المعروف والشائع أن ممارسة الرياضة تمنح الفرد منا الصحة والعافية وتزيد من قدرته على مواصلة عمله وممارسة نشاطاته اليومية، ولكن الجديد هنا هو أنها تساعده أيضاً في التخلص من العدوانية بشكل كبير وترك أسلوب العنف بل والحصول على حالة نفسية أفضل، من خلال ما تقوم به من رفع الروح المعنوية ومضاعفة الشعور بالثقة والإقبال على الحياة. فقد كشفت دراسة علمية حديثة أن المراهقات اللواتي يمارسن الرياضة يقل عنفهن، ولكن هذا الأمر لا ينطبق على الذكور بشكل كبير. وخلال الدراسة، حلل العلماء نتائج استطلاع أجري في العام 2008 بين 1312 تلميذاً في 4 مدارس ثانوية في نيويورك، وسئل التلاميذ عن ممارستهم للرياضة، وإن كانوا قد حملوا سلاحاً خلال الشهر الأخير أو دخلوا في قتال جسدي أو ضمن عصابة السنة الأخيرة. وقد أظهرت الدراسة أن الإناث اللواتي يمارسن الرياضة بانتظام هن أقل عرضة لخطر التصرف بسلوك عنيف، حيث ظهر أن اللواتي يمارسن الرياضة أكثر من 10 أيام في الشهر، تقل لديهن احتمالات الانضمام لعصابات، كما ظهر أن اللواتي ركضن آخر مرة لمدة تزيد عن 20 دقيقة قلت لديهن احتمالات حمل السلاح. وفي سياق متصل، أثبتت دراسات حديثة أخرى أن ممارسة الرياضة هي أهم وسائل المراهقين للشعور بالراحة النفسية والرضا وأكثر الطرق فاعلية للتخلص من التوتر العصبي والقضاء على القلق والاكتئاب. وقد شارك في تلك الدراسة حوالي 250 شاباً وفتاة في سن المراهقة بهدف التوصل إلى مدى تأثير ممارسة الرياضة على الحالة النفسية للشباب في هذه المرحلة العمرية. وتبين من خلال البحث أن نسبة هرمون الكورتيزول، وهو هرمون يتحكم في إشعار المرء بالراحة النفسية، تنخفض عند ممارسة الرياضة. وقد خرجت الدراسة بنتيجة شبه مؤكدة تفيد بأن الأطفال الخاملين ترتفع نسبة الكورتيزول عندهم، وهو ما يتجلى في تعرضهم لحالات من الاكتئاب والإحجام عن اللعب مع الأطفال في مرحلتهم العمرية، أما عند الأطفال النشطين فتنخفض نسبة الكورتيزول عندهم، وهذا يفسر إقبالهم على الحياة ورغبتهم في الانطلاق وحسهم المرح. ويكمن سبب تأثير الرياضة على الشعور بالرضا والسعادة في قدرتها على تحسين عملية تدفق الدم إلى المخ وعلى تنشيط إفراز المواد الهرمونية التي تنشط الذاكرة وتزيد من روح المرح والسرور وتضاعف القدرة على استعادة التركيز عند التعرض للضغوط الخارجية. وأخيراً، أكد الخبراء على أن هناك تمرينات رياضية مؤكدة النتائج وسهلة في ممارستها ولا تأخذ الكثير من الوقت والجهد وتساهم في الشعور بتحسين المزاج إلى حد ما، وهي: - التنفس بعمق: حيث يشعر من يعاني الاكتئاب أحيانا بضيق في التنفس، وقد يشعر باختناق؛ لذا ينصح في تلك الحالات أخذ نفس عميق للشعور ببعض الراحة واستعادة الهدوء. - مد الجسم: فمد الجسم في أوقات التوتر يساعد عضلات الجسم على الاسترخاء بعد حالة الانقباض التي تتعرض لها.