تنتشر منذ فترة ظاهرة خطيرة ميدانها مواقع التواصل الاجتماعي، تنذر بعواقب وخيمة فيما لو استمرت بدون وضع حلول عاجلة لها. هذه الظاهرة تتمثل في ما أصبح يعرف ب«خرفنة» الشباب أو الرجال كبار السن، وهي عبارة عن طريقة تستخدمها بعض الفتيات للحصول على المال والهدايا، فيما يستخدمها الشباب والرجال لإشباع رغباتهم العاطفية. وبحسب الإحصاءات الرسمية في المملكة، فإن الكثير من الشباب والرجال وقعوا في فخ فتيات لا تتجاوز أعمارهن 25 عاما، ثم يتركنهم بمجرد أن ينلن مبتغاهن. ووفقا للدراسات الحديثة، فإن مواقع التواصل الاجتماعي مثل «فيس بوك» و«تويتر» ساهمت وبشكل كبير في تنامي ظاهرة «الصيد» هذه في أوساط الفتيات وأزالت الكثير من العقبات التي كانت تعترض عملهن سابقا، حيث أكدت أن مواقع التواصل الاجتماعي باتت اليوم بيئة مناسبة لاستدراج الشباب في وقت قياسي. ولا تتوقف ظاهرة «الخرفنة» عند هذا الحد، إذ تقوم الفتاة بعد أن تحصل على مبتغاها من «فريستها» باستخدام عدد من المصطلحات التي تدل على نجاحها في القضاء عليه، وذلك باستخدام مصطلح «خرفنته» وهو نسبة للخروف، وتقصد بذلك أنها تمكنت من تحويل ذلك الرجل إلى «خروف». «عكاظ» فتحت ملف «خرفنة الشباب والرجال» الشائك، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أو برامج التعارف والدردشة، التي تمكنهن من جني المجوهرات الثمينة والأجهزة الحديثة والكثير من المال. أجمل الألعاب في البداية، قالت (ن. م) وهي فتاة في العقد الثاني من العمر، إن «خرفنة» الشباب والرجال كبار السن عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي لعبة جميلة أستمتع بها في وقت فراغي، مشيرة إلى أنها تشعر عندما تتقرب من هذه الفئة من الرجال بمتعة اللهو معهم. وأضافت «يقدمون الكثير من الهدايا أبرزها بطاقة شحن الهاتف الجوال مقابل (همسات) ساحرة أو كلمات في الحب لم يسبق له أن سمعها من قبل». إرضاء المعجبات أما (و. خ) وهي إحدى الفتيات العاملات في محال بيع المستلزمات النسائية، فقالت إن من السهل جدا الإيقاع بشاب أو رجل كبير السن عن طريق «تويتر» و«فيس بوك»، ومن ثم الاستفادة منه في الحصول على المال. وأضافت «لا ينتظر هؤلاء الرجال الارتباط بنا، ولكنهم يعتقدون إننا نبادلهم الإعجاب، حيث يقوم الكثير منهم بتقديم الغالي والنفيس حتى ينال رضا معجباته». وقالت إن مصطلح «الخرفنة» بات شائعا في الأوساط النسائية وتحديدا فئة المراهقات اللواتي يحققن من وراء ذلك بعض طلباتهن اليومية من شحن هاتف وشراء ملابس ومجوهرات ومؤخرا شراء «الآي باد». صيد الخرفان من جانبها، قالت (أ. ح) الممرضة في أحد المستشفيات الخاصة في المدينةالمنورة إنه يجب على الفتاة التي تلعب مع «الخرفان» أن تكون على قدر كبير من الذكاء، مشيرة إلى أن هناك الكثير من الفتيات فشلن في البداية في إسقاط الرجال، ولكنهن اكتسبن الخبرة في ما بعد وهن يعشن على مال هؤلاء الرجال الذين يصبحون مع الوقت «خرفانا» يسهل تناقلهم من فتاة إلى أخرى. وأكدت إنها استطاعت حتى الآن زيادة غلتها من «الخرفان» إلى 31 خروفا. محاربة الخرفنة في المقابل، رفض عدد من الشباب استغلال الفتاة لأنوثتها وجمالها لاستقطاب الرجال بقصد سلب أموالهم، ودعوا إلى محاربة هذه الظاهرة بقوة. وقال محمد العمري وإبراهيم العامر إن هناك فئة من الشباب والرجال كبار السن تستحق ما يجري لها نتيجة طرقها الأبواب غير الشرعية في إقامة العلاقات. واعتبرا أن استغلال الفتيات لجمالهن في «خرفنة الرجال» أمر فيه الكثير من الظلم، مشيرين إلى أن هناك دورا كبيرا يمكن أن تلعبه الفتيات في محاربة هذه الظاهرة من خلال تقديم النصح والوعي والتشديد على أن مثل هذه التصرفات قد تقود إلى نهاية كارثية ويجب الابتعاد عنها. النهاية الأليمة في المقابل، رفض استشاري العلاقات الأسرية محمود الراجح هذا التحول الخطير في القيم والمشاعر والعواطف من أجل «المادة» معتبرا أنه تحول يقود إلى فقدان الثقة والمصداقية بين الرجال والنساء ودفن الأخلاقيات الجميلة والمشاعر الصادقة. وطالب بضرورة نشر الوعي للتصدي لهذه الظاهرة، مشيرا إلى أن بحث الفتاة عن المادة بهذا الأسلوب يفقدها قلبها النابض، وروحها الصادقة، وسلوكها المتوازن. وقال «قبل أن نوجه اللوم للفتاة يجب أن نسأل الجهات الاجتماعية المختصة بالشؤون الأسرية، ماذا عملت للتصدي لهذه التصرفات؟». ودعاها إلى أن تبادر بالتدخل ووضع الحلول السريعة لحماية أفراد المجتمع. غياب الرقابة رأي الأخصائي النفسي الدكتور عبدالعزيز الغامدي أن الأسباب التي دفعت إلى انتشار هذه الظاهرة السلوكية هو سعي الفتاة إلى البحث عن «الكماليات» بغرض التباهي بها أمام صديقاتها، إضافة إلى غياب الرقابة الأسرية والتي تدفع البعض منهن إلى الاستمرار في اتباع هذا السلوك غير اللائق. ودعا إلى تنظيم الندوات في المدارس الثانوية والجامعات لتوعية الفتيات حول هذا السلوك الذي يبدو ظاهره سهلا وجميلا ولكن باطنه يحمل الكثير من الخطورة.