عكف علماء وباحثون على دراسة أسباب شعور المرأة بالاكتئاب بعد الولادة، وخلصت نتائج دراساتهم إلى أن هذا النوع من الاكتئاب يعزى إلى الهبوط السريع لهرمون البروجيستيرون في أجساد النساء بعد الولادة، حيث يهبط في غضون ثلاثة الى أربعة أيام بعد الولادة، حتى يعود إلى مستوياته الطبيعية. وأوضح الباحثون أنه خلال فترة الحمل ترتفع نسبة الأندروفين، المادة الطبيعية التي تعمل على تخفيف حدة التوتّر وتحسّن المزاج، وذكروا أنه بعيداً عن المشاكل الهرمونية، هناك العديد من الأمور التي تسهم في زيادة الاكتئاب بعد الولادة كصعوبة الحمل وعسر الولادة والمشاكل الزوجية والمشاكل المادية ومتطلبات الطفل الجديدة والشعور بالمسؤولية الزائدة، حيث تعاني الأمهات الجدد أعراض فقدان الشهية، والشعور بالتعب، وضيق النفس، وعدم القدرة على التركيز واتخاذ القرارات، والميل إلى الانعزالية، وعدم الرغبة في التواصل مع الآخرين والتوتر والبكاء من دون سبب. وتستمر هذه الحالة ثلاثة أسابيع، وقد تمتد إلى بضعة أشهر. ويقول دكتور جيمس سيفالوس طبيب المركز الصحي في سان يازيدرو، إن اكتئاب الأم بعد الولادة من الأمور الطبيعية، التي تختفي تدريجيا مع الوقت، وتكمن المشكلة في أن النساء اللواتي يصبن بهذا الاكتئاب يشعرن أيضاً بالذنب تجاه طفلهن؛ لأنهن لا يستطعن القيام بوظائف الأمومة على الوجه الأكمل. وتوضح الدراسات أن النساء اللاتينيان والمكسيكيات، هنّ الأكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب خلال فترة الحمل، وقد تطول لفترة ما بعد الولادة.