اختتمت قبل أيام القمة الخليجية في دورتها ال 35 بقرارات تكاد تكون مشابهة لما قبلها ولو رجعنا الى تاريخ مجلس التعاون ففي 21 رجب 1401 هجري، الموافق 25 مايو من عام 1981م قرر كل من قادة المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين ودولة الامارات ودولة الكويت ودولة قطر وسلطنة عمان، تأسيس مجلس التعاون. ويهدف هذا المجلس الى تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الست في جميع الميادين، وصولا الى وحدتها وفق ما نص عليه النظام الاساسي للمجلس، وتأكيدا على عمق وتوثيق الترابط والصلات بين مواطني مجلس دول التعاون. ومنذ ذلك الوقت وضعت الرؤى والخطط الاستراتيجية للوصول الى التكامل الذي يجعل دول الخليج وحدة متكاملة ذات وزن اقتصادي وسياسي في المنطقة. ولا شك أن الوضع المالي لهذه الدول ساعد على خلق الفرص التنموية في كل هذه الدول، وكما هو معلوم ان من اهم معوقات التنمية هي عقبة المال الا ان وضع دول الخليج من هذه الناحية يعتبر فوق الممتاز. ولكن اذا نظرنا الى مستوى التبادل التجاري وحركة النقل سواء كانت بين مواطني هذه الدول او على مستوى البضائع ورؤوس الاموال اقل مما هو مأمول. حيث لا تتعدى التجارة البينية 6,2 % من إجمالي التجارة الخارجية لدول مجلس التعاون، ولرفع مستوى التبادل التجاري فقد قرر قادة دول الخليج توسيع هذه التجارة البينية وفتح الاسواق الخليجية وتوحيد السوق. ولهذا تم اقرار انشاء سكة حديد تربط هذه الدول ببعض؛ لان القطارات تعتبر ارخص وسيلة نقل بين مدن دول الخليج. وقد أقر القادة في دورتهم ال «30» لعام 2009 م مشروع انشاء السكة الحديد الذي يربط دول المجلس. وتم تكليف وزراء النقل والمواصلات بدول المجلس لتكثيف العمل لانجاز هذا المشروع في اسرع وقت وبافضل المواصفات العالمية. كما تم تشكيل لجنة مالية وفنية لمتابعة هذا المشروع كما صرح به سعادة الامين العام المساعد للشئون الاقتصادية في الامانة العامة لمجلس التعاون الاستاذ عبدالله الشبلي، ومنذ ذلك الوقت لم يتحقق اي شيء مرئي وملموس وما زال المشروع حبرا على ورق وما زالت التجارة البينية تسير ببطء؛ وذلك لارتفاع تكاليف النقل الذي يفقد المنتج الخليجي اهم مميزاته النسبية. ولكن في المقابل على ضفاف الخليج العربي من الجهة الشرقية توجد الجمهورية الايرانية اكبر منافس اقليمي لنا، قررت مع تركمنستان وكازاخستان انشاء سكة حديد تربط هذه الدول الثلاث المختلفة في العرق واللغة والتوجهات السياسية والتي تعتبر فقيرة نسبيا مقارنة بدول الخليج. فقد قررت تلك الدول في عام 2009م عندما كانت ايران تحت طائلة العقوبات الدولية المشددة انشاء هذا الخط من السكك الحديدية. وفي 4 ديسمبر 2014 م تم انهاء المشروع ودشن الرئيس الايراني ومعه رؤساء جمهورية تركمنستان وكازاخستان خط سكة الحديد، الذي سينقل في المرحلة الاولى حوالي 5 ملايين طن من البضائع وصولا الى 20 مليون طن في مرحلة قادمة. انه من المؤسف ان يتعطل مشروع سكة الحديد بين دول مجلس التعاون الخليجي بسبب اللجان التي ما زالت مشغولة بين الدراسات والتخطيط وان تسبقنا الدول المجاورة الاقل امكانية. ان تعطل خط السكة الحديد هو مؤشر على ان اغلب مشاريع مجلس التعاون مازالت حبراً على ورق.