أظهر استبيان من بلومبيرج قبل يومين أن الدول الأعضاء في منظمة أوبك رفعت من إنتاج النفط إلى أعلى مستوى منذ 14 شهراً في أكتوبر، بسبب هبوط أسعار الخام ودخولها السوق الهابطة. وقد ارتفع إنتاج البلدان الأعضاء في المنظمة بمقدار 53 ألف برميل يومياً، ليصل إلى 30.974 مليون برميل، وذلك بسبب المكاسب من العراق والسعودية وليبيا، بحسب المسح الذي أجرته كل من شركات النفط و والمنتجين والمحللين. أما مجموع الإنتاج في الشهر الماضي فقد تم تعديله إلى الأدنى بحدود ال 14 ألف برميل يومياً، ليصل إلى 30.921 مليون برميل، بسبب التغييرات في تقديرات كل من العراق، والكويت، ونيجيريا، وقطر. رفعت دول اوبيك من الإنتاج لأن خام برنت هبط إلى أدنى مستوى له منذ أربع سنوات، وسط إمدادات عالمية وفيرة وطلب محدود. أما الدول الأكبر إنتاجاً في المجموعة كالمملكة العربية السعودية، والعراق، وإيرانوالكويت فقد قامت بتخفيض أسعار البيع الرسمية لديها في توقع منها أن تتنافس من أجل حصة السوق بدلاً من تخفيض الإنتاج. وسوف يجتمع الوزراء الشهر القادم لمناقشة كمية الإنتاج المستهدفة. في مكالمة هاتفية يوم أمس، قال جون كيلدف، الشريك في مؤسسة «أجين كابيتال»، وهي صندوق تحوط مختص بالطاقة ومقره نيويورك: «تؤكد البيانات أن هنالك معركة حول حصة السوق وأن الدول الأعضاء تحاول التلاعب مع السوق وعدم التراجع.» هبط خام برنت تسليم شهر كانون الأول 88 سنتاً أي 1 % إلى 86.24 دولار للبرميل، وذلك في سوق العقود الآجلة الأوروبية في لندن بالأمس. و قد وصل برنت، المقياس العالمي لأكثر من نصف النفط في العالم، إلى 82.60 دولار في السادس عشر من أكتوبر، وهذا يعد الأدنى منذ شهر نوفمبر 2010 وبمستوى أقل بنسبة 20% عن مستواه خلال شهر يونيو الماضي، مستحقاً بذلك لقب السوق الهابطة. أما خام غرب تكساس المتوسط فقد هبط بنسبة 1.3% إلى 81.12 دولار في تعاملات السوق المالية التجارية في نيويورك أمس. وقد وصل إلى 79.44 دولار في السابع والعشرين من أكتوبر، وهو يعد الأدنى منذ يونيو 2012. الإنتاج الأمريكي كذلك تشهد منظمة أوبك الطلب على خامها، وهو ينخفض، لأن إنتاج الخام الأمريكي يتزايد. حيث ارتفع الإنتاج الأمريكي بنسبة 0.4 في المائة إلى 8.97 مليون برميل يومياً، الأسبوع الماضي، وهذا يعد الأعلى بحسب التقديرات الأسبوعية لإدارة معلومات الطاقة التي بدأت في كانون الثاني من عام 1983. وقد أظهرت البيانات الشهرية الصادرة عن المؤسسة، والتي تعود بتاريخها إلى عام 1920 والمعتمدة على بيانات جمعتها مؤسسات حكومية وفيدرالية أن الإنتاج كان الأعلى منذ عام 1986. وفي مكالمة هاتفية قال السيد مايك ويتنر، مسؤول البحث المتعلق بسوق النفط في بنك سوسييتيه جنرال في نيويورك أمس: «الدول الأعضاء في أوبك يتعرضون لموقف صعب حيث إن عدم اتخاذ الإجراء المناسب لغاية الآن يدل على أن السعوديين جادون في أن يقوم أعضاء آخرون بتقمص دورهم.» ارتفع إنتاج العراق من النفط بمقدار 150 ألف برميل يومياً لحوالي 3.3 مليون هذا الشهر، بحسب المسح الإحصائي. وهذا يعد العائد الأعلى خلال شهر أكتوبر، حيث كانت العراق الأكبر ضخاً للنفط منذ مايو. المخاوف السعودية عززت المملكة العربية السعودية، المنتج الأكبر في المجموعة، من إنتاجها بنحو 100 ألف برميل يومياً لتصل إلى 9.75 مليون هذا الشهر، لسد الطلب من خلال مصفاتي يصرف وساتورب. أشار كيلدف إلى أنه يبدو أن السعوديين مهتمون بحجم إنتاجهم أكثر من اهتمامهم بهبوط الأسعار. ارتفع الإنتاج الليبي بحوالي 70 ألف برميل يومياً، ليصل إلى 850 ألفاً هذا الشهر، محققاً بذلك الزيادة السادسة حيث كانت المستوى الأعلى منذ حزيران 2013، أما الإنتاج الحالي للبلاد فيقدر بحوالي نصف ما كان عليه قبل ثورة 2011 التي أطاحت بحكم معمر القذافي الذي دام حوالي 42 عاماً. من جانب آخر، هبط إنتاج أنغولا بحوالي 170 ألف برميل يومياً ليصل إلى 1.7 مليون، والذي يعد الانخفاض الأكبر خلال أكتوبر. وقال وزير البترول خوزيه ماريا بوتيلو دي فاسكونسيلوس، الشهر الماضي، في صحيفة أنغولا: إن الدولة سوف تنتج مليوني برميل يومياً، العام القادم. أبقى وزراء أوبك على كمية الإنتاج المستهدفة بحوالي 30 مليون برميل يومياً دون تغيير، وذلك في اجتماع 11 يونيو في فيينا، ومن المقرر أن تجتمع الدول الأعضاء في المنظمة مرة أخرى في السابع والعشرين من نوفمبر. دعم الأسعار قامت المجموعة بتخفيض حصصها في كانون الأول 2008 خلال اجتماعها في الجزائر وسط أجواء الأزمة المالية العالمية. قلصت أوبك إنتاجها المستهدف إلى 2.46 مليون برميل في اليوم، استجابة للأزمة التي أطاحت بإنتاج خام غرب تكساس من مستوى 147.27 دولار للبرميل في يوليو 2008 إلى أقل من 32.40 دولار في ديسمبر من العام ذاته. قال ويتنر: «قد يكون هذا اجتماعاً سيئاً، حيث إنه احتاج إلى وقت طويل للانعقاد أكثر مما كنا نتوقع». وأضاف: «أنا أراهن على أن أوبك سوف تتوصل في النهاية إلى اتفاق نرى بعده أن التخفيضات لن تكون فقط من قبل السعودية أو الكويت أو الإمارات، بل سيتعدى ذلك إلى دول أخرى مثل فنزويلا أو إيران.»