقيمة، فكان قديرا جديرا، ومحبا لمن يخاطبهم.. ففي ثنايا هذه الكلمة الشاملة كان الإلمام حاضرا بقوة، فكان دليلا على أن الملك - رعاه الله - لم تغب عنه أي تفاصيل تخص الوطن والمواطن، فلم يترك أي اتجاه أو مجال إلا وتطرق إليه؛ مما جعلنا نشعر بسعادة غامرة أن الخير بفضل الله قادم في كل الاتجاهات. فشكرا يا ملكنا الكريم المحب لشعبه، وشكرا لرجالك المخلصين. * مستشار ومدرب إعلامي