خلا «جبل القارة» من المتنزهين المواطنين في أول أيام عيد الأضحى المبارك، في حين شهدت مغاراته حضورا آسيويا كبيرا، حيث تدفّقت الجاليات من مختلف مناطق المملكة منذ ساعات الصباح الأولى، والتي استغلت تواجدها في هذا المعْلم الطبيعي لكتابة التغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي وبثها مباشرة من وسط الجبل، معززة بصورهم وصور أطفالهم المرافقين لهم في هذه الرحلة السعيدة، يشاركون بها فرحة الأهل والأصدقاء في بلدانهم. وشكلت الجنسيات شرق الآسيوية، تواجدا أكثر خصوصا الجاليات العاملة في المنطقة الشرقية من الدمام، والخبر، وحفر الباطن، وبقيق، بالإضافة إلى المقيمين في واحة الأحساء، كما كان للجالية الهندية حضور لافت، بينما كان تواجد المقيمين العرب مقتصرا على اليمنيين، ولم يتوقف الزوار فقط على الاستمتاع بالدخول في المغارات وسبر أسرارها وخوض تجربة مختلفة فحسب، بل كان لرياضة التسلق إلى قمة الجبل اهتمام كبير خصوصا من شريحة الشباب ومحبي تلك الرياضة، في حين توزّعت الأعداد الكبيرة داخل المغارات على شكل مجموعات فيما بينها، واتخذت من المساحات الداخلية مكانا لارتشاف قهوة الصباح وتناول وجبة الإفطار التي تم تحضيرها في المنازل مسبقا، حسب ما أكده السائح الفلبيني جو دا ميو، الذي أشار إلى أنه استغرب كثيرا من الأجواء الباردة التي تتميز بها المغارات عن المحيط الخارجي، مبينا أنه وعائلته المكونة من 4 أفراد قدموا من مدينة الدمام لزيارة معالم الأحساء و«جبل القارة» برفقة مجموعة من العوائل، مضيفا أنه شعور لا يوصف وقد طرح عليه أطفاله العديد من الأسئلة عن هذه المنطقة، منوها إلى أنه التقط عشرات الصور وغرد بها مع أهله وأصدقائه في وطنه، وقد تفاعل مع الجميع بالتعليقات حول تلك التغريدات. في حين استغل عدد من الزوار الممرات الصخرية المؤدية إلى القمة والوصول إليها سيرا على الأقدام في مغامرة مثيرة وتجربة جديدة للاطلاع على واحة النخيل الخضراء والبلدات التي تحيط بالجبل والتقاط الصور وإرسالها من نفس الموقع بشكل مباشر إلى عوائلهم في بلدانهم، ولفت عدد من المتنزهين النظر إلى أن الأسر تفضّل الدخول إلى المغارة للاستمتاع بأجوائها الباردة، إلى جانب اكتشاف طرقاتها الضيقة المتعرجة، فيما يؤكد الهندي كومار أن فرص الترفيه الطبيعي متوفرة في الجبل للصغار والكبار على حد سواء، فالمغارة تصلح لمغامرات الصغار والسيدات، بينما الاستمتاع بالصعود إلى أعلى الجبل يناسب الشباب، كما أن المتعة لا تنحصر داخل الجبل أو قممه، إنما المرور بالبلدات المتناثرة حول محيط الجبل يشكل متعة أخرى.