يبحث المدرب الأسباني لوبيز كارو (51 عاما) عن إنجازه الأول خلال مسيرته التدريبية التي لم يحقق خلالها أي نجاح يذكر، وتدوين اسمه بحروف من ذهب في السجل الشرفي لدورات الخليج عندما يقود المنتخب السعودي في خليجي 22 التي تنطلق منافساتها بالرياض يوم الخميس المقبل، ويأمل المنتخب المضيف في التتويج للمرة الرابعة، سيما وأنه لم يحققها منذ 10 سنوات وتحديدا منذ عام 2003 الذي أحرز خلاله اللقب بقيادة المدرب الهولندي فاندرليم. فالمدرب الذي لم يصنع أي انجاز خلال مشواره في هذا المجال نظرا لإشرافه على العديد من الفرق المغمورة والصغيرة في أسبانيا ورومانيا فضل العمل الإداري كمستشار في الاتحاد السعودي لكرة القدم، ولكنه فجأة وبدون مقدمات جاءته الفرصة على طبق من ذهب ووجد نفسه مدربا للمنتخب الأول بعد إقالة المدرب الهولندي فرانك ريكارد الذي فشل فشلا ذريعا وساهم في خروج الأخضر من خليجي 21 عبر الباب الخلفي. وكان الجميع يتوقع أن تكون مهمة المدرب لوبيز مؤقتة لحين التعاقد مع مدرب جديد يواكب تطلعات القائمين على المنتخب ولديه القدرة على إعادة المنتخب إلى وضعه الطبيعي، ولكن تطور أداء الأخضر بصورة نسبية وتحسن نتائجه في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس أمم آسيا والتي تصدر خلالها مجموعته التي ضمت إلى جانبه العراق والصين وإندونيسيا دون خسارة ساهمت في استمراره في منصبه، خصوصا وأنه خلال تلك الفترة قدم عملا جيدا أشاد به الجميع عطفا على اختياراته وطريقة لعبه. ولكن المدرب بعد ذلك طالته سياط النقد بل طالبت بعض الأصوات بإقالته بعد النتائج السلبية التي آلت إليها سلسلة من المباريات الودية التي خاضها خلال الفترة الماضية، فضلا عن كونه جعل معسكرات المنتخب المختلفة حقل تجارب على اعتبار أنه في كل تجمع يختار مجموعة من اللاعبين ويستبعد آخرين إلى جانب عدم استقراره على تشكيلة معينة وتغييره لمراكز بعض اللاعبين مما ساهم في غياب الانسجام وتراجع أداء المنتخب بصفة عامة. وفي الفترة الأخيرة زادت حدة النقد وتعالت الأصوات المنادية بإبعاده قبل انطلاقة دورة الخليج خصوصا بعد استبعاده لمجموعة من اللاعبين المميزين الذين تواجدوا في معسكر الأخضر بجدة الذي واجه خلاله منتخبي الأوروجواي ولبنان وأشاد بهم قبل أن يقصيهم من التجمع الأخير بالدمام دون ذكر أسباب مقنعة. ولعل استبعاد قائد المنتخب حسين عبدالغني الذي أبدى جاهزية فنية وبدنية كبيرة، وقدم مستوى مميزا في الدقائق التي لعبها أمام الأوروجواي وأمام لبنان، إلا أنه قرر استبعاده إلى جانب لاعب المحور إبراهيم غالب الذي يعتبر أبرز لاعب خليجي في هذه الخانة فضلا عن المهاجم محمد السهلاوي الذي يمر بمرحلة مميزة مع فريقه النصر وموسى الشمري لاعب العروبة الذي ينافس على صدارة الهدافين. وتعتبر دورة الخليج بمثابة الفرصة الأخيرة للمدرب الذي أشرف على المنتخب في 14 مباراة منها 6 مباريات رسمية كانت أمام العراق والصين وإندونيسيا (ذهابا وإيابا) و8 مباريات ودية كانت أمام نيوزيلندا وترينيداد وتوباجو ومولدوفا وجورجيا وأستراليا والأوروجواي ولبنان وفلسطين منذ توليه المهمة في شهر فبراير 2013، وحقق خلالها الفوز في 6 وتعادل في 3 وخسر 5 مباريات، فالفوز بالبطولة التي تقام على أرضه وأمام جماهيره ستعزز من فرص حظوظه بالبقاء وسيجد نفسه على رأس الجهاز الفني للمنتخب في نهائيات كأس آسيا، بينما خسارة اللقب ستعجل برحيله خصوصا وأن بعض الرياضيين من مسئولين وخلافهم غير مقتنعين باستمراره في ظل التخبط والعشوائية التي بدأت تسيطر على عمله وأثرت سلبا على مردود المنتخب.