أظهرت دراسة أجريت في جامعة فلوريداالأمريكية، أن البكاء أكثر فاعلية من أي دواء مضاد للاكتئاب متوفر في الأسواق، بعد تأكيد 88% من الأشخاص الذين أجريت عليهم التجارب أن البكاء ساعدهم على تحسين حالتهم النفسية والبدنية. وعلى عكس الاعتقاد السائد لدى البعض، بأن البكاء دليل على الضعف، يؤكد العلماء أن التعبير عن المشاعر بالبكاء يعزز الشعور بالقوة والقدرة على الوقوف في وجه التحديات والمصاعب، ولكن على الرغم من ذلك، كشف الباحثون أن البكاء قد لا يستطيع تخفيف حالتي التوتر والاضطراب اللتين تواجههما المرأة بعد انقطاع الطمث، فكثيرات سرعان ما يقعن فريسة للاكتئاب في سن اليأس ولا تجدي الدموع نفعا معهن. أوضح فريق من الباحثين الألمان، أن النساء في مقتبل عمرهن قادرات على التصدي للتوتر، وما يخلفه من أمراض نفسية قد تصل إلى حدود الاكتئاب المرضي في كثير من الأحيان، لكن بمجرد بلوغ سن اليأس تتراجع هذه القدرة بسبب الاضطرابات الشديدة التي تترافق مع هذه المرحلة العمرية الحساسة والهشة صحيا ونفسيا واجتماعيا. يقول الطبيب الألماني أوليفر وولف: إن هناك ثلاثة عوامل تؤثر بشكل مباشر في كيفية التعامل مع التوتر، وتتلخص في السن والجنس والإفرازات الهرمونية. وأفرزت نتائج الدراسة أن الرجال ينتجون نسبة أكبر من الكورتيزول عند الشعور بالضغط الشديد، في حين لم تتم ملاحظة هذا الارتفاع عند النساء الشابات، بينما في دراسة أخرى تبين أن مستوى الكورتيزول مرتفع عند النساء اللاتي تجاوزن سن الخمسين. ويشير الباحثون إلى أنه من أسباب قدرة المرأة على مقاومة الضغوط والتوتر، تعودها على اللجوء إلى البكاء كآلية مسكنة وطاردة للمشاعر السلبية داخلها، فيما أكدت نتائج دراسة أجريت مؤخرا ونشرتها صحيفة "الديلي ميل" البريطانية أن النساء يبكين أكثر من الرجال؛ نتيجة الاختلافات الهرمونية بينهما من ناحية، وضغوط المجتمع من ناحية أخرى. وقالت الدراسة: إن المرأة تبكي من 30 إلى 64 مرة في العام، بينما تتراوح مرات بكاء الرجل من 6 إلى 17 مرة، كما أشارت الدراسة أيضا إلى أن بكاء المرأة في المرة الواحدة يستمر وقتا أطول مقارنة بالرجل، وقد تصل إلى 6 دقائق كاملة، بينما لا يتجاوز بكاء الرجل دقيقتين أو ثلاث على الأكثر.