هل فكرت يوما بالجلوس على كرسي مكتبك دون ضغط زر على كمبيوترك أو لمس هاتفك المحمول، ليبادر الجهاز بنفسه قراءة ما يجول في خاطرك ويفتح بريدك الإلكتروني ويستعرض لك الرسائل الحديثة قي صندوق الوارد؟. ربما يبدو هذا الأمر للبعض ضربا من الخيال ،لكن عجلة التطور التكنولوجي لا تعرف المستحيل وتتحرك بسرعة كبيرة تسبق الوقت للتعرف وقدرات المستخدمين في التعرف على المنتجات والاختراعات الجديدة. ويقول خبراء أن أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية والأجهزة اللوحية ستكون قادرة على قراءة العقول البشرية في المستقبل غير البعيد ،و يزعمون أن هذه التكنولوجيا سوف تكون التيار الرئيسي بعد بضع سنوات ، فالكثير من العلماء بدؤوا بمناقشة كيفية ربط دماغ الإنسان مع أجهزته ، مثل جهاز الكمبيوتر أو الهاتف الذكي ، لذا لا يستبعد مستقبلا أن يجيب هاتف شخص على المتصل بمجرد سماع رنينه ، حيث يستقبل الجهاز بدوره إشارات من عقل الإنسان للرد أو الرفض. أجهزة الكمبيوتر أصبحت قادرة على فهم لغة العيون ، فهناك فريق من العلماء في مجال تقنية المعلومات يعكفون على دراسة علمية تمكن الإنسان من استخدام العين البشرية لكتابة الرقم السري الخاص بالدخول إلى الحاسب الآلي دون الحاجة إلى استخدام لوحة المفاتيح.ويقول الخبير التقني عبدالرحمن القحطاني» يعتمد مستقبل تكنولوجيا المعلومات على مجالين سيساهمان في جعل الكمبيوتر يفهم ويلبي جميع طلبات المستخدم ويحاكي أفكاره وهما الشبكات العصبية والذكاء الاصطناعي، فالذكاء الاصطناعي «AI Artificial Intelligence» هو دراسة للسلوك الذكي لدى الإنسان وأحد أهدافه أن تفهم الأجهزة الذكاء البشري الطبيعي وأن ننتج الآلات والبرامج المفيدة والتي تحاكي الذكاء البشري، ولكن الذكاء الاصطناعي بحد ذاته ليس ذكاء حقيقيا ، أما الشبكات العصبية» Neural Networks NN « فهي عبارة عن نظام لمعالجة البيانات بشكل يحاكي ويشابه الطريقة التي تقوم بها الشبكات العصبية الطبيعية للإنسان أو الكائن الحي أي أنها تقنيات حسابية مصممة لمحاكاة الطريقة التي يؤدي بها الدماغ البشري مهمة معينة، ومكونة من وحدات معالجة بسيطة، حيث إنها تقوم بتخزين المعرفة العملية والمعلومات التجريبية لتجعلها متاحة للمستخدم. وتابع القحطاني» لا أستبعد مستقبلا إمكانية تشغيل أي جهاز في منزلي دون عناء ، أي بمجرد تفكيري في تشغيل جهاز المذياع، أو إذا أردت مثلا تشغيل التلفاز فسأستطيع عمل ذلك بمجرد التفكير في الموضوع دون أن أحرك ساكنا للوصول الى جهاز المذياع أو التلفاز ، فالعملية ربما تتم دون أن يضطر المستخدم إلى توجيه جهاز التحكم عن بعد نحوه، وعلينا تصور ما يمكن ان توفره قراءة الأفكار لشخص معاق فربما تعيد له الأمل في الحياة من جديد ،وذلك بتحريك إشارات الكترونية تساعده على أداء بعض المهام اليدوية سواء التحكم بالكمبيوتر أو قيادة السيارة والكتابة». من جانبه يرى سعيد العمودي الخبير في هندسة الكمبيوتر أنه رغم تقدم الخبراء خطوات هائلة في فهم المبادئ الأساسية لتوصيل عقل الإنسان مع أنظمة المعلومات والكمبيوتر إلا أن الأمر ليس سهلا لعدة أسباب منها أن دماغ الإنسان معقد للغاية حيث أن كل أفعاله وأفكاره هي عبارة عن إشارات كهربية ينتجها الدماغ ، ومع وجود 100 مليار خلية عصبية في دماغ الإنسان وكل خلية منها ترسل وتستقبل إشارات كهربائية عبر شبكة معقدة من التوصيلات ، فلا يمكن للكمبيوتر متابعتها جميعا، هذا بالإضافة إلى العمليات الكيميائية المتعلقة بعملية التفكير والتذكر والمشاعر ، كل هذا يجعل عمل الدماغ معقدا جدا. وتابع العمودي « من الصعوبات التي تواجه العلماء أيضا هي الإشارات الكهربائية الضعيفة والدقيقة ، حيث أن التغيرات في فرق الجهد تكون صغيرة جدا مما يجعل مراقبة الإشارات الكهربائية الصادرة بواسطة الدماغ عملية تحتاج إلى أجهزة فائقة الحساسية، كما أن الأجهزة المستخدمة في عملية الاتصال بين الكمبيوتر والدماغ في الأغلب أجهزة لا يسهل نقلها من مكان لآخر حيث يتطلب الأمر استخدام كمبيوتر وأسلاك توصيل ومجسات وغيرها «. فيما قال الأكاديمي شريف عمر « إن أجهزة الكمبيوتر أصبحت قادرة على فهم لغة العيون ، فهناك فريق من العلماء في مجال تقنية المعلومات يعكفون على دراسة علمية تمكن الإنسان من استخدام العين البشرية لكتابة الرقم السري الخاص بالدخول إلى الحاسب الآلي دون الحاجة إلى استخدام لوحة المفاتيح ويهدف العلماء من هذه الدراسة إلى استخدام نظام آلي يوضع على شاشة الكمبيوتر يعمل على إرسال أشعة تحت حمراء إلى وجه المستخدم للحاسب ، بحيث تؤدي إلى ظهور انعكاسات في العين التي تقوم بدورها باختيار الرقم السري الخاص من خلال التركيز على الحروف والأرقام الظاهرة على الشاشة أي بمعنى آخر أن تعمل على مشابهة آلية شاشات اللمس».