اختلف المتداولون الآسيويون حول ما إذا كانت المملكة العربية السعودية سوف تستمر وتزيد من تخفيضات أسعار الخام، والتي دفعت بالنفط إلى سوق هابطة هذا الشهر. سوف تعلن شركة أرامكو السعودية، والتي تتولى الحكومة إدارتها، أسعار البيع الرسمية لمنتجاتها للمشترين في آسيا للشهر القادم، وذلك خلال الأسبوع القادم بعد أن خفضت الأسعار في الشهر الماضي، إلى أدنى مستوى له خلال ما يقارب الست سنوات. إضافة إلى ذلك، فإن السعودية، التي هي أكبر مصدري النفط في العالم، سوف تقلل من إنتاجها بحسب سبعة ممن شاركوا في استبيان بلومبيرج للمتداولين، ويتوقع ستة أشخاص عدم تغير الأسعار بينما يتنبأ اثنان بارتفاعها. قد يكون في قرار السعودية إشارة، فيما إذا كانت أكبر البلدان المنتجة للنفط في منظمة الدول المصدرة للبترول سوف تقدم تخفيضات أكبر للدفاع عن حصتها في السوق، في الوقت الذي يعمل فيه الإنتاج الأمريكي الأكبر منذ ثلاثة عقود على تعزيز الإمدادات العالمية. بعد التخفيض الأحدث للأسعار في الأول من أكتوبر الماضي هبط خام برنت بنسبة 9 في المائة، في حين هبط خام غرب تكساس المتوسط بنسبة 11 في المائة، وسط توقعات بأن منظمة أوبك لن تقلل من الإنتاج. وفي مكالمة هاتفية، قال ب. ك. نامديو، وهو مدير مصافي البترول في مؤسسة هيندوستان النفطية والتي تعد ثالث أكبر مصفاة بترول حكومية في الهند: «لا بد للسعوديين أن يخفضوا الأسعار من أجل المحافظة على تنافسيتهم في قارة آسيا». وأضاف: «إن الخيار الوحيد المتوافر هو تقليل الإنتاج إذا كانوا مصرين على التمسك بالأسعار». تخفض السعودية الأسعار لجميع أنواع الخام، ولكل المناطق بالنسبة لشهر نوفمبر. أما السعر الآسيوي للخام العربي الخفيف، فقد تم تخفيضه بمقدار دولار واحد للبرميل، مقابل خصم يصل إلى 1.05 دولار لمتوسط كل من خام دبي وعُمان بحسب مقياس (بلاتس)، وهو قسم معلومات الطاقة لشركة ماكجرو هيل المالية. وهذا السعر يعد الأدنى منذ ديسمبر 2008. تخفيضات الأسعار ثم جاءت إيران، بتخفيضات الأسعار الخاصة بها بعد بأسبوع، حيث إنها تبيع النفط الخاص بها إلى آسيا في شهر نوفمبر بخصم يعد الأعلى منذ ما يقارب الست سنوات. كما قامت كل من الكويت والعراق أيضاً بتخفيض الأسعار الرسمية. إن المنتجات التي جرى عليها الخصم تبين مدى تهافت منتجي النفط في الشرق الأوسط على التمسك بزبائنهم الآسيويين، حيث يواجهون هناك منافسة كبيرة متزايدة. أما حمولة الشحنات المرسلة من أمريكا إلى روسيا، ومن أمريكا اللاتينية إلى إفريقيا، فإنها تجد المشترين لها في المنطقة وسط الفائض المتوافر في الأسواق العالمية. وفي مكالمة هاتفية من طوكيو، قال تاكاشي هاياشيدا، الرئيس التنفيذي في شركة إلمنتس كابيتال: «من المتوقع أن تعقد منظمة أوبك اجتماعاً لاحقاً هذا الشهر، ومن المحتمل ألا تغير السعودية من سياستها قبل ذلك اللقاء». وقد صرح السيد محسن قمسري، مدير الشؤون الدولية في شركة النفط الإيرانية الوطنية التابعة للدولة، إنه من غير المحتمل أن تخفض منظمة أوبك من سقف إنتاجها عندما يتم عقد الاجتماع في السابع والعشرين من نوفمبر، بحسب تقرير شانا الصادر في السابع والعشرين من أكتوبر. السوق الهابطة تعرض كل من برنت وخام غرب تكساس المتوسط (وهو المؤشر المرجعي للخام الأمريكي) إلى هبوط بنسبة تزيد على 20 في المائة عن أعلى مستوى وصلا إليه في شهر حزيران الماضي، وهو ما يعني دخولهما السوق الهابطة. بالنسبة لبرنت فقد تم تداوله بسعر 85.95 دولار للبرميل، وذلك بحسب سوق المال في لندن عند الساعة 1:43 مساء في سنغافورة اليوم. أما خام غرب تكساس فقد تم تداوله بسعر 81 دولارا للبرميل في البورصة التجارية في نيويورك. وقد أفاد السيد عبد الله البدري الأمين العام لمجموعة الدول الأعضاء في منظمة أوبك (خلال مؤتمر النفط والمال الذي عقد في لندن في التاسع والعشرين من أكتوبر) أن هذه الدول، التي تضخ ما يقارب 40 في المائة من إنتاج النفط في العالم، لا تقوم الآن بشن حرب أسعار ولم تطلب أيضاً أية مساعدة فيما يتعلق بهذا الهبوط الطارئ على سعر الخام. وقال أيضاً: إن يبق الإنتاج الكلي لدول منظمة أوبك في عام 2015 فسيظل قريباً من مستوى الإنتاج لهذا العام، الذي يعادل حوالي 30 مليون برميل في اليوم. إلا أن بعض الممثلين طالبوا باتخاذ إجراء. وقد أرسل السيد سمير كمال – مسؤول المحافظ الذي يمثل ليبيا في المنظمة – رسالة عبر البريد الإلكتروني في السابع والعشرين من أكتوبر، مفادها أن المجموع الكلي لإنتاج المجموعة يجب أن يتم تخفيضه إلى 29.5 مليون برميل في اليوم. وفي رسالة أخرى أرسلها في الثاني والعشرين من أكتوبر، ذكر أن السوق فيها فائض من الإنتاج بحوالي مليون برميل يومياً. الإمدادات العالمية إن الإمدادات العالمية تتزايد، وذلك لأنه بحسب إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، فإن استخدام كل من طرق الحفر الأفقية والتكسير الهيدروليكي أدى إلى زيادة كمياتها في الإنتاج الأمريكي وصولاً إلى 8.97 مليون برميل يومياً في نهاية أسبوع 24 أكتوبر، وهذا يعتبر الأعلى حسب البيانات المتوافرة من تاريخ 14 كانون الثاني من عام 1983. أنتجت السعودية ما يقدر ب 9.7 مليون برميل يومياً، حسب بيانات بلومبيرج. وقال هاياشيدا: «إن السوق تراقب عن كثب فيما إذا كانت السعودية سوف تبدأ بتعديل إنتاجها» حيث إن السوق تركز انتباهها حول ما إذا كانت السعودية ستحافظ على مكانتها كمنتج نشط يتحكم في تعديل كميات الإنتاج، أم أن أمريكا سوف تسيطر على هذا الدور.»