في عالم الشباب، هناك مصطلحات تحتاج إلى دراسات، فبعض المصطلحات خلّفت ظاهرة يجب الوقوف عندها ومعرفة آثارها، ومن تلك المصطلحات مصطلح «الخرفنة»؛ وهي مشتقة من «الخروف» الحيوان الوديع، وربما سبب الاشتقاق يعود إلى أن «الخروف» حيوان سهل الانقياد! والخرفنة هي ضياع «عقل الرجل» أمام «حسناء» لتقوده كيفما تشاء وأينما تشاء، وحتى تتضح الصورة أكثر في معناها تقوم «بنت» أو شاب بعمل دور «ليلى» أو «عبلة» وفي المقابل هناك «شاب» أو «خروف» مستعد للقيام بدور قيس، أو عنترة! وتنتهي المسرحية بحصول البنت أو الشاب المقلد على دراهم معدودات أو جوال وأقلها بطاقات شحن، وقد يسري مفعول «الخرفنة» ليقترض «الخروف» ويسافر شرقاً وغرباً بحثاً عن «الحسناوات»! الباحث في تاريخ «الخرفنة» يجد أنها كانت «شغلة» يحتكرها «الشباب»، حيث يأتي الشاب بضحية ويمثل عليها أنه «فتاة « ويشترط لهذه «المهنة ال ...!» أن يتقن الشاب تقليد صوت بنت ليستغل الشاب اللطيف الذي يقف على الطرف الآخر، ثم تطورت «الخرفنة» وأصبح الفتيات يمارسن هذا الفعل. والخرفنة قد تكون كتابية عبر وسائل التواصل ك «تويتر وفيس بوك وبلاك بيري»، وقد تكون صوتية بالاتصال، وقد تتعدد الوسائل لكن «الخرفنة» واحدة! وأصل الخرفنة هو السلب والاستغلال وشفط ما في جيوب الضحية، وتُبنى الخرفنة على المصلحة وتلبية الرغبات الجشعة بالنسبة للرجال، والبنات يهدفن من ورائها إلى الحصول على الأموال والهدايا، فالسبب الذي يدفع البنت لامتهان «الخرفنة» هو شراء الكماليات، ولما تكون اليد قصيرة عن الشراء، تجند نفسها للبحث عن «خروف» يدفع التكاليف. «والخرفنة» في النهاية تصب في النصب والاحتيال ولكن بطرق لطيفة ومخادعة وأقرب للخبث!! لا تعتقد أن «الخرفنة» محصورة على المراهق، و»خفيف» العقل، حتى المسؤول قد يقع فيها، قرأت «بأم عيني» خبراً عن مسؤول خليجي، تصور بجانب «مطربة شهيرة» وفي الخبر عنوان عريض، يحمل هبات وأعطيات تفضل بها المسؤول عليها، فعرفت بعدها أن كل شخص قد يتخرفن، إلا من رحم الله، وأن الخرفنة تقوم على تمثيل الأدوار سواء وجهاً لوجه أو من وراء حجاب! الخرفنة مهنة غير شريفة، تتم بتخطيط مدروس لاصطياد «الخرفان»، وحتى لا تقع في شباك «الخرفنة» «خليك» قويا أمام مكالمات الجنس الناعم، وكن أكثر صلابة في استدراج الأسماء الوهمية في وسائل التواصل، لا تخدعك صورة العرض وحلاوة الكلمات، واستحضر قصص «المخرفنين» وأساليب «الخرفنة»!.. أما أصحاب «الخرفنة» فعليهم أن يتقوا الله في عباده من أصحاب القلوب التي تتفلت، فلا يوجد في الإسلام نظام «القانون لا يحمي المغفلين» فكل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه. نعوذ بالله من «الخرفنة» ومن كل طريق يؤدي إليها!