في وقت استعرض فيه مجلس الوزراء السعودي أمس، أوضاع الملاحة في البحر الأحمر وبحر العرب وتزايد أعمال القرصنة فيهما، وما يلزم اتخاذه من إجراءات للحيلولة دون استمرار هذه الأعمال والقضاء عليها نهائياً، أوضح وكيل وزارة الخارجية السعودية للشؤون الإدارية والمالية الأمير خالد بن سعود، أن شركة التأمين على اتصال مع طاقم الناقلة المختطفة من قراصنة صوماليين، وأن الشركة أبلغت السعودية أن طاقم الناقلة لم يتعرضوا لأية مشكلات. فيما قال السفير السعودي لدى كينيا الدكتور نبيل عاشور : «ان الناقلة سيريوس ستار تحركت لمنطقة تسمى قرعت، بسبب مضايقات تواجه القراصنة من بعثيين». وحذرت الشركات البحرية من انعكاسات خطيرة للقرصنة على التجارة الدولية التي تعتمد بنسبة 90 في المئة على النقل البحري، وطالبت الأممالمتحدة بفرض حصار على السواحل الصومالية، حيث ينشط القراصنة. وأعلن حلف شمال الاطلسي انه لا ينوي في الوقت الراهن فرض حصار بحري او شن عملية برية ضد القراصنة. وظلت قضية ناقلة النفط السعودية العملاقة المخطوفة قيد التفاوض مع تمسك القراصنة بفدية 25 مليون دولار فيما تحدث مسؤول اسلامي صومالي عن خفض الفدية الى 15 مليونا. وأشار الأمير خالد بن سعود، في اتصال هاتفي مع «الحياة»، إلى أن الحكومة السعودية تحققت من سلامة طاقم الناقلة النفطية، وأن شركة التأمين على اتصال بطاقم الناقلة. ولفت إلى أن مساعي السعودية لحل أزمة الناقلة عبر الجهات الرسمية الصومالية، ممثلة في الحكومة الصومالية، مؤكداً في الوقت نفسه عدم وجود أي تفاوض أو اتصال مباشر من الحكومة السعودية مع القراصنة، وهذا مبدأ معلن من السعودية. وتحفظ الأمير خالد في الإفصاح عن السيناريوهات المتوقعة قبل تحرير الناقلة من الخطف، وقال: «ان السعودية تبحث حل هذه المشكلة في إطار علاقاتها الديبلوماسية مع الحكومة الصومالية، التي من المفترض أن تتولى مسؤوليتها في هذا الجانب». من جهة أخرى، قال السفير السعودي لدى كينيا الدكتور نبيل عاشور: «ان وضع الناقلة محرج من القراصنة والمتفاوضين، وذلك بسبب مضايقات من حزب البعث الذي يوجد في المنطقة»، مشيراً إلى أن هذه المضايقات أدت إلى تحرك السفينة إلى قرية «قرعت». ولفت عاشور إلى أنه بانتظار القرار الأممي للحد من القرصنة في المياه الإقليمية والبحار، وذلك بعد الاجتماع الذي عقد بين الرئيس الأميركي جورج بوش والرئيس الروسي ديمتري مدفيديف، مشدداً على أن مبدأ التفاوض مرفوض من الحكومة السعودية وسفاراتها في الخارج. يذكر أن مصادر ذكرت أول من أمس، أن خاطفي ناقلة النفط السعودية العملاقة سيريوس ستار، التي اختطفت في 15 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري أمام الساحل الصومالي، يتفاوضون مع شركة التأمين لدفع الفدية التي حددوها ب25 مليون دولار في مقابل الإفراج عنها، ولا يرغبون في التفاوض مع أي شخص صومالي مهما كانت شخصيته. من جهة أخرى، أعربت الجالية الصومالية في المملكة عن إدانتها للاعتداء السافر، الذي قام به قراصنة صوماليون أخيراً، باختطاف ناقلة النفط السعودية. وقال رئيس اتحاد الأدباء والمثقفين الصوماليين الدكتور عبدالرحيم يحيى: «إننا إذ نشجب بقوة هذه الأعمال الإرهابية، تغمرنا مشاعر السخط والغضب لاستهدافها، خصوصاً مصالح هذا البلد الذي هو في الحقيقة بلدنا، وتربطنا به وشائج تاريخية وروحية قامت على المحبة والولاء والتضامن معه». وأضاف «نوجه نداءنا العاجل لإطلاق الباخرة فوراً من دون شروط، وسرعة تحرك الجهود الأهلية والرسمية من أجل الحل العاجل»، مشيراً إلى أن مبعث هذه المشاعر هو أن الجالية تقيم في المملكة، ومعظمها منذ عقود طويلة وسط تكريم أخوي وتبجيل كريم من الحكومة والمجتمع السعودي. ووصف يحيى القراصنة بأنهم شرذمة قليلة وآفة دخيلة، وقال: «إن الشعب الصومالي بأسره أفصح عبر كل الأصعدة عن صميم مواقفه وتضامنه مع المملكة حكومة وشعباً، وقد رُوّع الحجاج الصوماليون بهذا الحدث، لوجودهم هذه الأيام في كنف هذه الضيافة الروحية».