احترت كثيرا كيف ومن أين أبدأ هذه السطور.. كيف لا وأنا أرغب التعبير عن غيض من فيض من المشاعر لرجل كان لرحيله -قبل أيام- أثر كبير في نفسي شخصيا وفي نفس أهله وذويه وأصدقائه وأحبائه وكل من عرفه عن قرب.. إنه الرجل العصامي الذي اتخذ من الوضوح عنواناً لحياته وتعامله مع الناس، والحزم في آرائه والصدق ينبض بكل أفعاله.. إنه الرجل الكريم جار والدي وزميل العمل في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وصديق الأسرة، ووالد من حوله وحبيبهم.. إنه الشيخ ناصر بن محمد بن زيد آل سليمان.. ذلك الرجل الذي لن يفتقده أهالي نعجان فقط، بل كل من لامسهم سخاء خلقه وكرم معشره وطيب مقصده في فترة ما من فترات حياتهم سواء قصرت أو طالت.. كان رحيله مؤلما، وقد عزيت نفسي قبل أن أعزي أبناءه (محمد، عبدالعزيز، عبدالله، خالد، وزيد) وبناته، وأبناء عمهم (الشيخ عبدالله، محمد، وسليمان) في هذا الفقد الكبير، والذي لا نقول فيه إلا ما يرضي ربنا، وإن كنا على فراق أبي محمد لمحزونون.. حين ووري الثرى يوم الثلاثاء 28/ ربيع الآخر 1436ه، بعد أن صلي عليه -رحمه الله- في جامع نعجان الكبير بالخرج، ودعه جمع غفير رافقه إلى أن بلغ مثواه الأخير من الدنيا.. وعزاؤنا جميعا أن صيت الرجل من البعيد قبل القريب مليء -ولله الحمد- بالثناء والدعاء كلما أتى ذكره في مجلس محبيه، الذين لن ينسوه وقد وثقت سيرته بأحرف من ذهب في صفحات تاريخ أهل الخير والكرم والطيبة والمعاني الأصيلة والجميلة.. رحمك الله يا أبا محمد وأسكنك الفردوس الأعلى من الجنة وألهم أهلك وذويك ومحبيك الصبر والسلوان.. «إنا لله وإنا إليه راجعون».