كشفت مصادر من المعارضة السورية، السبت، عن احتدام المعارك على جبهة العاصمة دمشق وريفها، وذلك بالتزامن مع استمرار المواجهات بين أطراف النزاع في مناطق متفرقة من البلاد. واشتعلت المعارك في بعض أحياء دمشق، لاسيما في حي جوبر حيث نجحت المعارضة التي تسيطر على المنطقة، في صد هجوم جديد للقوات الحكومية، حسب "اتحاد تنسيقيات الثورة". وأضاف الاتحاد المعارض أن دبابات الجيش السوري عمدت إلى قصف حي جوبر وسط اندلاع اشتباكات "عنيفة" على تخومه، مشيرا إلى امتداد المعارك إلى أحياء القدم والعسالي والماذنية. من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن القوات الحكومية قصفت بلدة الطيبة في الريف الغربي لدمشق، في وقت اندلعت المواجهات بين الجيش والمعارضين قرب مقر المخابرات بحرستا. كما استهدف القصف المدفعي مدينة المعضمية بريف العاصمة، حسب الناشطين، الذين أشاروا أيضا إلى أن القوات السورية قصفت بمدفعية الهاون مدينة دوما، دون ورود معلومات عن سقوط ضحايا. وفي محافظة إدلب التي كانت قد شهدت في الأيام الماضية سقوط مقرات للجيش بيد المعارضين، شن الطيران الحكومي غارات على مناطق واقعة قرب مدينة خان شيخون، طبقا لمعلومات المرصد. وأكد ناشطون في المعارضة أن مواجهات متفرقة اندلعت بين القوات الحكومية وفصائل مسلحة في معظم المناطق الساخنة في سوريا، خاصة في محافظات حلب ودرعا ودير الزور وحمص. إعدام على صعيد آخر، قام تنظيم داعش بإعدام شخص علنا في شمال سوريا بعد اتهامه بوضع اجهزة تعقب لتوجيه سلاح جو الجيش النظامي، كما افاد مركز سايت الاميركي المتخصص في رصد المواقع الالكترونية الجهادية السبت. وبث المركز شريط فيديو للمجموعة المتطرفة، ظهر فيه رجل مقيد على صليب على سقف سيارة يسير امامها عدد كبير من الاشخاص. ثم اظهرت صورة ثابتة احد عناصر التنظيم وهو يقف خلف الرجل مسلطا سكينا على حنجرته. ولم تظهر عملية الاعدام التي جرت في ريف حلب (شمال)، بحسب الموقع، في الصورة. وأكد التنظيم أن 190 شخصا قُتلوا خلال الغارات التي شنها سلاح الجو النظامي بفضل المساعدة التي تلقاها من هذا الرجل الذي اتهمه التنظيم بزرع أجهزة تعقّب. وكثّف الجيش النظامي، خلال اكتوبر ونوفمبر غاراته على المناطق التي يسيطر عليها التنظيم وعدد من مسلحي المعارضة. وقُتل أكثر من 500 مدني سوري في نحو ألفي غارة نفّذتها طائرات النظام السوري، واستهدفت مناطق مختلفة في سوريا في نحو اربعين يوما، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. واستهدفت الغارات خصوصا في 25 نوفمبر مدينة الرقة (شمال)، معقل التنظيم في سوريا مما اسفر عن مقتل 95 شخصا. كما استهدفت الغارات الجهاديين في ريف حلب التي يسيطر التنظيم على جزء واسع فيها. اعتقالات وفي لبنان، اعتقلت القوى الأمنية 10 أشخاص من التابعية السورية السبت في منطقة ضهور العبادية- بعلشميه، في جبل لبنان، بسبب انتمائهم الى مجموعات إرهابية. وذكرت "الوكالة الوطنية للأعلام" اللبنانية الرسمية: أن جهاز أمن الدولة تمكّن من اعتقال حوالى 10 عناصر ينتمون الى مجموعات إرهابية من التابعية السورية، في أثناء عقدهم اجتماعا في أحد المنازل في منطقة ضهور العبادية- بعلشميه. وأضافت الوكالة: أن التحقيقات لا تزال جارية معهم لمعرفة باقي أفراد المجموعة واعتقالهم. هيئة التنسيق سياسيا، وصل إلى القاهرة السبت وفد من هيئة التنسيق الوطنية السورية المعارضة، قادما من دمشق فى زيارة لمصر تستغرق عدة أيام للقاء عدد من كبار المسؤولين المصريين لتفعيل الحل السياسى للأزمة السورية. صرحت مصادر مطلعة، أن وفد الهيئة الذى يمثل المعارضة السورية فى الداخل سيبحث مع عدد من كبار المسؤولين من بينهم؛ سامح شكرى وزير الخارجية، تفعيل الحل السياسى للأزمة السورية، وتبادل وجهات النظر بشأن التطورات الأخيرة فى سورية خاصة مواجهة التنظيمات الإرهابية. ويعرض الوفد نتائج لقاءات الهيئة مع عدد من الشخصيات والمسؤولين الدوليين خلال الأيام الماضية فى إطار تفعيل الحل السياسى للأزمة السورية، ووقف سفك الدماء فى سوريا وفتح مسار سياسى لتحقيق مطالب الشعب السوري، ومن بين هذه اللقاءات؛ لقاء وفد الهيئة برئاسة حسن عبدالعظيم المنسق العام للهيئة، وعضوية صفوان عكاش وأحمد العسراوى عضوي المكتب التنفيذى مع المبعوث الروسى لشئون الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف نائب وزير خارجية الاتحاد الروسى، ولقاء السفير رمزى عز الدين نائب المبعوث الأممى إلى سوريا، بوفد ضم عددا من أعضاء المكتب التنفيذى للهيئة برئاسة صفوان عكاش وأحمد العسراوي حيث قام نائب المبعوث الأممى بعرض عناصر خطة «دى مستورا» المبعوث الأممى بخصوص تجميد القتال فى حلب، وبهدف إيجاد مخرج من الأزمة التى تعصف بسوريا والمحافظة على وحدتها أرضا وشعبا وفى حالة نجاح الخطة سيتم تعميمها على مناطق أخرى فى سوريا. الحاكم الفعلي من جهة أخرى، قال "الأخضر الإبراهيمي" المبعوث السابق للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الجمعة: إن "بشار الأسد هو الحاكم الفعلي والحقيقي ويعلم بكل ما يجري في سوريا بشكل يومي، من تعذيب في المعتقلات وقصف بالبراميل المتفجرة". وأضاف "الإبراهيمي" في لقاء تلفزيوني: إن المعارضة السورية "أشكال وألوان، وأن الائتلاف قواعده غير متينة"، كما لفت "الإبراهيمي" إلى أن تنظيم داعش لا يحارب كثيراً، ولكنه يمشي وراء المحاربين، وبعد حصولهم على منطقة ما، يقوم بسلبها منهم". الإبراهيمي أشار أيضاً، إلى أن "بشار الأسد يقول دائماً، إن محاربة الإرهاب هي الأساس، وإنه لم يشك يوماً بأنه منتصر، ولم يكن مستعداً لمفاوضة حقيقية مع المعارضة". كما ذكر المبعوث السابق، أنه ليس واضحاً أن "النظام السوري ساقط"، وأن الولاياتالمتحدةالأمريكية "لا تريد تدخلاً عسكرياً"، بينما "لا تشجع المعارضة السورية على مشاركة إيران في المفاوضات".