يستعيد عدد من مسؤولي جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ذكرى توحيد هذه البلاد وتمتليء نفوسهم فخراً واعتزازاً وهم يرون وطنهم الكريم يشهد نهضة حضارية وتنموية شاملة ويرتقي كل يوم إلى مزيد من التطور والنمو وتتواصل في ربوعه مسيرة الخير والعطاء والتنمية الشاملة. دلالات عظيمة بداية تحدث وكيل الجامعة للدراسات والأبحاث التطبيقية ووكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي المكلف د. سهل عبدالجواد عما يرسمه «اليوم الوطني» من دلالات عظيمة ومعان سامية في البذل والتضحية والعطاء والإخلاص، وما يشير إليه من إنجازات القلوب المؤمنة والنفوس العظيمة والسواعد المخلصة التي أسست هذا الوطن بأنبل الأهداف، وما يقدمه لنا من صور متلاحقة عبر عقود طويلة من عهود ملوك المملكة وبنائهم مؤسسات الوطن ومقومات بنائه المستمدة من العدل في الملك ومن العزيمة والإصرار على تجاوز كافة التحديات والرقي بالوطن إلى مصاف الدول المتقدمة. وأضاف لقد كتب اسم المملكة بلغة الانتصار والعطاء دائماً منذ مشروع تأسيسها كدولة موحدة إلى تطوير مشروع هذه الدولة العظيمة وتقوية أركانها وتطوير مرافقها في العصر الحديث إلى مشروع نهضتها الحضارية الكبرى التي رعاها بإصرار وعزيمة خادم الحرمين الشريفين الذي أعطى بُعداً حضارياً جديداً للخطط التنموية الجديدة للوطن، فتفتحت آفاق جديدة في النمو والبناء، وشملت كل مقومت الدولة الحديثة بشكل عام والمواطن السعودي بشكل خاص. راية التوحيد من جانبه، قال وكيل الجامعة للشؤون الأكاديمية د. محمد بن سعد آل حمود: تمر علينا هذه الأيام مناسبة غالية على نفوسنا وذكرى عزيزة على قلوبنا وهي مناسبة "اليوم الوطني» لنقف أمام هيبة الحدث وذكراه الخالدة ونتائجه العظيمة بالكثيرمن الإجلال والعرفان والامتنان والاعتزاز والولاء الصادق ونذكر بحمد الله دائماً أمجاد وطننا الغالي الذي تم توحيده على يد المؤسس «المغفور له» بإذن الله – الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود. وأضاف: نتذكر في مثل هذا اليوم دائماً ببالغ الامتنان والعرفان ذكرى لم شتات هذا الوطن وتوحيد صفه وجمع كلمته تحت راية التوحيد والحكم بما أنزل الله في كتابه وسُنة رسوله الكريم (صلى الله عليه وسلم). لقد وضع المؤسس اللبنة الأولى لتأسيس هذا الكيان الشامخ، وسار على نهجه القويم المستمد من الشريعة السمحة من بعده أبناؤه الميامين ملوك المملكة عبر تاريخها، الذي أكملوا بإخلاص مسيرة النماء والبناء برؤية ثاقبة وحكمة بالغة وإرادة قوية وعزيمة صادقة وعدل في الحكم. شواهد تاريخية وأوضح المشرف العام على الخدمات بالجامعة د. سامي بن عبدالرحمن خياط أن الذكرى المباركة ل «اليوم الوطني» تحمل في طياتها العديد من المعاني السامية والشواهد التاريخية للوطن. كما ترسم هذه الذكرى المباركة صورة حية نابضة بالمنجزات في واقع الوطن ومستقبله، وقال: إن ما بذله المؤسس المغفور له - بإذن الله - الملك عبدالعزيز آل سعود من تضحيات من أجل توحيد وتأسيس هذا الوطن يلهمنا كأبناء لهذا الوطن في كل عصر وفي كل عهد زاهر بقيم العطاء والصبر والإخلاص والإنجاز والارتقاء عالياً بهامة هذا الوطن الكبير. وأضاف مرت العقود على توحيد هذا الوطن تحت راية الحق (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وتعاقبت مسيرات الخير في عهود أبنائه الملوك البررة وتعاظمت مكتسبات وطننا بما تحقق وبما سيتحقق - بمشيئة الله - في مستقبل وطننا المشرق، وأبناء هذا الوطن يشاركون بدعم الإنجاز تلو الإنجاز وذاكرتهم وعيونهم معلقة على معاني وقيم الإنجاز الأول والأكبر - توحيد الوطن - ويزرعوا هذه القيم السامية والمعاني الجليلة في نفوس أبنائهم جيلاً بعد جيل ليبقى الأثر النبيل قوياً وعميقاً من الماضي إلى الحاضر ومتطلعاً إلى المستقبل. وقال: إننا في هذا العهد الخيّرعهد الإنجازات الكبرى ورائد الإنجازات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله - -هذا العهد الذي رسم صروح التنمية الجديدة للوطن في كافة المجالات ما ساهم في رفعة وسمو المعطيات والمكتسبات الوطنية بشكل واضح وجلي. وأضاف أن الحكومة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد - حفظهم الله - حققت طفرة نوعية وقياسية في رفع مستويات الإنتاج الوطني. كما حققت نقلة كبيرة في دعم وتعزيز دور المواطن السعودي في دفع مسيرة التقدم التنموي في كافة النطاقات الاقتصادية والعلمية والصناعية والتعليمية والابتكارية ما كان له أثره الملموس في خطة التنمية. صفحات خالدة وأوضح عميد شؤون الأساتذة والموظفين د. محمد بن عبدالمحسن الخالدي أن التاريخ المعاصر سجل بصفحات خالدة هذا اليوم العظيم الذي نحيا به "اليوم الوطني» وهو يوم حافل - بفضل الله وحمده - بالدلالات والشواهد والعبر التاريخية في قيمة الإنجاز الوطني السعودي. فمنذ أكثر من ثمانية عقود على إنجاز توحيد الوطن بيد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود - طيب الله ثراه - إلى عصرنا الحالي ونحن نشهد الوطن ينعم بالحضارة والرخاء والأمن والازدهار عاماً بعد عام. وقال: إننا كأبناء لهذا الوطن أولا ومسؤولين في أحد أبرز قطاعات التعليم العالي ثانياً نشهد في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أيده الله - نهضة كبرى في كافة المجالات، ومن أهم هذه المجالات مجال التعليم العالي الذي تحظى مشاريعه الكبرى برعاية واهتمام بالغ من لدن المليك المفدى. فقد نشأت عبر السنوات القلائل الماضية جامعات جديدة وكليات ومعاهد متعددة تسعى لصقل الكوادر السعودية من أبناء الوطن تعليمياً ومهنياً وعلمياً ليصبحوا دعامة لمسيرة التنمية المستدامة بالوطن ويساندوا بدورهم مسيرة النهضة في كافة المؤسسات والقطاعات الوطنية بالمملكة. وأضاف د. الخالدي أننا - بفضل الله - نعيش اليوم في رخاء اقتصادي كبير تعاظمت فيه أصول الدولة وناتجها المحلي ودخول منشآتها ومواطنيها. ولقد وضع خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - خططه الحكيمة في الإدارة والاستثمار الأمثل لهذا الرخاء لتحقق له الديمومة والاستمرار بإذن الله. معاني البطولات كما أوضح المشرف على نقل التقنية والابتكار وريادة الأعمال بالجامعة د. سمير بن علوان البيات أن مناسبة اليوم الوطني نستلهم منها معاني البطولات والشموخ وتبقى ذكرى غالية وحدثاً تاريخياً خالداً في قلوب أبناء هذا الوطن. ففي عام 1351ه الموافق 1932م سجل التاريخ اسم المملكة العربية السعودية بعد ملحمة بطولية قادها المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - بعد استرداده مدينة الرياض في عام 1319ه الموافق 1902م. وقد أعلن توحيد كل مناطق الدولة السعودية الحديثة تحت اسم المملكة العربية السعودية، وجمع كلمتها على كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، بعد أن كانت قطعاً متناثرة وقبائل متناحرة يغلب عليها العصبية القبلية، وكثرة النهب والقتل وانتشار الفقر والجهل. حيث تمكن الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - بنظرة ثاقبة وهمة عالية وعبقرية فذة من إخماد نار الفتنة، وتوحيد الصفوف، وإعلاء كلمة التوحيد الخالدة « لا إله إلا الله محمد رسول الله». فتحولت التفرقة والشتات إلى أعظم مشروع بناء عربي في العصر الحديث، ومن القحط وقلة الموارد إلى إحدى أغنى الدول بمخزونها الطبيعي، ومن الجهل إلى نهضة تنموية شاملة. أعوام وأعوام من عمر الزمن حافلة بالإنجازات على هذه الأرض الطيبة التي وضع لبناتها الأولى الملك المؤسس وواصل أبناؤه البررة تحقيق الإنجازات المتواصلة سياسياً واقتصادياً وتنموياً في مملكتنا الحبيبة لتجسد مسيرة البناء والرخاء للدولة الفتية وتتواصل في عهد الخير والرخاء عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي ولي العهدالأمير مقرن بن عبدالعزيز حفظهم الله. وقال: إن المتأمل في مسيرة العمل الوطني التنموي يدرك النجاحات الكبيرة المتلاحقة بفضل وتوفيق الله ثم بفضل النوايا المخلصة لقادة هذا الوطن الذين يحرصون دوماً على رفع راية الوطن فوق كل الصعاب ويسعون لرخاء المواطن ورفاهيته. مسيرة وإنجاز وأوضح مديرعام العلاقات العامة والإعلام بالجامعة محمد الشهري أنه عند الحديث عن اليوم الوطني الذي نحتفل بذكراه للعام الرابع والثمانين هذه الأيام يقف المرء حائراً عماذا يتحدث، ذلك لأن الإنجاز الذي تم أكبر من أن يستعرض في سطور والواقع يشهد بذلك، فلتأسيس ذكرى وللتوحيد ذكريات وللبناء مسيرة وإنجازات وقيادات. كما أن للحاضر زخماً وللمستقبل تطلعات. كل ذلك إذا صهر في بوتقة واحدة تجلى سبب الاهتمام باليوم الوطني وتجديد تأمله كل عام . وقال الشهري: إن الهدف من اليوم الوطني هو أن تتذكر الأمة منجزاتها وتقوّم مسيرتها وتحدد إيجابيات وسلبيات حاضرها وتخطط بعزم وإصرار على تطوير الإيجابي وإصلاح السلبي، فضلاً عن وضع الخطط والبرامج التي يحتاج إليها مستقبلها وذلك حتى تصبح للنجاح أسس راسخة قوامها العلم والمعرفة وذلك حتى نصنع التقدم وفق رؤى واضحة واستراتيجيات تأخذ بالأولويات ، وأضاف انه في هذه الأيام نستعيد ذكريات الكفاح الذي قاد الملك المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه – خلاله شعبه على مدى زاد على ثلاثين عاماً لتحقيق أول وحدة عربية ناجحة عرفها العرب في العصر الحديث التي توجت بإعلان قيام المملكة التي تشتمل على أربعة أخماس مساحة شبه الجزيرة العربية. وقال: علينا أن نتذكر ونذكر الاجيال الصاعدة كيف كانت هذه البلاد قبل أن تتوحد وتصبح دولة لها كيان ومكانة. فهذه الدولة الفتية كانت قبل توحيدها عبارة عن إمارات متناثرة متناحرة يسودها الجهل والفقر والمرض حيث كان التعليم معدوماً والموارد ضئيلة وليس هناك علاج غير الطرق التقليدية مثل الكي والحمية. كما كان السلب والنهب ثقافة سائدة وبعد اكتمال مقومات الوحدة وإعلان قيام المملكة العربية السعودية تركز الاهتمام على وضع أسس وقواعد الدولة الوليدة. وكان لبعد نظر الملك عبدالعزيز وذكائه الأثر الأكبر نحو تعزيز ركائز الدولة في الداخل ومد علاقات حسن الجوار والصداقة إلى الدول المجاورة والصديقة. وأضاف الأستاذ الشهري ان استهلال الملك عبدالعزيز واهتمامه الأكبر انصب على نشر التعليم واستكشاف الموارد الطبيعية وتوطين البادية لأن هذه العناصر الثلاثة كل منها يكمل الآخر وهي تصب في خانة الاستقراروالتنمية. وقال: إن الملك عبدالعزيز كان بعيد النظر واسع الحيلة يتمتع بالذكاء والدهاء ومع ذلك لم يغفل الاستعانة بالمستشارين ذوي الكفاءة من داخل البلاد وخارجها حسب ما تفرضه الظروف والحاجة. وقد كان لتنوعهم واختلاف مشاربهم وتخصصاتهم أبلغ الأثر في الاستفادة منهم، وأضاف أن سياسة التوازن والاعتدال من أهم مميزات حكام المملكة العربية السعودية منذ عهد المؤسس حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - وقد أكسب هذا الأسلوب والاستمرار عليه وتجذيره احترام العالم وثقته بسياسة المملكة وتوازنها والتعامل معها.