حادثتا قتل الصحفيين الأمريكيين (جيمس فولي) و(ستيفن سوتلوف) بتلك الطريقة اللا إنسانية والبشعة والمدانة بكل الأعراف الإنسانية على يد الدواعش، أعادت من جديد الجدل في المجتمع الامريكي عن جدوى عدم دفع الفدية للجماعات الارهابية ولخاطفي الرهائن، فما زال هناك رهينة امريكية ثالث بيد داعش يتنظر مصيره على يد الجماعة المتطرفة. المجتمع العالمي لا يقر مبدأ التفاوض لدفع الفدية للخاطفين، ويوجب على جميع الدول الالتزام بهذا المبدأ القائم على أن الافتداء لا يحل المشكلة بل يعمقها على المدى الطويل، وتلك الاموال تسهم في تقوية الجماعات المتطرفة وتمويل انشطتها الارهابية. وتذكر الاحصاءات ان القاعدة وافرعها قد جنت ما يقارب 125 مليون دولار منذ سنة 2008م من مبادلة الرهائن بالفدية المادية، منها 66 مليون دولار في السنة الأخيرة. وتثبت الإحصاءات ان كل عملية فداء تتم تمول 3 عمليات اختطاف اخرى. امريكا وبريطانيا من الدول التي ترفض دفع الفدية للخاطفين لكن هناك دولا من أوربا لا تلتزم بهذا المبدأ كفرنسا وسويسرا واسبانيا وبعض الدول الاوربية الاخرى، وهي وان لم تتدخل في الامور بشكل مباشر فإنها تسهل عملية الفداء، وتغض الطرف عنها بينما ظاهرياً تدعي عدم خرقها لمبدأ عدم التفاوض مع الخاطفين. تجربة القراصنة الصوماليين هي من ضمن التجارب التي يوردها رافضو التفاوض مع المختطفين، فالقراصنة الصوماليون في بداية الأمر كانوا قادرين فقط على احتجاز سفن دول شرق افريقيا، وكان ملاك السفينة يستجيبون لطلب القراصنة وهكذا رويدا رويدا وبسبب تلك الأموال وما تؤدي اليه من منفعة مادية تؤكد جدوى ذلك العمل مادياً ودون مخاطر تذكر، انتشرت القرصنة الى مضيق المندب ثم بحر العرب واستشرى عمل القرصنة. ولكن عندما بدأ مالكو السفن تزويد السفن بالأسلحة والرجال المدربين للحماية بدأت تلك الظاهرة تنحسر الى ان تلاشت تقريبا ولم يعد يسمع بها. عندما يكون الحل هو دفع الفدية لا يؤدي ذلك الا الى تقوية الخاطفين واستشراء تجارة الخطف والفداء، لكن التجربة التي اوردنا مثالين لها تؤكد مدى قسوة الثمن الذي يسببه عدم دفع الفدية. ورغم ذلك فإن هناك الكثير من المؤشرات تؤكد على ان عدم دفع الفدية يؤدي الى تناقص تلك الظاهرة عندما يكون الشعب المستهدف متلاحما ومتساندا في تلك القضية. يعتقد الأمريكيون المناهضون للتفاوض مع الإرهابيين أن التزامهم بمبدأ عدم فداء الرهائن هو حقيقي وإن كان غير منظور. ويردون معلومة حقيقية وهي أن من بين 53 رهينة اختطفتهم القاعدة خلال السنوات الخمس الماضية ليس من بينهم الا 3 امريكيين ويرجعون الأمر ذلك الى عدم جدوى ذلك مادياً. * إدارة مستشفيات - مستشفى الملك فيصل التخصصي